رجل المباراة | فرنسا - الأرجنتين - البطولة
Elbotola Logo
رجل المباراة | فرنسا - الأرجنتين

رجل المباراة | فرنسا - الأرجنتين

محمود ماهر
30 يونيو 2018على الساعة23:44

بقلم | محمود ماهر (البطولة/ موسكو - روسيا)


قلبت فرنسا تأخرها من 2/1 إلى فوز مستحق 3/4 خلال الشوط الثاني لمواجهتها المثيرة بالأرجنتين على ملعب مدينة كازان شرق روسيا، بعد عصر الاثنين، في افتتاح مباريات مرحلة خروج المغلوب في نهائيات .


الديك الفرنسي اعتمد استراتيجية الهجمات المضادة في اختراق دفاعات التانجو، مستخدمًا سرعة نجم وسط أتلتيكو مدريد “أنطوان جريزمان” وتمريرات “بول بوجبا” وشراسة السريع “مبابي” في الانقضاض على الخصم، وتفنن المهاجم “جيرو” في الهروب من الرقابة خارج المنطقة ولعب دور المحطة.


الجماعية واللعب كوحدة واحدة كان أكثر ما ميز رجال المدرب “ديديه ديشان” على رفاق ليونيل ميسي الذين ظهر عليهم الشحوب والتردد معظم الوقت، فضلاً عن بطء تحركاتهم خاصةً في عملية الارتداد من الوضع الهجومي إلى الوضع الدفاعي عند فقدانهم للكرة.


جريزمان تقدم لفرنسا أولاً في الدقيقة 13 من علامة الجزاء حصل عليها مبابي، وعدل دي ماريا النتيجة في الدقيقة 41 من تصويبة ذكية من مسافة 30 ياردة.


في الشوط الثاني ارتفعت حرارة المباراة، بتسجيل ميركادو لهدف تقدم الأرجنتين في الدقيقة 48 بعد تمريرة من ليونيل ميسي داخل صندوق العمليات، لكن الظهير الأيمن لفرنسا “بافار” قرر بعد تسع دقائق أن يُسجل أجمل أهداف مونديال روسيا بتصويبة ساحرة من لمسة واحدة لعرضية الظهير الأيسر “لوكاس”.


وانقلبت بعدها المباراة رأسًا على عقب، بتسجيل فرنسا لهدفين متتاليين في غضون 4 دقائق حملا توقيع مبابي من هجمات خاطفة لم يستطع الدفاع الأرجنتيني التعامل معها.


وقبل النهاية بثوان معدودة، قلص أجويرو فارق الأهداف برأسية بعد عرضية مذهلة من ليونيل ميسي داخل منطقة الستة ياردات.


هذه كانت الحكاية ببساطة…والآن مع تحليل (البطولة) لأداء الرجل الأفضل والأسوأ في اللقاء…


رجل المباراة | كيليان مبابي - منتحب فرنسا



إذا أردت وصفه بكلمة واحدة؟ لن أجد أكثر من “مرعب” لألخص لكم حال الخصوم عن مجابهته في الخطوط الأمامية وحتى في منطقة المناورات خارج صندوق العمليات..


مبابي الذي لم يتجاوز بعد عامه الـ 19، مهاجم من طراز رفيع لا يشق له غبار. استطاع أن يكتب شهادة ميلاده الحقيقية قبل عامين حين قاد موناكو إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وأثبت رفقة باريس سان جيرمان خلال الموسم الماضي أحقيته في الدفاع عن ألوان فرنسا كمهاجم متحرك خلف أوليفييه جيرو، على حساب لاعب مثل أنتوني مارسيال الذي “خاب وشاب” في مانشستر يونايتد قبل أن يتم عامه الـ 23.


كل تحركات مبابي في مباراة اليوم كانت مدروسة بعناية فائقة، فقد لعب على بطء حركة روخو وأوتاميندي في منطقة العمق الدفاعي خلال الشوط الأول، وفي الشوط الثاني لم يكف عن استغلال ضعف خبرة فازيو، ما مكنه من تسجيل ثنائية في غضون أربع دقائق فقط.


في الشوط الأول عندما هزم روخو وحصل منه على ركلة الجزاء التي نفذها جريزمان بنجاح، لو لم تنكمش فرنسا بعدها في الخطوط الخلفية، أكاد أجزم لاستطاع مبابي تسجيل هدفين وانهاء المباراة من الشوط الأول.


