إنتر إلى إمبولي من دون مشجعيه والعنصرية عنوان المرحلة

تقام اليوم السبت مباريات المرحلة الـ19 الأخيرة ذهابا في الدوري الإيطالي، على وقع تفاعل الأحداث التي شهدتها مباراة إنتر ونابولي في المرحلة السابقة، من الصيحات العنصرية إلى أعمال عنف بين المشجعين أودت بأحدهم، مع انتقال فريق مدينة ميلانو لملاقاة مضيفه إمبولي من دون جمهوره.

وشهدت مباراة الأربعاء بين إنتر الثالث وضيفه نابولي الثاني، إطلاق مشجعي الفريق اللومباردي صيحات عنصرية تجاه لاعب نابولي السنغالي كاليدو كوليبالي، دفعت الفريق الى طلب وقف المباراة. وبعدما أثارت "صيحات القردة" انتقادات واسعة في إيطاليا، أعلنت رابطة الدوري الخميس معاقبة إنتر بإقامة مباراتين على ملعبه دون جمهور.

الا أن الفريق الأزرق والأسود الذي ينتقل الى إمبولي في المرحلة التي تقام كل مبارياتها اليوم السبت، سيكون أيضا في مواجهة خوض المباراة دون مشجعيه، بعدما أعلن النادي المضيف تعليق بيع التذاكر لأجزاء المدرجات المخصصة لجمهور الفريق الزائر، وتأكيد شرطة فلورنسا أنها لن تسمح لمشجعي إنتر بدخول ملعب كارلو كاستيلاني.

وفي مؤتمر صحافي الجمعة، اعتبر مدرب إنتر، لوتشيانو سباليتي أن الوقت حان "لنقول كفى للصيحات العنصرية والتمييزية"، مضيفا "أدين بشكل كامل الأحداث التي جرت في الأمسية السابقة (الأربعاء)"، معتبرا في الوقت نفسه أنه "من المهم ألا نعاقب غالبية المشجعين، أولئك الذين يحضرون الى الملعب لإضفاء الفرحة، الحب، والحماس".

من جهته، أكد رئيس الاتحاد الإيطالي غابرييلي غرافينا أن مباريات الغد ستمضي بحسب الجدول المقرر، وذلك بعد تشاور "مع الجميع".

وأتى ذلك في يوم أدلى رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي برأيه في أحداث مباراة الأربعاء، وهي ظاهرة تكررت مرارا في المباريات المحلية، طارحا على بساط البحث احتمال وقف الدوري لفترة مرحلية.

وقال كونتي في مؤتمر صحافي الجمعة "أنا مع توجيه رسالة قوية تصل الى حد التوقف المرحلي للدوري من أجل القيام بعملية تأمل مثمرة للمشاركين (...) لكنني أترك القرار للسلطات المختصة".

واعتبر أن توجيه مشجعي انتر "صيحات القردة" تجاه كوليبالي، هو أمر "خطير جدا"، وأن ثمة حاجة الى "رد فعل قوي من الجميع".

أضاف "ذُهلت عندما اكتشفت وهي ليست المرة الأولى بأن تظاهرة رياضية يمكن ان تكون مسرحا لمواجهات عنيفة" في إشارة الى وفاة مشجع لإنتر بعدما صدمته شاحنة خلال إشكال بين المشجعين المتطرفين ("ألتراس").

وللعام الثاني تواليا، خرقت رابطة الدوري تقليد عدم إقامة مباريات بين عيدي الميلاد ورأس السنة على غرار معظم البطولات الأوروبية باستثناء الإنكليزية، وجدولت مرحلتين في 26 كانون الأول/ديسمبر و28 منه.

ولقيت هذه التجربة نجاحا بين المشجعين، الا ان ما شهده ملعب سان سيرو في ميلانو الأربعاء عكّر صفو المباريات، ومثّل يوما أسود لكرة القدم المحلية. فإضافة الى الصيحات العنصرية حيال كوليبالي، أعلن صباح الخميس وفاة مشجع لانتر بعد أعمال عنف على هامش المباراة.

وبعد المباراة التي شهدت طرد كوليبالي في الدقيقة 80 لنيله بطاقتين صفراوين متتاليتين (الثانية لاستهزائه بالحكم على خلفية البطاقة الأولى) وخسارة فريقه بهدف في الوقت بدل الضائع، أكد مدرب نابولي كارلو أنشيلوتي أن الفريق طالب بوقفها دون تجاوب.

وأوضح "طلبنا ثلاث مرات وقف المباراة (...) لكن المباراة استمرت"، مضيفا "كان اللاعب عصبيا، ومعنوياته لم تكن في أفضل حالاتها. إنه لاعب هادئ جدا ومحترف جدا".

أضاف "في المرة القادمة، نحن من سنتوقف عن اللعب".

وكان انتر قد أكد في بيان ليل الخميس رفضه "أي شكل من التمييز"، مضيفا "لهذا نجد أنفسنا ملزمين اليوم، مرة جديدة، التأكيد أن كل شخص لا يفهم أو يتقبل تاريخنا، تاريخ هذا النادي، ليس فردا منا".

وإزاء انتقال انتر الى إمبولي، يستضيف نابولي بولونيا في مباراة سيغيب عنها كوليبالي بسبب إيقافه مباراتين على خلفية طرده من المباراة السابقة، إضافة الى قائده السلوفاكي ماريك هامسيك بسبب اصابته أمام إنتر.

ويحتل إنتر المركز الثالث بفارق 14 نقطة عن يوفنتوس المتصدر، وبفارق خمس نقاط عن نابولي الثاني الذي لم يتمكن في مباراته الأخيرة، من استغلال تعثر فريق "السيدة العجوز" حامل اللقب، أمام أتالانتا 2-2.