
محمد أبرهون
حوار| أبرهون لـ"البطولة": "لم أحظَ بنصف فرصة من رونار .. واللاعبون المغاربة أفضل من البرتغاليين"
حاوره: أيوب رفيق (البطولة)
في خضم تجربة الاحتراف التي يخوضها في الدوري البرتغالي مع فريق مورينينسي، بَاحَ المدافع المغربي محمد أبرهون، في حوارٍ خصَّ به "البطولة"، بما يعتمل في صدره بشأن الكرة الوطنية وبعض الجوانب المرتبطة بها، مُتحدِّثا في ذات الآن عن مسيرته الكروية التي اكتسبت بُعداً آخر عقب مغادرته، صيف 2017، المغرب التطواني والانضمام إلى البرتغال.
اللاعب البالغ من العمر 29 سنة، أكد أن ثمة فوارق شاسعة بين الكرتيْن المغربية والبرتغالية من حيث الانضباط والالتزام والجدية في صفوف المُمارسين، لافتاً في نفس السياق إلى أن اللاعبين المغاربة لا تعوزهم الموهبة ولا يفتقدون للمؤهلات بالقدر الذي لا يتحلون فيه بالجدية اللازمة ولا يعتمدون على عنصري الاشتغال والعمل الجاد.
ولم يدع أبرهون الذي خاض سبعة مباريات دولية مع "أسود الأطلس" في مسيرته الفرص تمضي دون الاعتراف بأنه يرى نفسه لم يحصل على الفرصة الكاملة للعودة إلى المنتخب الوطني، تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، مُبرزاً أن ثمة مجموعة من الأسماء التي تفتقد إلى التنافسية أو لاعبين لا يزاولون في أي فريق لكنهم يسجلون حضورهم على الدوام.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته "البطولة" مع محمد أبرهون:
-بداية، كيف جاء انتقالك إلى الدوري البرتغالي صيف 2017؟
_ كانت لدي عروض خليجية وقطرية وإماراتية، ولكنني حاولت التريث قليلا لأنني لطالما كنت أريد الذهاب إلى أوروبا. وكيل أعمالي عرض خدماتي على الفريق البرتغالي وقوبل بالإيجاب، ورغم أن المُقابل المالي لا يرتقي إلى قيمة العروض الخليجية، لكنني وافقت عليه لأنني كنت أود دائماً اللعب في أوروبا لتطوير مستواي. الاحتراف في أوروبا يبدو لي أفضل من المزاولة في الخليج على عدة مستويات.
- وقعت على موسم جيد خُضْتَ فيه 29 لقاء وسجلْتَ هدفيْن، يبدو أنك اندمجت سريعاً مع أجواء الفريق؟
_اللاعبون المتواجدون في الفريق ساعدوني على الانسجام، كذلك كان هناك لاعبان مصري وجزائري مدَّا لي يد المساعدة، إلى جانب باقي اللاعبين الذين لم يبخلوا علي بأي شيء. استطعت الانسجام بسرعة، ومن اللقاء الأول نجحت في الانقضاض على الرسمية وبعد ذلك دوَّنت هدفيْن، في الموسم الأول كانت تجربتي ناجحة الحمد لله.
- تقضي موسمك الثاني في الدوري البرتغالي، ما هي أهم الاستنتاجات التي خرجت بها فيما يرتبط بالفارق بين الممارسة في المغرب وأوروبا؟
_هناك فوارق شاسعة بين الكرة في المغرب وفي أوروبا، يجب عليك أن تضبط حياتك وتُنظمها هنا، على نقيض المغرب، فحينما ينتهي اللاعب هناك من التداريب ليس لديه أي برنامج من أجل الخلود للراحة والاسترجاع.
أما في أوروبا، فالمزاولة الكروية مثل العمل، يجب عليك التحضير له والاهتمام بالنوم والأكل وكافة التفاصيل، كما أنك خاضع للمراقبة على مستوى الوزن وأصعدة أخرى، ليس مثل المغرب؛ لعبت تسع سنوات في بلدي ولم ألاحظ ذلك. من ناحية الإمكانيات، اللاعبون المغاربة لديهم مؤهلات كبيرة للغاية مقارنة بالبرتغاليين، لكننا نفتقد إلى الاجتهاد، نحن لسنا جادين في حياتنا.
- هناك بعض الأصوات التي تتعالى بين الفينة والأخرى مطالبةً بمنحك فرصة العودة إلى المنتخب الوطني، ما تعليقك على ذلك؟
_كأي لاعب مغربي محترف، في أي مقابلة أخوضها أحرص على تقديم مستوى كبير لألفت أنظار الناخب الوطني، لكن القرار يظل بيده، كل ما ينبغي علي القيام به هو الاشتغال والاجتهاد في كل مقابلة، لكن كل لاعب يحلم بفرصة، وأنا لازلت لم أحظَ بنصف فرصة.
هناك لاعبون غير رسميين ويتم المناداة عليهم، وكذلك ثمة أسماء بدون فريق وتسجل حضورها، لكن ذلك لا يدخل ضمن اختصاصاتنا. في المجمل، ليس لدي أي تعقيب على قرارات المدرب، الكلمة الأولى والأخيرة تعود له.
- فريقك السابق المغرب التطواني يعيش مرحلة انتقالية بعد رحيل الرئيس عبد المالك أبرون ومكتبه المسير، كيف ترى راهِنَ وواقع الفريق؟
_ليس هناك من كان يتوقع أن فريق المغرب التطواني سيبلغ هذه المرحلة بعد توهجه، لكنها تبقى مرحلة انتقالية، هذا الموسم تظهر بوادر الإصلاح، الرئيس يقوم بتصفية الديون وهناك مجهودات لاستعادة العافية المالية، كان لي حديث ودي معه قبل يوميْن، وأكد لي أنه يعمل على مباشرة العديد من الإصلاحات من أجل إعادة الفريق لما كان عليه.
- ما هي الأهداف التي ترسمها حاليا، هل هناك طموح لإحراز خطوة جديدة في الاحتراف بأوروبا والالتحاق بفريق أو دوري أكثر قوة؟
_في أوروبا، لا يعترفون بعامل السن، بل بعنصر الجدية والعمل، وكيف يحضر اللاعب لنفسه. أشتغل دوما لأتقدم خطوات إلى الأمام من أجل الانضمام إلى دوري أوروبي أكثر قوة أو فريق برتغالي أفضل هنا، دوما ما أحرص على الاشتغال ومواصلة العمل رغم موسمي الأول الناجح.
- كلمة أخيرة للجماهير التي تقتفي خطواتك وتُتابعك؟
_أكن كل الاحترام والتقدير للجماهير التي تتابعني، خاصة التطوانية منها، أحترم الجميع وأشكر الكل على المساندة التي يمدوني بها. لكن في الواقع، هناك بعض التقصير من طرف فئة من الإعلام في حقي، أكثر من سنة وأنا أمارس في أوروبا، لكن الصحافة تتحدث عنك فقط حينما تسجل، لكن رغم ذلك ليس لدي تعقيب على الإعلام المغربي الذي أوجه له الشكر وأطلب منه فقط إحاطة محمد أبرهون ولاعبين آخرين ببعض الاهتمام (يضحك).