تقرير خاص | مبابي.. دم وهراني يسري في أجساد ديوك فرنسا - البطولة
Elbotola Logo
تقرير خاص | مبابي.. دم وهراني يسري في أجساد ديوك فرنسا

مبابي ووالدته فايزة

تقرير خاص | مبابي.. دم وهراني يسري في أجساد ديوك فرنسا

محمود علي
01 يوليوز 2018على الساعة10:24

إعداد وكتابة | محمود علي

خطف كيليان مبابي أنظار العالم، يوم أمس، بعد أن قاد لتأهل مستحق إلى ربع نهائي ، بهدفين من ضمن أربعة أهداف تلقتهم شباك في مقابل ثلاثة أهداف.


وعلى الرغم من أن عنجهية الفرنسيين لاتزال تُصور لهم الجزائر، باعتبارها إمارة فرنسية خاضعة لسيطرتهم، إلا أنهم دون أن يدروا أصبحوا يخضعون لهم في كرة القدم بل ويدينون لهم بالفضل، ولمّ لا وقد باتت أفراحهم منذ زين الدين زيدان ومروراً بـ كريم بنزيمة وانتهاء بـ مبابي (وفقير تحت الانتظار)، متعلق بكل ما هو جزائري... لكن قبل كل شيء، من هو مبابي؟


على ساحل البحر الأبيض المتوسط في أقصى غرب الجزائر، وعلى مقربة من جبل مرجاجو وعلى ضفتي خور واد رأس العين، وُلدت فايزة، والدة كيليان مبابي، في مدينة وهران الجزائرية.


ولـأنها مدينة، سحرها يُفجر الإبداع، أطلقت فايزة العنان لـطاقاتها الإبداعية، كـ غيرها من أبناء مدينتها، ولكن في مجال الرياضة، فاستهوتها كرة اليد، ومارستها حتى وجدتها فرصة للاحتراف في فرنسا في بداية التسعينات، والابتعاد مؤقتاً عن الجزائر التي كانت تعيش حالة عصيبة بسبب المشاكل السياسية التي خلقت نوعاً من الإرهاب هناك.


وفي الشمال الغربي للعاصمة الفرنسية باريس، تعرفت على شاب كاميروني مهاجر، يُدعى مبابي ويلفريد، كان يعمل كـ مدرب في أحد الأندية الصغيرة هناك، وهو نادي بوندي، ومع توطد العلاقة بينهما، قررا الزواج، وأنجبا بعد ذلك نجلهما كيليان في عام 1998، وهو العام الذي كان الفرنسيون يحتفلون فيه بلقب كأس العالم، الذي أهداهم إياه جزائري آخر، وهو زين الدين زيدان، برأسيتين شهيرتين من ثلاثة أهداف تلقتها شباك المنتخب البرازيلي في النهائي.


كان العيش بين أبوين رياضيين بالنسبة لـ طفل، سبباً كافياً جداً لـ حبه للرياضة ولا سيما كرة القدم، التي لعبت والدته دوراً كبيراً في حبه لها، من خلال كثرة أحاديثها عنها أمامه، مثلما صرح مبابي بنفسه من قبل، للدرجة التي كانت تجعله يستيقظ من نومه على نشرات الرياضة لمتابعة آخر أخبار كرة القدم.

وبدوره، لم ينتظر والده الكثير، ليُدخله مجال كرة القدم، فـ بمجرد أن أكمل ست سنوات من عمره، ألحقه بنادي بوندي الذي كان يعمل فيه.


بعد سنوات، انتقل مبابي إلى أكاديمية "كليرفونتين" التي تضم أبرز مواهب كرة القدم في فرنسا، والتي تخرج منها عمالقة المنتخب الفرنسي، كـ أنيلكا وساها وجالاس وهنري.


ولم يمضـ من الوقت الكثير، حتى ذاع صيت كيليان، ولفت أنظار كشافي كبار أندية أوروبا وهو لم يتجاوز الـ 14 عاماً من عمره.


وبعد عام واحد فقط، قرر الانتقال إلى نادي موناكو، وانضم إلى فريق الناشئين، على الرغم من أنه كان يملك فرصة للانضمام إلى أندية أفضل على غرار ريال مدريد، الذي كان ولايزال عاشقاً لنجمه كريستيانو رونالدو، وتشيلسي وبايرن ميونيخ، وذلك من أجل مواصلة تعليمه في فرنسا.

ولـأن موهبته لم تكن أبداً عادية، تدرج مبابي من فريق الناشئين إلى فريق الشباب، وجاء التوفيق إليه مُسرعاً من بعيد، حين قرر الملياردير ديميتري ريبولوفليف، مالك النادي، الانفصال عن زوجته، وأجبر وفقاً للقوانين الفرنسية على دفع نصف ثروته لها، والتي قُدرت بنحو 2.7 مليار يورو، في طلاق أعتبر الأغلى في تاريخ العالم، ليضطر الرجل الروسي لبيع نجوم الفريق على غرار جيمس رودريجيز وراداميل فالكاو وغيرهما، وتصعيد بعض الناشئين على إثر ذلك إلى الفريق الأول لتغطية نقص الراحلين.

وهنا قرر مسؤولو قطاع الشباب تصعيد مبابي للفريق الأول، وهو في السادسة عشر من عمره، وتمكن من لعب أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول في الثاني من ديسمبر 2015، ليُحطم رقم الأسطورة تيري هنري، بعد أن أصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يُشارك في مباراة رسمية وكان بعمر 16 عاماً و347 يوماً.


وفي العام التالي، وبالتحديد في 20 من فبراير من عام 2016 عاد مبابي من جديد ليُحطم رقم جديد في مسيرة هنري، بعد أن أصبح أصغر لاعب يُسجل في تاريخ موناكو، وذلك في مباراة ضد تروا انتهت بفوز نادي الإمارة بثلاثة أهداف لهدف، وكان يبلغ من العمر آنذاك 17 عاماً و62 يوماً، ليفرض نفسه منذ ذلك الحين على تشكيلة الفريق.

وفي مارس من عام 2017 الماضي، استدعاه الناخب الفرنسي، ديدييه ديشامب، للانضمام إلى تشكيلة "الديكة" لمواجهتي لوكسمبورغ وإسبانيا في تصفيات كأس العالم، ليُحقق رقم قياسي جديد على المستوى الدولي، بعد مشاركته في المباراة الثانية كـ بديل، ويًصبح على إثر ذلك ثاني أصغر لاعب يُشارك في مباراة رسمية في تاريخ فرنسا، بعمر 18 عاماً وثلاثة أشهر وخمسة أيام.


وفي 31 أغسطس من عام 2017، انتقل مبابي إلى نادي باريس سان جيرمان في صورة الإعارة، مع خيار إلزامي بالشراء، ونجح منذ ذلك الحين في تكرار مسيرته الناجحة، ليضمن مكانة أساسية في تشكيلة "الديكة" بنهائيات كأس العالم، التي بات أحد أكثر اللاعبين بروزاً بها لا سيما بعد هدفيه أمس في شباك الأرجنتين.


طاغات متعلقة