مورينيو وتشيلسي "الخيانة دمرت كل الحب"
تستعد جماهير إنجلترا العاشقة لكرة القدم أثناء تناولها وجبة الغداء مساء السبت المقبل لمتابعة قمة جديدة من قمم البريميرليج، وواحدة من المباريات المرتقبة هذا الموسم، حين يستضيف تشيلسي فريق مانشستر يونايتد على ملعب الستامفودبريدج.
ما يُميز مواجهة الجولة التاسعة، أنها ستكون اللقاء الأول بين المدرب البرتغالي "جوزيه مورينيو" وعاشق السجائر الشغوف "ماوريتسيو ساري" الذي لم يسبق وعاصر حروب الرجل الاستثنائي الكلامية، أو تابع مباراة بجواره من على خطوط الملعب.
مورينيو يتحايل على العقوبة للتواجد على الخط ضد تشيلسي
هذه المواجهة سوف تكون التاسعة لمعشوق جماهير تشيلسي ومدربهم الأسطوري الذي نقلهم من غياهب الظلام إلى أنوار ذات بريق مبهر، وحولهم من فريق على الهامش في إنجلترا لثاني أهم فرق البريميرليج خلال الألفية الجديدة، وبهذه المناسبة سوف نستعرض معكم نتائج وسجل مورينيو ضد فريقه المفضل، والتي لا تعرف أخبارًا سعيدة لجماهير اليونايتد قبل رحلة لندن.
الإنتر 2-1 تشيلسي (فبراير - 2010)
اعترف مورينيو للمرة الأولى أنه مر بمشاعر مختلطة قبل استعداده لمواجهة تشيلسي للمرة الأولى، حين أوقعته بطولة دوري أبطال أوروبا أمام المرآة ضد نفسه وضد لاعبين ليسوا بمثابة أصدقاء فقط، بل تحولت معزتهم في قلب الرجل الاستثنائي لمعزة الأبناء، ولكن هذا هو حال كرة القدم.
استطاع مورينيو الحكم بأحكامه في مواجهة الذهاب بالسان سيرو والتي ربحها، بفضل ثنائية أرجنتينية وهدفين لميلتو وكامبياسو، بينما سجل لتشيلسي وقتها الإيفواري "سالمون كالو".
تشيلسي 0-1 الإنتر (فبراير 2010)
شخصيًا أكاد أكون متأكدًا أن مورينيو خلال الرحلة التي استغرقت ثلاث ساعات بالطائرة من مدينة ميلانو إلى مطار هيثرو، كان قد استرجع شريط ذكرياته المبهر مع تشيلسي، وتبادرت أمام مُقلتيه كل لحظات المجد والفرح التي عاشها في عاصمة باردة محافظة، ودفعه الحنين ليدخل في حوار مع السحب عن الاستقبال الذي سوف يحظى به هناك، وكيف أنه يمكن أن يراهن على أن الجماهير الزرقاء سوف تطرب أذنيه بهذا الهتاف الذي لطالما رقص على أنغامه مع كل لقب كان يحققه، وأنها سوف تستقبله بكل ود وبالطريقة التي كانت تحمر لها وجنتيه حين كان يدخل من نفق الستامفوردبريدج مع كل مباراة.
حرب مورينيو النفسية وصلت للدرجة التي جعلته يصرح بعد الوقوع مع تشيلسي، أن القرعة جاءت في صالحه وهذا لأنه لا يخسر أبدًا في الستامفوردبريدج، البرتغالي كان يعلم أن الثقة التي يتحدث بها سوف تنتقل للاعبي النيراتزوري، وهو بالفعل ما حدث.
دخل الإنتر المباراة وكأنه يلعب بين أرضه وجماهيره، واستطاع حرمان تشيلسي من التسجيل بفضل منظومة مورينيو الدفاعية الأشهر، بل استطاع تسجيل هدف تعرض بسببه لصافرات استهجان للمرة الأولى من قبل جماهير الستامفوردبريدج.
تشيلسي 4-0 مان يونايتد (أكتوبر 2016)
الموسم قبل الماضي كتب على العشيق رؤية محبوبته ثلاث مرات، على الرغم من تواجدها في أحضان رجل إيطالي غيور، حلّ محله، وأنساها ما كان يفعله الحبيب الأول، والذي أعاده الحنين بعد ست سنوات، وحتى بثوب العدو قصة مورينيو وتشيلسي لم تنته.
أسطورة عدم خسارة مورينيو في غرب لندن لم تتوقف فقط مع تلك المباراة، بل هيبة البرتغالي ذاتها اهتزت بهذه النتيجة التاريخية له ولفريقه العريق مانشستر يونايتد، خسارة بالأربعة كانت آخر شيء تحلم به جماهير البلوز، التي كانت تتوقع خصمًا حصينًا كسابقه منذ ست سنوات.
ولكن كان هناك منحى إيجابي خرج به مورينيو من المباراة، بعيدًا عن اللقاء الأسود الذي عاشته جماهير الشياطين الحمر، فالرجل البرتغالي شعر بأن الحنين لا يزال ساكن القلب، وأن الستامفوردبريدج ينبض بشيء واحد اسمه السبيشال وان، هتافات لم تتوقف تحية قبل وأثناء المباراة، جماهير تشيلسي لا تعرف سوى بطل واحد هو جوزيه مورينيو.
