ردود أفعال ألمانية غاضبة تصف عام "2018" بالكارثي
جاء تعادل المنتخب الألماني مع نظيره الهولندي 2 -2 مساء الاثنين ليبدو متناسبا مع عام للنسيان عاشه المنتخب الألماني، حيث شهد صدمة الخروج المبكر من كأس العالم 2018 بروسيا، وكذلك هبوطه إلى دوري المستوى الثاني في النسخة الأولى من بطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم.
وكان المنتخب الألماني، الذي تأكد هبوطه لدوري المستوى الثاني بدوري الأمم قبل أيام، قد تقدم بهدفين مبكرين في مباراته أمام نظيره الهولندي الاثنين في المجموعة الأولى، لكن هولندا رفضت الهزيمة وأدركت التعادل خلال آخر خمس دقائق لتنتزع صدارة المجموعة بفارق الأهداف أمام فرنسا وتتأهل إلى الدورة الرباعية التي تقام منافساتها في يونيو 2019.
ورغم صدمة الهبوط بالبطولة الأوروبية بعد أشهر من صدمة خروج ألمانيا من دور المجموعات بالمونديال الروسي، أبدى لاعبو المنتخب الألماني ومديره الفني يواخيم لوف إصرارا وطموحا لتحقيق الأفضل على طريق تجديد دماء الفريق، وقد سلط لوف الضوء على النقاط الإيجابية.
وقال لوف: لدينا فريق بمتوسط أعمار لاعبين صغير نسبيا وعليه تعلم الحفاظ على تقدمه عندما يكون متفوقا بهدفين نظيفين، وكيفية حسم المباراة.
وشهد التشكيل الأساسي للمنتخب الألماني مزيجا من الوجوه الواعدة أمثال سيرج غنابري وليروي ساني، وعناصر الخبرة أمثال لاعب خط الوسط توني كروس والمدافع ماتس هاملز وحارس المرمى مانويل نوير.
وسجل هدفي المنتخب الألماني، تيمو فيرنر وساني، حيث واصل خط الهجوم الجديد تألقه، بعد أربعة أيام من تألقه في المباراة الودية التي انتهت بالفوز على روسيا 3 - صفر.
ولم يكن أمام لوف بديلا عن إجراء تغييرات تجدد دماء الفريق بعد أن عاش المنتخب الألماني صدمة الخروج من الدور الأول للمونديال للمرة الأولى منذ 80 عاما، علما أنه توج باللقب للمرة الرابعة في تاريخه عبر نسخة البرازيل 2014.
وبات لاعبون أمثال توماس مولر، الذي كان ضمن البدلاء في الباراة الدولية رقم 100 في مسيرته الاثنين، خارج قائمة المشاركين بانتظام في التشكيل الأساسي.
كذلك لم يجر استدعاء سامي خضيرة للمنتخب منذ المونديال الروسي وغاب جيروم بواتينغ عن صفوف الفريق في المباراتين الماضيتين.
وخلال 13 مباراة خاضها هذا العام، حقق المنتخب الألماني أربعة انتصارات فقط مقابل ست هزائم وثلاثة تعادلات.
ولم تقتصر أزمات المنتخب الألماني خلال عام 2018 على سوء النتائج وإنما شهد اعتزال مسعود أوزيل اللعب الدولي بشكل مثير للجدل، حيث أعلن اللاعب رحيله عن المنتخب مدعيا تعرضه للتمييز بسبب أصوله التركية.
وقال فيرنر مساء الاثنين: هذه المباراة تعكس العام الذي عشناه. فلم ننجح في جني الثمار التي عملنا من أجلها في العديد من المباريات. الآن علينا نسيان 2018 وتصحيح الأمور في العام المقبل.
ووصفت صحيفة سودويتشه تسايتونغ نتيجة التعادل في مباراة بأنها نهاية مناسبة لعام ردئ، لكنها وصفتها أيضا بأنها أفضل مباراة للمنتخب في عام 2018.
وذكرت مجلة كيكر الرياضية أن النتائج الأخيرة تمنح الأمل في حدوث تحول إيجابي رغم التعادل 2 -2 ... التعادل يؤكد على أن 2018 هو عام للنسيان ... لأن مرحلة إعادة البناء بدأت في وقت متأخر للغاية منه.
وربما لا يمتلك لوف فرصة كبيرة من الوقت لإعادة هيكلة الفريق، حيث تنطلق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) في مارس، وستسحب قرعة دور المجموعات بالتصفيات في الثاني من ديسمبر.
وقال لوف: ينتظرنا الكثير من العمل، وقد بدأنا العمل فقط بعد نهاية منافسات كأس العالم.لقد قضينا معا ثلاثة أسابيع فقط منذ كأس العالم. والتغييرات لا يمكن أن تتم بين عشية وضحاها كما أنه لا يمكن تقديم فريق جديد من فراغ. نحن ببساطة لم نكن مجتمعين لوقت كاف من أجل تحقيق ذلك. لقد هيأنا أنفسنا لهذه العملية ، وتقدمنا خطوة بالفعل بعد المونديال.
وأبدى ساني لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، والذي استبعد من قائمة المنتخب الألماني في المونديال في قرار مثير للجدل، رغبة أكبر في استعراض إمكانياته، كما كان لتحول جوشوا كيميش إلى خط الوسط أثر إيجابي على الأداء، وأنعشت بعض الوجوه الشابة، أمثال لاعب خط الوسط كاي هافيرتز، الأمال بشكل كبير في التعافي.
وقد نجحت العناصر الهجومية الجديدة في منح المنتخب عنصر السرعة والحسم، وهو ما افتقده المنتخب رغم قدرته على الاستحواذ على الكرة.
واستعرض اللاعبون الشبان قدراتهم بشكل واضح، وأثنى لوف على ساني بعد أن حقق التقدم الذي نحتاجه، لكن المدرب طالب الفريق بالمزيد من الحسم للهجمات، لتفادي تكرار سيناريو مثل الذي شهدته المباراة.
وقال فيرنر: لعبنا جيدا حقا وصنعنا عددا من الفرص الجيدة لأنفسنا. كان يفترض بنا تسجيل الهدف الثالث وعدم السماح باهتزاز شباكنا، خاصة أننا قدمنا عرضا جيدا.
وقال كروس: علينا مواصلة التعلم، بينما قال ساني أعتقد أننا قطعنا خطوة على الطريق الصحيح من خلال المباريات الأخيرة.