بوغبا مع يونايتد ضد برشلونة... حيث أُريدَ له أن يكون
يدخل الفرنسي بول بوغبا، ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، أمام الضيف برشلونة الإسباني، على أمل إثبات قيمته لفريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي تفوق على الفريق الكاتالوني في السباق لضمه قبل أقل من ثلاثة أعوام.
في صيف 2016، عاد الفرنسي الى صفوف الفريق الذي تدرج في فئاته العمرية بدءا من 2009 قبل الانتقال الى يوفنتوس الإيطالي في 2012. كانت هذه العودة مكلفة جدا للشياطين الحمر، إذ تخطت قيمتها 100 مليون يورو، ما جعله حينها أغلى لاعب في العالم، قبل أن يتخطاه البرازيلي نيمار في صيف العام التالي، بالانتقال من برشلونة الى باريس سان جرمان الفرنسي لقاء 222 مليون يورو.
في تصريحات الأسبوع الماضي، كشف رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو لشبكة "إي أس بي أن" رغبة سابقة للنادي الكاتالوني بالحصول على خدمات بوغبا بدلا من يونايتد.
وأوضح "لكننا لم نكن قادرين على تحمل دفع هذا المبلغ في ذلك الحين"، متابعا "لذلك ذهب الى يونايتد، وهو يجعل منه فريقا أفضل لأنه أحد نجوم كرة القدم العالمية في الفترة الحالية".
برز بوغبا البالغ من العمر 26 عاما مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018، وساهم في قيادة "الديوك" الى اللقب العالمي الثاني في تاريخهم.
لكن قبل النهائيات العالمية وبعدها، لم يكن بوغبا في يونايتد، اللاعب نفسه الذي ظهر بالقميص الأزرق للمنتخب. السبب المرجح؟ علاقة مضطربة مع مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو الذي لم يخفِ انتقاداته العلنية للاعب خط الوسط وتفاوت أدائه بين النادي والمنتخب الوطني.
منذ إقالة مورينيو وحلول النروجي أولي غونار سولسكاير بدلا منه، ظهر بوغبا بشكل مختلف، وسجل ثمانية أهداف في أول تسع مباريات للفريق في الدوري الممتاز بإشراف النروجي. لكن هذه السلسلة لم تدم طويلا، اذ سجل للمرة الأخيرة مع فريقه في الدوري المحلي في التاسع من شباط/فبراير الماضي (سجل هدفين في الفوز 3-0 على فولهام).
ويتوقع أن يشارك بوغبا أساسيا ضد برشلونة الأربعاء، ما ستكون ثاني مرة فقط يبدأ فيها أساسيا في دور إقصائي مع يونايتد في دوري أبطال أوروبا.
وبعدما أبقاه مورينيو على مقاعد البدلاء في مباراتي إشبيلية الإسباني في ثمن نهائي الموسم الماضي، دفع به سولسكاير أساسيا في ذهاب الدور ذاته هذا الموسم ضد باريس سان جرمان الفرنسي، لكنه تلقى بطاقة حمراء (بعد الانذار الثاني)، وغاب عن مباراة الإياب في باريس حيث فاز فريقه 3-1، ليقلب بذلك خسارته صفر-2 على ملعبه.
- البال في مدريد؟ -
في المشاركة الأولى للفريق في ربع النهائي منذ العام 2014، يأمل يونايتد في أن يكون بوغبا أهلا للحمل، وقادرا على تقديم ما يزال الفريق والمشجعون ينتظرونه من لاعب هو الأغلى في تاريخ تعاقداتهم.
واللافت أن أداء يونايتد وبوغبا كان مترابطا بشكل أو بآخر في الحقبة الجديدة مع سولسكاير، اذ أن غيابه عن التسجيل مؤخرا تزامن مع تلقي فريقه ثلاث هزائم في مبارياته الأربع الأخيرة في مختلف المسابقات.
ربط بعض المعلقين في كرة القدم بين هذا التراجع في أداء بوغبا، وانصراف ذهنه الى مكان آخر: ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد.
في مارس، فتح بوغبا باب التكهنات عندما رد على سؤال بشأن اللعب لصالح ريال مدريد، بالقول إن ذلك "حلم لكل طفل، لكل لاعب كرة قدم".
لم يدل الفرنسي بما هو مستغرب، اذ أن "حلم" اللعب لنادٍ مثل ريال مدريد هو أمر لا تخفيه غالبية لاعبي كرة القدم. لكن تصريحات بوغبا اكتسبت وزنا أكبر لكونها جاءت بعد أيام من عودة مواطنه زين الدين زيدان الى الإدارة الفنية في سانتياغو برنابيو.
حتى المدرب نفسه لم ينف بشكل صريح الاهتمام باللاعب، بتأكيده في أواخر الشهر الماضي، أنه "يحب" بوغبا، وأنه "لاعب مختلف".
وفي انتظار تبيان مصير بوغبا وفترة الانتقالات الصيفية المقبلة، يذهب بعض المحللين الى التهكم، باعتبارهم أن تقديم بوغبا أداء جيدا أمام برشلونة والثأر لخسارة يونايتد في نهائيي 2009 و2011، سينتهي الى نتيجتين متناقضتين: يرضي مشجعي يونايتد من جهة، لكن يفتح باب مغادرته النادي من جهة أخرى، اذ سيرغب ريال مدريد بالتأكيد بمكافأته على إقصاء غريمه الأزلي برشلونة من مسابقة دوري الأبطال هذا الموسم!