لكن ثغرة فرنسا الوحيدة منذ اليورو (ديديه ديشان) هو مَن تسبب في هذا السيناريو الغريب، حين أمر لاعبيه بالتراجع إلى الخلف، ليدفع الفريق الثمن التعادل ثم التأخر 2/1 ببداية الشوط الثاني، وأرى أنه لولا وجود جريزمان ومبابي ربما لخسرت فرنسا اليوم.


مبابي تحلى بالرشاقة والتركيز في إنهاء الهجمة للاستفادة قدر المستطاع من الفجوة الموجودة ما بين قلبي الدفاع وثنائي الوسط الدفاعي الأرجنتيني “ماسكيرانو وبانيجا”، ومن هنا سجل الثالث والرابع قبل أن يجلب ركلة جزاء ويتسبب في عدة فرص لبلده، ليستحق لقب رجل المباراة.


الأسوأ | إيفر بانيجا - منتخب الأرجنتين



في بعض الأوقات، أردت منح لقب الأسوأ لماركوس روخو، لكنه لعب لمدة 45 دقيقة فقط، ليحل فيديركو فازيو محله، وهو الآخر خيب الآمال وأردت منحه لقب الأسوأ، فمن بعد مشاركته سجلت فرنسا ثلاثة أهداف في غضون دقائق معدودة على أصابع اليد الواحدة.


وفي أوقات أخرى أردت منح الحارس “آرماني” لقب الأسوأ لأنه فشل في التصدي لتسديدة سهلة من مبابي، وكان سيئًا في التعامل مع الكرات العرضية وفي تنظيم المدافعين.


أردت كذلك منح لقب الأسوأ لمهاجم بوكا جونيورز “كريستيان بافون” الذي فضله المدرب سامباولي على جبابرة الدوري الإيطالي “ديبالا وهيجوايين” فضلاً عن الهداف التاريخي لمانشستر سيتي “سيرخيو أجويرو”، تخيلوا كل هؤلاء ظلوا على الدكة من أجل خاطر عيون “بافون” الذي لم يفد الأرجنتين بأي شيء يُذكر اليوم!.


يا له من فريق سيء وقبيح..أليس كذلك؟ بالفعل ميسي يعيش مأساة حقيقية في ظل هذه العناصر وهذا المدرب وهذه الخطة..


لو هناك شيء ما يُعبر عن الأخطاء الفادحة التي اقترفها سامباولي من خارج الخطوط، فهو بانيجا…


الأسوأ على الإطلاق لم يكن الحارس أو أحد المدافعين أو بافون بل لاعب الإرتكاز “إيفر بانيجا” البطيء للغاية في التحضير، وصاحب التمريرات المكشوفة والمتواضعة، والهش في الإلتحامات مع اللاعبين الأقوياء أمثال كانتي وبوجبا.


بلغة الكرة فرنسا إلتهمت خط الوسط تمامًا بسبب تلك التشكيلة البائسة التي بدأ بها سامباولي المباراة.


بانيجا لم يمد يد العون لثنائي قلب الدفاع، ولم يقم بمهامه الرئيسية في تغطية المساحات التي خلفها تاجليفيكو في الخطوط الخلفية عند تقدمه لأداء الواجب الهجومي ما فتح السكة أمام بافار ليسجل الهدف الثاني من تلك التسديدة، والأهم من كل هذا وذاك، لم يقم بانيجا بربط الوسط بالهجوم ومساعدة ماسكيرانو على قطع الكرات من الخصم.


الأرجنتين فقدت اتزانها بسبب خط الوسط، ووجود بانيجا (البارد) هو ما أفقد الوسط اتزانه، ولا أدري سر اقتناع سامباولي به أكثر من لاعب الوسط العصري “لوكاس بيليا” نجم لاتسيو السابق والمنتقل الصيف الماضي للميلان.


في النهاية، دعوني اتساءل، لماذا لم يقم سامباولي بإعادة أنخل دي ماريا إلى الخلف للعب في مركز الارتكاز المتقدم كما كان يوظفه أنشيلوتي في ريال مدريد؟ ويوضع باولو ديبالا في خط المقدمة مع ميسي وهيجوايين؟ مع إشراك لوكاس بيليا بدلاً من بيريز؟. لو فعل ربما لحافظ على تقدمه 1/2 وأنهى المباراة لصالحه.


لمتابعة الكاتب "محمود ماهر" عبر تويتر (اضغط هنا)