توماس جرافيسين .. "الحيوان" الذي ابتعد عن الكرة واحترف "القمار" - El botola - البطولة

توماس جرافيسين .. "الحيوان" الذي ابتعد عن الكرة واحترف "القمار"

فاروق عصام (البطولة)
15 فبراير 2019على الساعة13:48

يتبادر في أذهان متابعو كرة القدم مع قراءتهم لاسم "توماس جرافسين" لاعب وسط ميدان أصلع أسلوبه في اللعب أشبه بماكينة حرث الحشائش، الصورة التي خزنها عقلهم عنه لا تحتوي سوى على لكمات وضربات، لاعب كرة في يوم من الأيام لقب بالـ "الحيوان" أو بوصف أدق كلب حراسة "جلاكتيكوس" ريال مدريد.


ربما إن لم ينضم لاعب الوسط الدنماركي في يوم من أيام عام 2005 إلى السانتياجو بيرنابيو ليلعب بقمصان أحد أهم وأكبر أندية العالم ريال مدريد في فترته الذهبية التي احتوت على أسماء تاريخية، لما ذاع صيته بهذا الشكل، ولكن النجوم المرفهة في تلك الحقبة كانت بحاجة إلى "كلب حراسة" على حد وصف المدير الرياضي للميرنجي وقتها "أريجو ساكي".


دومًا ما نسمع عن خروج لاعب من نادي بسبب هبوط مستواه، أو بسبب انخداع الكشافين في قدراته، وعدم إثبات إمكانياته، ولكن ما كان يحدث دومًا مع اللاعب الذي اعتزل وهو لم يكمل الـ32 عامًا كان مختلفًا، حيث كان السبب الرئيسي لخروجه من ريال مدريد وقبله إيفرتون، هو إيذاء زملائه ومزاحه "السخيف" مع نجوم الفرق التي يلعب لها .. وسوف نسرد عليكم بعضًا من القصص التي أكدها بنفسه في كتاب سيرته الذاتية الذي أثار به الكثير من الجدل.


الأوجري الذي كسر أسنان "رونالدو"


نعم جرافسين لم يكن بهذا اللاعب العالة في أرضية الميدان، فقد جاء إلى ريال مدريد نتيجة سنوات من التألق في البريميرليج، وأيضًا كأحد النجوم الذهبية للمنتخب الدنماركي الذي تألق بألوانه بداية من يورو 2000، وفي موسم 2003-04 كان أحد أفضل لاعبي الوسط المدافعين في البريميرليج وربما العالم.


كان الدنماركي معروفًا بتصرفاته وحماقاته في التدريبات، فالمدرب "فابيو كابيلو" تحدث عنه وقال أنه لا يستطيع التفرقة بين المباراة والخصم والتدريب والزميل، تمامًا كما "الحيوان"، ووقتها في ريال مدريد كان كل لاعب يزن ثروة، وأي إصابة أو كدمة لها حساباتها.


وتبقى أشهر حوادثه في إسبانيا، واقعته مع أفضل مهاجمي العالم الظاهرة "رونالدو" جين تدخل عليه كالثور الهائج في حصة تدريبية، وبما أن الفينومينو معروف بتحديه، فقد قبل التحدي مع الشخص الخاطئ، مما كلفه فقدان أحد أسنانه، لتصفه الصحافة الإسبانية بعدها بـ "الأوجري" -أحد أشهر وأضخم جبال الهامالايا-.



المعتوه الذي حارب روني بالألعاب النارية


كما ذكرنا موسم 2003-04 كان استثنائيًا في مسيرة جرافسين، حيث كان النجم الأول للتوفيز، ووحش جماهير الجوديسون بارك، ولكن مع الصيت الذي بدأ يأخذه فتى إنجلترا الصاعد "واين روني"، واهتمام الصحافة الإنجليزية بموهبة مهاجم الميرسيسايد، شعر الدنماركي أن البساط بدأ يسحب من تحت قدميه، وبدأ حربه مع زميله.


تلك الحرب التي عرفت حادثة غريبة رواها مدرب الفريق وقتها "ديفيد مويس" حيث قال "الوقعة حدثت في صالة التدريب القديمة، كان طولها حوالي 60 ياردة، توماس وواين كانوا يقذفون على بعضهم البعض الألعاب النارية، وكل شخص منهما كانت بحوذته مجموعة من الصواريخ المليئة بالبارود، وكانا يقذفان بعضهما بصورة جنونية".


ثم تابع "تومي كان معتوهًا ولكن بشكل إيجابي، كنا نحبه كثيرًا، نعم لم يكن من نوعية اللاعبين الذين يستمعون إليك، ولكنها لم تكن بصورة محبطة، فهو يمتلك هذا الانطباع تحدث كما تريد وسأفعل ما يحلو لي في النهاية، وربما كان مجنونًا بعض الشيء في الحصص التدريبية".



عندما واعد ممثلة أفلام إباحية


بانتقاله إلى ريال مدريد، بدأ كل شيء في حياة جرافسين في التحوّل، ففي ليفربول كان يعيش حياة عادية هادئة، بعيدًا عن مراقبة "الباباراتزي" والصحافة، ولكن بانتقاله إلى إحدى عواصم كرة القدم، بدأ اسمه يتردد في كل مكان، وأصبح أهم شيء في الدنمارك، نعم لم يكن يتمتع بوسامة بيكهام وجوتي وباقي نجوم الميرنجي، ولكن قوته واندفاعه كان هدفًا للكثير من المعجبين.


على رأس هؤلاء المعجبين كانت "كيرا إيجرز" فتاة كانت تعمل لحساب مجلة "بلاي بوي" ونشر لها عدد من الأفلام والمقاطع الإباحية على مواقع الإنترنت، دخلت في علاقة حب شهيرة مع جرافيسين، أثارت وقتها الكثير من الجدل، خاصة في الدنمارك، حيث كان الشعب الدنماركي ينتظر ويتحين أي خبر عن سفيرهم الأول في أوروبا، وبالمناسبة رفضت تلك الفتاة قبل طرح كتابه أن تكون جزءًا منه، أو تدلي بأي تصريحات بشأن علاقتها بالنجم الدنماركي.



الثراء الفاحش


لم يتوقع أحد لحياة جرافسين أن تتبدل بهذا الشكل بعدما اختار طريق السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وترك كرة القدم مع بداية عقده الثالث، فقد اتجه إلى حياة الملذات وأندية القمار في ولاية "لاس فيجاس" الأمريكية، ولكنها كانت مجرد بدايته ليتحول من لاعب كرة قدم إلى مليونير المنازل التي تجاوره يعيش بها "أندري أجاسي" و"نيكولاس كيدج".


اللاعب الذي حكى في كتابه أنه في بداياته مع كرة القدم كان يعاني كثيرًا، حيث كان يقضي يومه كله مع كرة القدم، ثم يعمل طوال الليل في مرأب لبيع قطع السيارات المستعملة، وينام لبضع ساعات في الصباح من أجل مساعدته على الصمود في التدريبات.


الوضع تغيّر وأصبحت ثروة الدنماركي حاليًا تقدر بنحو 80 مليون دولار من مكاسبه في صالات المقامرات، ومن مدى شهرته في هذا المجال بدأت الشائعات تتطارده، إلى الحد الذي نشر فيه خبرًا عن خسارته 45 مليون دولار خلال يوم واحد في لعبة "البوكر" الشهيرة.


أخبار ذات صلة