رجل المباراة | كرواتيا - روسيا - البطولة
Elbotola Logo
رجل المباراة | كرواتيا - روسيا

رجل المباراة | كرواتيا - روسيا

تحليل | محمود ماهر
08 يوليوز 2018على الساعة01:10

بقلم | محمود ماهر (البطولة / سان بطرسبيرج - روسيا)


شربت روسيا من نفس الكأس الذي شربت منه إسبانيا في ثمن نهائي المونديال، وخسرت هي الأخرى بفارق ركلات الجزاء الترجيحية على ملعب فيشت أولبيك بمدينة سوتشي مساء السبت، في ختام مباريات دور الـ 8 من نهائيات كأس العالم 2018.


روسيا التي ترشحت على حساب إسبانيا في دور الـ 16، كادت تواصل تقدمها في البطولة بواسطة ركلات الجزاء الترجيحية أمام كرواتيا، بعد أن تعادلت في الوقت الأصلي والإضافي 2/2، غير أن الحظ قرر ألا يبتسم لها من جديد.


الشك بدأ يتسلل إلى الروس منذ اللحظة الأولى في ركلات الجزاء عندما أهدر لاعب الوسط “فلاديمير سمولوف” أول ركلة ترجيحية بتسديد الكرة برعونة كبيرة في منتصف المرمى سهلت من مأمورية الحارس سوباسيتش الذي إلتقطها بكل سهولة.


ولم تستفد روسيا من عودتها في اللعبة بفضل إنقاذ مذهل من الحارس المخضرم “أكينفييف” للركلة الكرواتية الثانية التي انبرى لها نجم ريال مدريد “كوفاشيتش”، لأن نجم الفريق في هذه المباراة وصاحب هدف التعديل في الدقيقة 115 “ماريو فرنانديز” قرر تسديد الركلة الثالثة لبلاده بتسرع كبير، لتذهب جوار القائم الأيمن بشكل مُحبط!.


وحافظت كرواتيا بعدها على هدوء أعصابها رغم الضغط الجماهيري، واستطاعت تسجيل ثلاث ركلات صحيحة من مودريتش وفيدا وراكيتيتش مقابل ركلتين صحيحتين من إجناشيفيش وكوزيايف، لينتهي اللقاء بنتيجة 3/4.


وتُعد هذه المرة الثانية في تاريخ كؤوس العالم التي تَشهد توديع منظم البطولة بفارق ركلات الجزاء الترجيحية بعد نسخة 1990 عندما فازت الأرجنتين على إيطاليا في الدور قبل النهائي.


والآن مع تحليل (البطولة) لأداء رجل المباراة، بالإضافة إلى اللاعب الأسوأ:


رجل المباراة | لوكا مودريتش - منتخب كرواتيا



تحكمت كرواتيا في خط الوسط على مدار الـ 120 دقيقة بفضل تناغم وترابط الثنائي المذهل “راكيتيتش ومودريتش” في منطقة العمق.


التمرير القصير بين الأقدام مع استغلال تألق كرامريتش وريبيتش وماندزوكيتش جعل كرواتيا الطرف الأخطر والأجدر بتحقيق التأهل.


نجم ريال مدريد “لوكا مودريتش” الذي صار أحد أكبر المرشحين لنيل لقب أفضل لاعب في العالم عن سنة 2018، منح كرواتيا الأفضلية بعمله الداؤب على استخلاص الكرات من الخصم دون ارتكاب أخطاء في خط الوسط، ومن ثم تدويرها بسرعة وبمهارة عالية.


مردوده في الشوط الأول لم يكن على ما يُرام، لكنه تَحسن كثيرًا في الشوط الثاني وصار اللاعب الأفضل على أرض الملعب، جنبًا إلى جنب ظهير روسيا “ماريو فرنانديز”.


وبخلاف قدرة مودريتش الهائلة في استخلاص الكرة وبناء الهجمات ومساعدة فريقه على السيطرة وضغط روسيا في وسط ملعبها، كان يقوم بعمل آخر على صعيد تغطية الفراغات التي كان يخلفها تقدم سترينيتش وبيريسيتش على الجهة اليسرى من الملعب، وهذا أكثر ما أعجبني اليوم.


وإذا ذهبنا للحديث عن اللحظات الأبرز في المباراة بالنسبة له، سنجد صناعته لهدف تقدم كرواتيا في الدقيقة 101 عندما وضع عرضية من ركنية على رأس المدافع فيدا الذي حولها دون عناء في الشباك.


وفي ركلات الجزاء كان من المهم أن يُسجل الركلة التي تلت فشل فرنانديز في التسجيل، كي يُعيد الأفضلية إلى بلاده، وهذا ما كان، ليمنح زميليه “فيدا وراكيتيتش” الهدوء والثقة ليسجلا آخر ركلتين بنجاح.


اللاعب الأسوأ | فلاديمير سمولوف - منتخب روسيا



ما الذي أضافه هذا اللاعب إلى خط الوسط كي يُدفع به على حساب لاعب نشيط وحاسم مثل تشيريشيف؟ كان من الأجدر بقاء جناح فياريال حتى نهاية المباراة بدلاً من سحبه في هذا التوقيت المُبكر من الشوط الثاني كما فعل المدير الفني شيرشيسوف.


وسط ملعب روسيا احتاج لبقاء لاعبين أصحاب مهارات ولياقة بدنية وصغار في السن، ناهيك عن القدرات الفنية التي تساعد على مفاجئة الخصم إما بالمراوغة من وضع الحركة أو بالتسديد بعيد المدى كما فعل تشيرشيف في لعبة الهدف الأول.


لقد أجاد تشيريشيف في استغلال الفراغات التي ظهرت بوضوح ما بين “ديان لوفرين وسيمي فرسالجكو”، بينما لم يفعل الثلاثي البديل “سمولوف ودزاجوييف وأوروخين”.


كرواتيا بسطت سيطرتها على المباراة بعدما بدأ تشيرشيسوف في إجراء تغييراته غريبة الشكل، واكتملت المأساة حين أضاع سمولوف الركلة الترجيحية الأولى بسبب رعونة غريبة جدًا منه في تنفيذها وليس لبراعة الحارس الكرواتي، ما أفقد زملائه الثقة في النفس ليهدر نجم روسيا “فرنانديز” الركلة الثالثة، ويفشل أكينفييف في صد ولو ركلة واحدة من ثلاث ركلات نفذها مودريتش وفيدا وراكيتيتش فيما بعد.


لاعب آخر يستحق النقد؟ ربما قلب دفاع كرواتيا “لوفرين” كان سيئًا في كل الكرات العرضية التي أرسلت على فريقه، ولم يضغط بشكل جيد في لعبة الهدف الأول على تشيريشيف، كذلك بيريسيتش لعب أسوأ مبارياته في هذا المونديال، وأيضًا جولوفين لم يُظهر كفاءة تؤكد أحقيته في الانتقال لناد كبير هذا الصيف.


هذا كل شيء عن الأفضل والأسوأ.. أما الحديث عن الأخطاء التكتيكية للمدير الفني لروسيا “تشيرشيسوف” فيطول ويطول، بالذات فيما يتعلق بالتغييرات التي أجراها.


لمتابعة الكاتب "محمود ماهر" عبر تويتر (اضغط هنا)