كلمتين وبس | توخيل خنق اليونايتد بخطة مورينيو
يرتبط نجاح المدرب في كرة القدم بمدى اطلاعه وتفتحه على أفكار المدربين الآخرين من حوله، فالابتكار وحده لا يكفي، والتقليد وسيلة مشروعة للوصول إلى غاية حميدة، لذلك ما فعله مدرب باريس سان جيرمان "توماس توخيل" الليلة ضد المان يونايتد، يؤكد أنه مدرب لا يخلد إلى فراشه كل ليلة إلا وتراوده أفكار عن كرة القدم.
بدا الألماني منذ الدقائق الأولى وكأنه لم يفعل شيء طوال 53 يومًا -هي فترة تواجد سولسكاير مع الشياطين الحمر- سوى متابعة مباريات الفريق الإنجليزي، فهو يعرف نقاط قوته ربما أكثر من النرويجي نفسه، ولعب على إخماد تلك النقاط، وبالفعل نجح وبجدارة.
شعرت جماهير مان يونايتد لأول مرة في المباراة ضد باريس سان جيرمان بإحساس خصومهم أثناء وجود مدربهم السابق "جوزيه مورينيو" خاصة في المباريات الكبرى، فريقهم مختنق تمامًا وهناك حالة هبوط حاد في دورته الدموية نتيجة توقف القلب، وفي هذه الحالة قلب مان يونايتد هو الفرنسي "بول بوجبا".
وبحسبة بسيطة داخل مفكرة توخيل، فإن إيقاف بوجبا سيؤدي بالتبعية إلى توتر وتحجيم المان يونايتد، لذلك لا يوجد أنسب من أسلوب كرة اليد الدفاعي، المراقبة الفردية وإخراج أهم لاعب في الخصم من الملعب، وهذا أمر لا يمكن فعله سوى في حالة من اثنين إما ضد لاعب وسط أو لاعب مهاجم، ولحسن حظ الألماني فإن هدفه كان صانع اللعب ونقطة ربط الخطوط وتجميع الكرات.
وأسند توخيل مهمة رقابة بوجبا الفردية لواحد من أكثر المجتهدين لفريقه، الجندي المفضل بالنسبة له "ماركينيوس" الذي لم يفلت بوجبا طوال اللقاء، للدرجة التي كانت ستدفعه للخروج معه إلى غرف الملابس بعد إقصائه من المباراة، وهو إقصاء جاء نتيجة شعور بوجبا بالاختناق، وبسبب ضغط والتزام ماركينيوس المثالي.
مورينيو كان هو أحد مبتكري هذا الأسلوب، وفعله مع عدة نجوم سابقين، ولعل أبرز مباراة وسيناريو سيعود لأذهانك هو سيناريو "هيريرا وهازارد" ومباراة التفوق على تشيلسي الشهيرة في الأولدترافورد.
وبالطبع نظرًا لقلة خبرة سولسكاير وعنصر الصدمة، لم يرد على فكر توخيل، وهو أمر يمكن الرد عليه فنيًا في الملعب بطريقة مثالية، تحوله لنقطة قوة لصالح فريقك وليس نقطة ضعف، وسوف نشرح هذه الطريقة في وقت لاحق.
وبمراجعة كل صور بوجبا في المباراة، كان هناك حارس خاص بجواره