كلمتين وبس | لماذا لا يستحق كلوب نقاط ديربي الميرسيسايد؟

خسر إيفرتون الديربي أمام ليفربول في الوقت الذي اندفع فيه للأمام بحثًا عن الفوز، بينما ربح كلوب المباراة بهدف يأتي في العمر مرة واحدة، ومن خلال سيناريو يتفق أغلب مشجعي ليفربول قبل متابعي المباراة بصفة عامة على أن الحظ لعب به دور البطولة.

لا يستطيع أي محلل تفصيل هدف ليفربول الذي جاء بعد انتهاء الوقت الضائع المحتسب من حكم المباراة، هناك جملة واحدة تصفه، وهي "القدر قرر معاقبة إيفرتون وإنصاف ليفربول" ولكن هل كان المدرب الألماني يستحق هذا الإنصاف؟ بالرجوع لتدخلاته في المباراة فالإجابة ستكون  ..لا!

اندهشت كثيرًا من انتقادات بعض مشجعي الريدز لكلوب وأسلوب إدارته للمباريات، فهم دائمًا يتحدثون عن عجزه عن تغيير أي شيء في شوط المباراة الثاني، وعدم قراءته للمباريات بشكل جيد، فبدأت أعقد مقارنات وأعود بالتاريخ لبعض المواقف الصعبة التي وضع فيها كلوب، وبالفعل توصلت لحقيقة وهي أن مدرب دورتموند السابق بدلاً من إصلاح الأمور لفريقه يقوم في الغالب بهدم كل شيء.

هناك مميزات لدى كلوب لا نقاش فيها، مثل حماسه الشديد الذي ينتقل لأي فريق يدربه، وقدرته على تحضير لاعبيه نفسيًا للمباريات كما يجب، فإذا أردت أن تحفز أي فريق وتجعل اللاعبين يقدمون 100% من قدراتهم على أرضية الميدان، ليس عليك سوى اصطحاب كلوب معك لمحاضرة ما قبل المباراة، وهو سيتكفل بالباقي.

لن نطيل في الحديث عن هذه الأمور، وسنعود لتدخلات يورجن في مباراة الليلة، تبديلاته كانت غير منطقية وغير مبررة على الإطلاق، فقد اختار البداية برسم 4-2-3-1 حين دفع بشاكيري في التشكيلة الأساسية، على حساب لاعب وسط من ثلاثي دائرة منتصف الملعب، هذا ساعد إيفرتون أكثر على تسيد تلك المنطقة في ظل عدم تواجد رأس حربة في تشكيلة "ماركو سيلفا" الذي لعب بخمسة لاعبين يمكن لهم القيام بأدوار لاعبي وسط الميدان، سواء في افتكاك الكرات أو تمريرها فيما بينهم، فهذه كانت انسب مباراة للبدء بـ4-3-3.

في ظل التعادل السلبي الذي كان مسيطرًا على الأحداث، قام كلوب بتبديل غاية في الغرابة، أشك حتى إن كان مساعديه على الخط قد فهموا أسبابه، حيث أخرج المصري "محمد صلاح" ودفع بالإنجليزي "دانيال ستوريدج"، ناهيك عن صناعة صلاح لثلاثة فرص محققة للتهديف في الشوط الأول، وأنه لم يكن أسوأ مهاجمي الريدز في المباراة، إلا أن كلوب لا يعي بعد أن وجود صلاح في هذا الوقت من المباراة -آخر 20 دقيقة- أمر غاية في الأهمية، فهو لاعب يتمتع بقدرات بدنية تفوق أغلب الخصوم وفي الوقت الذي يهبط فيه المخزون البدني للمدافعين دائمًا ما يصنع الفارق بسرعته واختراقاته، ولكن كلوب فضل إخراجه دون التفكير في عواقب الأمر.

خروج البرازيلي فيرمينيو بعدها كان بداعي الإصابة، فالبرازيلي خرج من المباراة في وقت لم يكن كلوب سيفكر بالتضحية به على الرغم من أنه أقل لاعبي ليفربول أداءًا منذ بداية هذا الموسم، وكان من حسن حظ الألماني تسجيل الورقة البديلة أوريجي للهدف الوحيد.

على الجانب الآخر أدار سيلفا المباراة ببراعة وشجاعة كبيرة، واستغل تدخلات كلوب العشوائية، وبدأ يكثف من ضغطه على دفاع ليفربول في الدقائق الأخيرة، فخروج صلاح منحه الراحة التي لم يكن يحلم بها، ولكنه لم يكن محظوظًا أبدًا بتلقي هدفًا بهذا الشكل.