تحليل | بعد لقاء باريس، لماذا يجب التفكير مرتين قبل بقاء سولسكاير مع مان يونايتد؟ - El botola - البطولة

تحليل | بعد لقاء باريس، لماذا يجب التفكير مرتين قبل بقاء سولسكاير مع مان يونايتد؟

فاروق عصام (البطولة)
13 فبراير 2019على الساعة16:35

اندفعت شريحة عريضة من جماهير نادي مانشستر يونايتد خلف النتائج الإيجابية التي انطلق بها مدربهم المؤقت "أولي جونار سولسكاير" وبحنين لأطلال فيرجسون طالبوا بسرعة منحه عقدًا دائمًا لتدريب النادي بعد قيادته الشياطين الحمر للوصول إلى المربع الذهبي على لائحة ترتيب أندية البريميرليج.


ما قام به القاتل ذو الوجه البريء حتى الآن يعتبر إنجازًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإذا تمكن من إنهاء موسمه في أحد المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال، فسيكون قد حقق المطلوب منه على أكمل وجه، ولا ننسى أنه تسلم الفريق وهو بعيد بفارق 11 نقطة عن مركز المربع الذهبي.


كان هناك فئة أخرى من الجماهير أكثر تعقلاً، ولم تمنح إدارتهم الحجة اللازمة لاختيار مدرب سيتقاضى راتبًا يصل إلى نصف ما سوف يتقاضاه مدرب من الفئة الأولى، لذلك لا عجب أن ترى أخبارًا تشير إلى وجود نية لدى ملاك الفريق لمنح النرويجي العقد الدائم، فهي فرصة على طبق من ذهب لتعويض خسائرهم المادية مع المدربين منذ اعتزال الأب الروحي.


مباراة قمة مثل الخسارة ضد باريس سان جيرمان ليلة الثلاثاء والتي ودع بها الفريق بنسبة كبيرة منافسات التشامبيونزليج ترفع لافتة "هدئ السرعة" أمام الإدارة والجماهير، فتلك الخسارة نعم لا يتحملها سولسكاير، فقد تسلم اليونايتد والفارق كبير بينه وبين بطل فرنسا في آخر خمسة مواسم، ولكنها احتوت على مشاكل تكتيكية أثبتت عجز وقلة خبرة أفضل بديل عبر تاريخ مسرح الأحلام.



أزمة بوجبا، وماذا كان الحل الأمثل؟


لن نتطرق لتفصيل تكتيك "توماس توخيل" في المباراة، ولكن سنركز مع لمحة واحدة، خنقت اليونايتد تمامًا، وهي وضع رقابة لاعب على لاعب ضد الفرنسي "بول بوجبا" هذا الأمر أنهى كل مفاتيح قوة اليونايتد، بجانب غلق الجبهة اليسرى بظهيرين "كيرير وألفيش" وهي الجبهة التي لا يمتلك الفريق الإنجليزي غيرها، ولم يفكر سولسكاير طوال الفترة الماضية في خلق التوازن الهجومي بين الجبهتين.


حين يتم رقابة أهم لاعب لك في الملعب، فأنت بذلك معرض لمشكلة فنية واضحة، ولكن هناك قلة من المدربين حول العالم الذين يتمتعون بالمرونة اللازمة للهروب من هذا المأزق داخل المباراة نفسها، فبعد مرور أول 10 دقائق من اللقاء، تأكد سولسكاير من أن بوجبا يعاني من رقابة تجعله لا يلمس الكرة سوى ثلاث مرات فقط طوال تلك المدة، فكان عليه التدخل سريعًا والبحث عن حل تكتيكي، فهذه المعضلة يمكن أن تتحول من التأثير على أي فريق بالسلب إلى نقطة إيجابية ومفتاح للفوز بالمباراة.



فبدلاً من إخراج بوجبا من اللعب كان على النرويجي إخراج ماركينيوس من اللعب، فكما أنه هناك أدوار للفرنسي مهمة، هناك أدوار حيوية للبرازيلي داخل التشكيلة الباريسية تتعلق بالتأمين الدفاعي، وفي كل مرة كان يتواجد بوجبا في عمق الملعب كان يسهل من مهمة توخيل وماركينيوس بالتواجد في المكان القريب من مركز البرازيلي، لذلك كان على سولسكاير التفكير في حل من اثنين.


إما تحريك بوجبا على طرف الملعب من أجل التحرر التام من رقابة ماركينيوس، وفي تلك الحالة كان سيتحرك للعمق من الحركة، والتحرك من الحركة يؤدي إلى صعوبة كبيرة في رقابة لاعب ضد لاعب، وهو ما فعله في شوط المباراة الثاني، ولكن بعد فوات الآوان.


أما الحل الثاني والذي أحبذه بشكل شخصي فكان اللجواء إلى تغيير الحسابات التكتيكية وإعادة الفرنسي للعب دور محور الارتكاز "بوكس تو بوكس" وفي هذه الحالة كان من المستحيل أن يتجرأ توخيل ويطلب من ماركينيوس التقدم للأمام ومواصلة رقابته للفرنسي في وسط ميدان مانشستر يونايتد، لسببين أولاً خطورة المساحة التي سيتركها ماركينيوس خلفه في تأمين قلبي الدفاع حيث يمكن استغلالها بسهولة، وثانيًا أن البي أس جي من الصعب ألا يتخلى عن ارتكازه الدفاعي في المباراة.


في كل مرة كان بوجبا يأخذ ماركينيوس بعيدًا عن عمق الملعب كانت تفتح مساحة واضحة أمام سيلفا وكيمبيمي، وكان لينجارد يتحرك بها، ولكن في لقطات نادرة في الشوط الأول، وفي حالة تفطن سولسكاير لهذا الأمر واللعب على تلك المنطقة القريبة من قوس منطقة جزاء البي أس جي، بتحريك الجناحين للداخل وتغيير مركز وأدوار هيريرا  مع بوجبا لكان اليونايتد في وضعية هجومية أفضل.


هذه اللمحة الفنية كانت ستحرر بوجبا أكثر، نعم ستخسر تواجده في مناطق الخطورة وصناعة اللعب بشكل دائم كما اعتاد، ولكن ما باليد حيلة، فتلك الرقابة لم تمكنه من تقديم أي إضافة، لذلك قدومه من الحركة كما قلنا من قبل هو الحل، وتحركه من مواقعه الدفاعية إلى مناطق باريس الهجومية كان سيربك ماركينيوس وتوخيل كثيرًا خاصة في الهجمات العكسية السريعة.



ولكن سولسكاير وقف كالعاجز تمامًا أمام تكتيك الألماني النابع في الأساس من فلسفة "جوزيه مورينيو"، وشاهد النرويجي اللقاء وكأنه حصل على تذكرة ومقعد متفرج وليس مدرب، وفي كل مرة كان يظهر أمام الكاميرات كنت تشتم توتره وتسمع خفقات قلبه المتسارعة، وخلال الوقت الذي استغرقه للتشاور المستمر مع مايك فيلان ومايكل كاريك، كان باريس قد باع بضاعته ورحل.


هذا اللقاء ترك انطباعًا واحدًا على سولسكاير، وهو أنه لا يمتلك المرونة التيكتيكية اللازمة لهذا المنصب، وأيضًا لا يمتلك خبرة تدريب فريق بحجم مان يونايتد وإدارة مثل هذه مباريات، تلعب على تفاصيل صغيرة، وفي حالة استمرار الإخفاقات خلال شهري فبراير ومارس ضد تشيلسي ليفربول أو السيتي فسوف يكون من التهور منحه العقد الدائم في نهاية الموسم.