الرياضة المغربية تتهاوى .. هلْ منْ مُنقذ؟ - El botola - البطولة

المنتخب الوطني المغربي لكرة السّّلَّة

الرياضة المغربية تتهاوى .. هلْ منْ مُنقذ؟

أيوب رفيق (البطولة)
02 يوليوز 2018على الساعة12:23

أيوب رفيق (البطولة)

بنظرة سطحية أو عابرة، ستتراءى لك الرياضة المغربية في أوج العُنْفوان، وهي تَنْعَمُ بالعافية، وتزخر بكافة مُقوّمات النجاح. ستترسَّخ لك هذه الصورة، إنْ علمت أن المملكة دأبت على المنافسة من أجل استضافة نهائيات ، وتحْتضن، كل سنة، مسابقات قارية ودولية في رياضات شتَّى، كانت فردية أو جماعية، شعبية أو نخبوية.


لكن، حاولْ التَّوغُّل أكثر في المشهد، ومُلامسته من كافة جوانبه. ستفْزَع، بالقطْع، لهَوْل ما سيتناهى إليك، وستتملَّكُكَ الدَّهشة لفداحة ما ستطَّلعُ عليه، حتى تَخال نفْسَك إزاء بلد اسْتيقَظَ لتوّه من حرب أهلية، وبصدد إعادة بناء قطاعاته الحيوية. ستُدرك أن هناك درَّاجون يتقاضون 70 درهَما لليوم، في كل معسكر إعدادي، بل أكثر من ذلك، محرومون من لوازمهم الرياضية، ويضطرون إلى تدَبُّرها بمُفردهم.


ستقرأ عن منتخب وطني لكرة السلة يُقاوم الإقبار المُمنهج، ويعيش في غُرفة الإهمال والتَّهميش. لا يُقيم تربصات تحضيرية إلاَّ لماماً، بينما تُعد المستحقات المالية بالنسبة للاعبين "كذبة أبريل" تمتد على مدار السَّنة، في حين أن مسؤولي اللعبة عاجزون عن توفير مبلغ 8000 درهم كواجب التأشيرة لتأمين سفر البعثة إلى مصر، للمشاركة في التصفيات المونديالية.


ستجد نفسك وسط رُكام من الإكراهات، وكومة من "الكوارث" التسييرية، إن أمعنت في الإحاطة علماً بتفاصيل الرياضة المغربية. ليست برُمَّتها في الواقع، إنَّما هُناك ما هو استثناء، وما يشذُّ عن القاعدة، والمقصود كرة القدم، التي يُريدونها جداراً ناصع البياض يحجب واقعا قاتماً لأنماط رياضية أخرى.


إنهم يُغدقون على الرياضة الأكثر شعبية بالأموال الطائلة، ويُنفقون عليها موارد مادية هائلة، لتضليل الرأي العام، ورسم صورة مُشرقة تشمل جميع الرياضات، ذلك أنهم يدرون أن الكرة ذات متابعة جارفة، وما دامت الأنواع الأخرى لا تحظى باهتمام يُضاهيها، فلا بأس من اعتماد العشوائية في تدبيرها، وتجاهلها، ربما، ولو كانت تحتضر.


إن ما تشكوه لعبة كرة السلة، على سبيل المثال، والخلافات المجانية الدائرة بين أطرافها، كما لو أن هذه الأخيرة تسهر على قطاع في ملكيتها، يضرب في الصميم تلك الآمال التي تحذو الكثيرين بشأن مجال رياضي مندمج، وتُجهز على التوصيات التي جاءت بها المناظرة الوطنية، سنة 2008.


ورغم ما يُكابده لاعبو الكرة البرتقالية من ظروف مُزرية، إلا أنهم استطاعوا حجز تذكرة العبور إلى الدور الموالي من تصفيات كأس العالم، ونجحوا في إرضاء طموحات المغاربة، ولو بأبسط الإمكانيات، لكنهم أكدوا، في ذات الوقت، أن الجزاء والمكافأة لا يأتيان بالمردودية، بل بمدى انتشار اللعبة، وقدرتها على الاضطلاع بمهام "توهيمية" و"تضليلية".


إذا كانت ثمة رغبة صادقة في النهوض بهذا الميدان، والقيام بإقلاع حقيقي، فلا مناص إذن من القطع مع مُقاربة السَّيْر بسُرعتيْن، ما بين رياضات شهيرة وشعبية، وأخرى لا تحظى بذات القدر من الاهتمام، إنما ينبغي اعتماد سياسية رياضية متكاملة ومندمجة قائمة على بلوز قطاع متكامل الأركان، ومتكافئ بين مكوناته.

طاغات متعلقة