كتاب مفتوح | صلاح بين الاستحقاق والمجاملة

تباينت آراء متابعي الكرة العالمية عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم دخول المصري "محمد صلاح" ضمن القائمة النهائية لأفضل ثلاثة لاعبين على مستوى العالم لعام 2018، في إنجاز غير مسبوق للاعبين العرب عبر التاريخ.

وبات مهاجم ليفربول على موعد مع منافسة جديدة ستجمعه مع الثنائي الذي تنافس معه على جائزة أفضل لاعب في أوروبا، متوسط ميدان ريال مدريد "لوكا مودريتش" وحامل لقب جائزة الأفضل "كريستيانو رونالدو"، على أن يتحدد اسم الفائز بينهم يوم 24 سبتمبر الحالي.

ترشُح صلاح بالنسبة للجماهير العربية وخاصة المصرية كان بمثابة الصدمة المفرحة، فأكثر المحبين لصاحب الـ25 عامًا لم يكن يتوقع حصوله على هذا الامتياز الفاخر، خاصة بعد الأداء المحبط للمنتخب المصري بكأس العالم 2018، وتألق نجوم المنتخب الفرنسي وخاصة الثنائي "جريزمان ومبابي" وحصولهما على لقب المونديال بجانب التتويج رفقة أنديتهما بالألقاب سواء المحلية أو الأوروبية.

في البداية لنكن منصفين، فهذه الاختيارات لا علاقة لها أبدًا بالاتحاد الدولي أو أشخاص بعينهم داخله، بل القائمة النهائية نابعة من اختيارات البلدان المختلفة التابعة للفيفا، عن طريق تصويت مدربي وقادة المنتخبات الوطنية لتلك البلدان، بالإضافة إلى مجموعة من الصحفيين والإعلاميين، وبغض النظر عن إمكانية التلاعب ببعض الأصوات أو التأثير عليها، فهذا الترشح في النهاية يثبت أن صلاح قد أثبت نفسه للجميع، حتى وإن لم يربح الجائزة التي حسم اسم الفائز بها عقب إغلاق التصويت.

ربما لا ينافس صلاح على مكانته في القائمة الثلاثية سوى ثلاثة لاعبين تألقوا في الموسم الماضي، النجم الأول هو الأرجنتيني "ليونيل ميسي" الذي ولأول مرة يبتعد عن القائمة خلال العقد الأخير لحساب فخر مصر والعرب على الرغم من تحقيق لقبي الدوري الإسباني وكأس الملك رفقة برشلونة، بجانب المستبعد الأكثر إثارة للجدل مهاجم أتليتكو مدريد "أنطوان جريزمان" الذي قاد الروخي بلانكوس لتحقيق لقب الدوري الأوروبي بالإضافة إلى الظفر بأهم ألقاب اللعبة رفقة الديكة، ثم يأتي بعدهما أفضل لاعب شاب في المونديال والعنصر الرئيسي في تتويج فرنسا بكأس العالم "كيليان مبابي" الذي حقق كذلك لقبي الدوري والكأس رفقة البي أس جي.

قبل الحكم على أي هؤلاء أحق بدخول القائمة يجب علينا معرفة معايير الحكم والاختيار لجائزة الأفضل في العالم، هل هي متعلقة بالأداء داخل أرضية الملعب؟ وقتها لا صوت سيعلو فوق صوت ميسي حتى تعليق حذائه، أم هي متعلقة بالبطولات والإنجازات، حينها سيكون لجريزمان النصيب الأكبر حتى بين الثنائي الآخر مودريتش ورونالدو، أم الاختيار متعلق بالاثنين معاً الأداء الذي قاد إلى الإنجاز.

 وربما أمر ثالث مختلف تمامًا متعلق بأمور تسويقية لدى الفيفا من أجل منح لاعب أفريقي أظهر تألقًا فرصة للتواجد في هذا المحفل العالمي من أجل جذب المزيد من تعاطف بلدان القارة السمراء التي حرمت من التواجد منذ عام 2006 حين تنافس نجم الكاميرون "صامويل إيتو" مع الثنائي "لامبارد ورونالدينيو"، وتألق صلاح يعتبر بمثابة الفرصة الذهبية لاستغلال أفريقيا تمامًا كما حدث حين منح تنظيم المونديال لجنوب أفريقيا في 2010.

حتى الآن لم يتفق أي شخص على تلك المعايير الخاصة بالتتويج أو الترشح للجائزة، وفي النهاية الاختيار خارج عن كل تلك الحسابات ويعود فقط لهوى كل من قام بالتصويت على الفائز ووصيفه واللاعب الذي سيحل في المركز الثالث، ومعنى أن صلاح قد وصل لتلك المكانة فما قام به الموسم الماضي من تسجيل 44 هدفًا رفقة ليفربول حتى قاده للمباراة النهائية بدوري أبطال أوروبا لم يذهب سُدى، وعلى كل مشجع مصري الآن أن يفخر بابن بلده الذي باتت شهرته تناطح الأهرامات!

Follow @fe_roka