قنبلة موقوتة على وشك الانفجار .. ماذا ينتظر مسؤولو الجيش الملكي؟ - El botola - البطولة

عدسة: عز العرب نايبط (البطولة)

قنبلة موقوتة على وشك الانفجار .. ماذا ينتظر مسؤولو الجيش الملكي؟

أيوب رفيق (البطولة)
11 نونبر 2018على الساعة23:23

أيوب رفيق (البطولة)

كان موعداً منتظراً وموسوما بالكثير من الترقب. أعدت الجماهير العسكرية العدة كي تتدفق بكثافة على مدرجات "المركب الرياضي الأمير مولاي عبد لله"، ليس تعطشا منها لمتابعة ما يجري على أرضية الملعب بين وضيفه ، بل أساسا لتصدير رسائلها حول ما يعيشه البيت الداخلي لقلعة "الزعيم".


الوضع المحيط بالجيش الملكي، الذي أدمن الفشل وراكم الإخفاقات في العقد الأخير، أصبح لا يحتمل أكثر مما هو عليه، فما بالك بالمعطيات الخطيرة التي حملتها المكالمة الهاتفية المسربة المنسوبة للاعب ، والتي جاءت لتؤجج نار الغضب والسخط العارم المشتعل في نفوس الأنصار.


لقد شكلت المدرجات في مباراة الأمس مسرحاً لأحداث استأثرت بالأنظار أكثر من تحركات اللاعبين على البساط الأخضر. رفع "العساكر" لافتات تنطوي على رسائل صريحة ومباشرة، اكتست طابع التهديد للمدرب امحمد فاخر، ونددت بالمقاربة التي يُدار بها الفريق.



دعونا نتفق أولا على أن السلوكات التي ندّت عن الجماهير زاغت عن النص، وتنافي رد الفعل الحضاري الذي كان من الممكن أن تنتجه. لكن لنعترف، في الآن ذاته، أن حناجر هذه الفئة تمزقت حبالها الصوتية، وأصاب اليأس نفوسها، وهي التي ظلت لسنوات تشجب وتستنكر وتحاول تنبيه المسؤولين إلى أعطابهم في التدبير وإدارة الفريق.


في واقع الكرة المغربية، وعدم النضج الفكري الذي تشكوه فئة كبيرة من الأنصار، لا يمكن إلا أن تصطدم بهذه السلوكات، تجاه فريق تنخره الكثير من العيوب التسييرية والفنية، ولم يتعلم من أخطائه المقترفة على امتداد السنوات الماضية.



إزاء ما شاهدناه يوم أمس من فعل احتجاجي عنيف في المدرجات، ليس لنا إلا أن نضع القائمين على الجيش الملكي محط مساءلة، وتحميلهم ما وقع، ذلك أنهم ظلوا يصمون أذانهم ويعتمدون سياسات ارتجالية جعلت الفريق فريسةً للعشوائية وممارسات قاتمة خلف الستار والكواليس.


ما دامت تجليات "المرض" بادية على الفريق العسكري، على مسؤولي النادي انتظار الأسوأ في قادم المناسبات. الجماهير يتم ترويضها بالنتائج الإيجابية، وإعادتها إلى جادة الصواب بالإجراءات الحكيمة والإرادة الصريحة في تصحيح الأعطاب، وليس الإمعان في تجاهل مطالبها المشروعة التي تعبر عن الرغبة الصادقة في استعادة "الزعيم" لوهجه وألقه.


لم يعد أمام نادٍ بقيمة وعراقة الجيش الملكي هامش واسع من الخطأ، فقد استنفذ رصيده من التعثرات، وما على الماسكين بمقاليده سوى الاهتداء إلى المنطق في تدبيرهم له، وإلا على الجميع انتظار سنوات عجاف قادمة أكثر من تلك التي انقضت.

أخبار ذات صلة