كريستيانو رونالدو... من نجم كروي إلى علامة تجارية عالمية
يعد كريستيانو رونالدو من أعلى الرياضيين دخلا في العالم، بفضل الرواتب الكبيرة التي كان ينالها في الأندية التي تنقل بين صفوفها وعقود الرعاية الضخمة التي وقعها، لكن أيضا بفضل استثماره الناجح بصورته وشهرته التي يؤثر عليها سلبا حاليا اتهام باغتصاب يعود للعام 2009.
مطار يحمل اسمه، سلسلة فنادق، إيرادات ضخمة، رصيد شعبي هائل وحضور فائق على مواقع التواصل الاجتماعي... تخطى اللاعب الحالي ليوفنتوس الإيطالي نجوميته الكروية، ليصبح علامة تجارية عالمية.
ويقول الباحث المتخصص في التسويق جان فيليب دانغلاد لوكالة فرانس برس أن رونالدو "مؤسسة للمنتجات، للخدمات، للمضمون الرقمي. ثمة متحف باسمه أيضا. إنه أمر نادر. مطار جزيرة ماديرا (مسقط رأسه) يحمل اسمه، بالنسبة إلى الخيال الجماعي، فهذا أمر ملفت للنظر".
تنقل رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، بين ثلاثة من أبرز أندية كرة القدم عالميا: مانشستر يونايتد الإنكليزي (2003-2009)، ريال مدريد الإسباني (2009-2018)، وهذا الصيف الى يوفنتوس الإيطالي.
بفضل الأجور الضخمة التي تقاضاها خلال مسيرته وقدرته على استغلال شهرته الهائلة، دخلت خزائن رونالدو 108 ملايين دولار (قرابة 94 مليون يورو) عام 2017 بينها 61 مليون دولار (حوالى 53 مليون يورو) كأجر سنوي بحسب مجلة "فوربس" الأميركية، ما يضعه في المركز الثالث في ترتيب الرياضيين الأكثر دخلا في العالم خلف الملاكم الأميركي فلويد "موني" مايويذر (285 مليون دولار)، ومنافسه الأول على الساحة الكروية نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي (111 مليون دولار).
لكن قبل عامين، كان النجم البرتغالي في صدارة هذا الترتيب.
وكان العامل المادي حاسما الصيف الماضي خلال فترة الانتقالات الصيفية حيث بات رونالدو المنتقل من ريال الى يوفنتوس يتقاضى أجرا سنويا يقدر بحوالى 31 مليون يورو على رغم بلوغه الثالثة والثلاثين.
وعانى رونالدو عندما كان يدافع عن ألوان ريال مدريد من مشاكل مع مصلحة الضرائب الإسبانية قبل ان يتوصل الى اتفاق ودي مع السلطات القضائية في اسبانيا بقضي بأن يدفع مبلغ 16,7 مليون يورو.
- على خطى جوردان -
بالإضافة الى راتبه، لدى رونالدو أيضا شعار "سي أر 7" كعلامة مسجلة توضع على كل أنواع الألبسة ليحذو في ذلك حذو نجوم آخرين في عالم الرياضة، أبرزهم أسطورة كرة السلة الأميركي مايكل جوردان.
ومنذ افتتاحه لأول متجر للألبسة الداخلية "سي أر 7" في فونكال البرتغالية عام 2006، قام رونالدو صاحب البنية الجسدية الرياضية وعضلات الباطن المقطعة، بتوسيع علامته التجارية لتشمل بنطلونات الجينز، الأحذية والأكسسوارات. وفي نهاية 2015، بات لاعب مانشستر يونايتد سابقا شريكا في مجموعة بيستانا الفندقية وقام بتشييد خمسة فنادق (ثمة سادس يشيد حاليا في باريس) أيضا تحت مسمى "سي أر 7".
وبعيد وصوله الى يوفنتوس خلال الصيف الماضي، واصل عملية تطوير علامة "سي أر 7 أنديروير" (للملابس الداخلية) بفضل شراكة مع الشركة الإيطالية ياماماي.
وبالنسبة الى شركات الرعاية، يعتبر رونالدو، أفضل هداف في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا (121 هدفا بحسب احصاءات الاتحاد الأوروبي)، علامة جذابة. يتابع النجم المولود في جزيرة ماديرا البرتغالية جمهور يقدر بـ 330 مليون شخص من "المتتبعين" على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أي اكثر من أي رياضي آخر وهذا الأمر يستقطب أكثر من عشرات الشركات الراعية من الصف الأول.
من شركة الاتصالات الفرنسية "أس أف أر"، شركة الساعات السويسرية "تاغ هوير"، مرورا بناشر ألعاب الفيديو كونامي ثم "إي ايه سبورتس" وصولا إلى شركة زيوت "كاسترول" وطيران الامارات... فإن كل هذه الشركات تنازعت للحصول على دقائق من الإعلانات مع البرتغالي.
- عائلة نايكي -
ويضيف دانغلاد الذي نشر كتاب "التسويق والمشاهير": "يملك رونالدو محفظة متوازنة مع عشرات من قطاعات النشاطات المختلفة والمتكاملة"، وفي هذا الإطار قام رونالدو مع شركة نايكي الأميركية للسلع الرياضية التي تربطه بها علاقة قوية، بتوقيع عقد لمدى الحياة.
يحمل رونالدو شعار الشركة الأميركية منذ عام 2003 ويتقاضى 20 مليون يورو على الأقل سنويا، رغم تقديرات بأن المبلغ أكبر من ذلك.
وقال اللاعب في فيديو مصور لشركة التجهيزات الرياضية العملاقة: "أنا فرد من أفراد هذه العائلة. إنه أفضل عقد حصلت عليه طوال مسيرتي".
وبحسب فوربس، فإن المقارنة لا تجوز بين رونالدو الوسيم وميسي الخجول في ما يتعلق بالعائدات المادية من قبل شركة "نايكي" الراعية للأول، و"أديداس" الألمانية الراعية للثاني. ففي عام 2016، جلب رونالدو أرباحا بقيمة 500 مليون دولار لنايكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل 53,3 مليون دولار لميسي مع أديداس.
وعلى رغم هذه الإيرادات التي حققها لها، بادرت "نايكي" الخميس الى إبداء "قلقها العميق" من الاتهامات بالاغتصاب الموجهة للاعب، من الأميركية كاثرين مايورغا، في حادثة حصلت العام 2009، وبدأت تفاصيلها بالتكشف بدءا من الأسبوع الماضي.