تشيلسي 1-0 مان يونايتد (مارس 2017)
عودة جديدة للستامفوردبريج، وفرصة ذهبية لمحو ما حدث قبل ستة أشهر، مورينيو وجهًا لوجه مع أبراموفيتش، والمكافأة نهائي كأس إنجلترا في ويمبلي، ولكن السلاح الروسي الفتاك اخترق قلب برتغالي أزرق، عن طريق طلقة فرنسية الصنع تدعى "نجولو كانتي".
تلك المباراة كان فيها المان يونايتد أفضل وفق رؤية أغلب المحللين، واستطاع أن يكون ندًا للفريق الذي كان ينافس على لقب البريميرليج ومقعد الصدارة مع مان سيتي، ولولا حالة الإقصاء التي تعرض لها الإسباني "أندير هيريرا" لربما استطاع الفريق الضيف العودة في النتيجة.
حاول مورينيو كسب نقطة عند جماهير فريقه بعد ضياع الموسم المحلي على حساب جماهير تشيلسي بعد المباراة، حيث صرح قائلاً "كل ما أريد أن أقوله بعد هذا اللقاء، هو أنني فخور بلاعبي وجماهير مانشستر يونايتد".
مان يونايتد 2-0 تشيلسي (أبريل 2017)
وضع مورينيو في موقف صعب، حيث سيكون تعرضه لخسارة ثالثة أمام كونتي وتشيلسي أمر غير مقبول بالمرة له وللمان يونايتد، لذلك احتاج لكل خبرته قبل مباراة العودة لرباعية لا تريد أن تنسى من ذهن مورينيو، وبالفعل تفوق البرتغالي تكتيكيًا بالطول والعرض على كونتي، وقدم مباراة فنية يمكن أن توضع كمرجع لأي مدرب شاب يريد أن يدرس كيفية تضيق الملعب وغلق مفاتيح لعب الخصم.
اللقاء الذي كان بطله الإسباني "أندير هيريرا" بتحجيمه لهازارد أعاد مجد مورينيو وذكر جماهير اليونايتد بأن هذا الرجل لم يمت بعد، وهدفان لإبرا وراشفورد أطلقا فرحة وآهات داخل أنفاق الأولدترافورد، الذي عاش ليلة من ليالي فيرجسون المجيدة، ولم يصدق أي شخص أن اليوم سوف يأتي ويشير فيه مورينيو إلى شعار مانشستر يونايتد أمام أنظار عشاق تشيلسي.
تشيلسي 1-0 مان يونايتد (نوفمبر 2017)
زيارة جديدة ونكسة مريرة، تحول بعدها الملعب الأزرق لتشيلسي من مكان محبب لمورينيو لمكان يصعب فيه النوم مع كل تلك الكوابيس، والتي كان آخرها بطله وحش يدعى "ألفارو موراتا" خطف هدفًا برأسية وأبعد اليونايتد أكثر وأكثر عن المان سيتي المتصدر.
خرج جوزيه بعد اللقاء على غير عادته يعترف بأفضلية تشيلسي، حيث قال أن المباراة كانت متوازنة، وأن البلوز استحوذوا على اللعب خلال أوقات متفرقة، وبدا وكأنه لا يستطيع أن يخرج رأسه من الرمال.
مان يونايتد 2-1 تشيلسي (فبراير 2018)
المباراة التي لعبت في ذات التوقيت التي سوف تنطلق به مباراة السبت المقبل، كانت شاهدة على انتصار رابع لمورينيو ضد تشيلسي، ولكنه كان انتصارًا عصيبًا، حين استطاع الشياطين الحمر العودة من التأخر بهدف لويليان لتقدم بهدفين عبر لوكاكو ولينجارد.
العجيب أن مورينيو استمر في مدح تشيلسي بعد المواجهة، ويبدو أنه أصبح عجوزًا للدخول في حرب كلامية مع إيطالي تربى في أزقة بريشيا، وخرج مورينيو بعد قهر تشيلسي ليقول "تفوقنا على فريق جيد بل جيد جدًا" وكررها ثلاث مرات.
تشيلسي 1-0 مان يونايتد (مايو 2018)
كانت هناك أسطورة تحكى للأطفال الذين لم يعرفوا مورينيو قبل تدريبه لريال مدريد تقول عندما تواجه فريقًا يدربه البرتغالي على لقب بطولة من مباراة واحدة، فمن الأفضل لك أن تنسحب قبل دخول المباراة؛ لأنك لن تربحها.
ولكن بما أن لكل أسطورة نهاية، وبما أن مورينيو لم يعد هذا الاستثنائي، فقد خضع للمرة الأولى في مسيرته بإنجلترا وخسر نهائي كأس الاتحاد على يد كونتي بأسلوبه الملل، الذي دفعه في النهاية للإقالة، ودفع مورينيو ليصرح بعد اللقاء مخاطبًا الصحفيين "نعم خسرت، ولكني لو ربحت بنفس الأسلوب والشكل الذي ظهر عليه تشيلسي، ماذا كنتم ستكتبون؟ حقًا أريد أن أعرف".