كتاب مفتوح | رونالدو الفائز الوحيد - El botola - البطولة

كتاب مفتوح | رونالدو الفائز الوحيد

فاروق عصام (البطولة)
25 شتنبر 2018على الساعة11:40

انتهى بعد عقد بالتمام والكمال احتكار ثنائي الكرة العالمية "ميسي ورونالدو" لجائزة أفضل لاعب في العالم، وهذا بعدما تم تنصيب لاعبًا كرواتيًا يدعى "لوكا مودريتش" على قمة كرة القدم خلال سهرة "الفيفا" المُبهرجة ليلة أمس بالعاصمة الإنجليزية لندن.


وبغض النظر عن الجوائز المضحكة في بعض أطوارها، والمثيرة للجدل في أطوار أخرى، فإن أكثر ما عكّر صفو حفل الاتحاد الدولي كان غياب النجمين العالميين عن هذا المحفل الكبير، نتيجة معرفتهما السابقة بعدم تتويجهما بجوائز تستحق إضفاء شرفهما المبجل على العالم الذي تسمر أمام الشاشات يتابع أهم نجوم كرة القدم سواء السابقين أو الحاليين.


قبل الحديث عن تفسير غياب ميسي ورونالدو، يجب الإشادة بشيء مهم ظهر جليًا خلال الحفل ولم يكن يظهر بشكل مباشر قبل الانفصال، وهو دعوة الاتحاد الدولي لرموز حقيقية لكرة القدم من كافة أنحاء العالم، لاعبين لا يختلف عليهم متابعو اللعبة في أي مكان، رموز وأساطير مجرد ظهورهم على الشاشة يُعيد في ذهن أي مشاهد العديد من اللقطات المدفونة في الذاكرة، فمثلا بالنسبة لي كان تواجد هداف البرتغال الممتع "نونو جوميش" في الصفوف الأولى مبعث سعادة كبير بالنسبة لي كمتفرج، كما هو الحال لأي مشجع لفالنسيا أو منتخب الأرجنتين حين لمح للمرة الأولى وجه "بابلو إيمار" حاضرًا ليتذكر أيام مجد ناديه وليالي التانجو الباردة!


نعود لحديثنا السابق عن شخصيتي "توم وجيري"، اللذان تسببا في إحراج بالغ لمنظمي الحفل حين تم الكشف عن فريق العالم لموسم 2017-18، والذي تكون من 9 لاعبين فقط، وهذا لأن هناك ثنائي وجد أنه أكثر عزة من أن يقطع كل تلك المسافة ويظهر أمام الشاشات من أجل حمل جائزة واحدة فقط في تلك الليلة!



غياب ميسي أجده أقل حدة من غياب رونالدو، فالأرجنتيني تواجد خلال العام الماضي وقام بالتصفيق للدون حين تسلم الجائزة، تمامًا كما فعلها الدون معه من قبل في بعض المناسبات، ولكن عدم تواجد ليو ضمن القائمة الثلاثية النهائية للترشيحات قد يعتبره البرغوث إهانة وعدم تقدير للمستوى الذي قدمه الموسم الماضي، والذي دخله بكل قوة من البداية للنهاية، واستطاع فيه حمل فريقه برشلونة للصعود على منصات التتويج بالدوري والكأس، هذا بالإضافة إلى عدم ترشح أي لاعب آخر من برشلونة لأي جائزة، لذلك ربما وجد ليو أنه لا داعي للحضور، وهو شخص معتاد على الجلوس دائمًا في الصف الأول في آخر 10 أعوام.


أما رونالدو فغيابه لم يكن مبررًا بأي شكل من الأشكال، التقارير أشارت إلى أنه قرر عدم الذهاب إلى حفل "اليويفا" لأنه كان غاضبًا من عدم اختياره للجائزة بعد كل هذا التألق بدوري أبطال أوروبا، وهي المقياس الأساسي للحكم، ولكن ما داعي الاستمرار في "العجرفة" وعدم الظهور في حفل الفيفا، هل دائمًا يجب أن يكون الشخص الذي تسلط عليك الأضواء، هذه المرة لم يربح، ولكنه حصل على الجائزة في خمس مناسبات سابقة وهذا كاف تمامًا، ولا يوجد أي لاعب على مستوى العالم يمتلك عدد جوائز فردية أكبر منه، لذلك ما الداعي من القدوم وتحية صديق وزميل مثل "لوكا مودريتش" الذي لن يتكرر حصوله على هذا التكريم مرتين خلال مسيرته!



ما يُعاب على أحد أفضل لاعبي كرة القدم عبر تاريخها والذي يجعل غيابه "مستفز" بعض الشيء عن غياب ميسي، هو أن البرتغالي كان يعلم قبل الحفل أن مودريتش هو الفائز، وهو ليس بالشخص الغريب عن رونالدو، بل هو صديق تزامل معه في الميرنجي لما يقارب الست سنوات، ولكن يبدو أن تلك الفترة لم تكن كافية لرونالدو من أجل القدوم وتهنئة صديقه وسط الحضور، والتدليل على أنه يمتلك جزء من التواضع في شخصيته التي لا تعرف أبدًا سوى الانتصار. 



طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة