نقاط سوداء وبيضاء خرجت بها السعودية من المونديال
بصم الجيل الحالي للكرة السعودية على ثاني أفضل مشاركة عبر تاريخ الأخضر في كؤوس العالم، وهذا على الرغم من الفشل في تجاوز الدور الأول من النهائيات.
وحققت السعودية ثلاث نقاط وانتصار وحيد من ثلاث مباريات على حساب المنتخب المصري، مما جعل فرسان الصحراء يعودون إلى المملكة مرفوعين الرأس على عكس منتخب الفراعنة الذي مُني بثلاث هزائم صعبة.
وبعد انتهاء مشاركة السعودية في البطولة إليكم سلبيات وإيجابيات هذه النسخة ..
الإيجابيات
- من الرائع رؤية المنتخب السعودي يربح معركة الاستحواذ في الثلاث مباريات التي لعبها بالبطولة حتى الآن، وهذا إن دل فيدل على أنه ينقصه تفاصيل صغيرة فقط من أجل الحصول على النتائج، كما يدل على أن المدرب الأرجنتيني "أنطونيو بيتزي" لا يعتبر من المدربين الجبناء، الذين يتراجعون لمناطقهم أمام الكبار، بل يلعب كرة قدم جيدة ويتناقل الكرات القصيرة، وهذا يبشر بخير كبير للكرة السعودية.
- هناك نجوم في الأخضر بالفعل يستحقون الاحتراف الأوروبي، وقاموا بتسويق أنفسهم بشكل طيب، على رأس هؤلاء "سالم الدوسري" الذي انتشر خبرًا بدخوله دائرة اهتمامات ليفربول، بالإضافة إلى بيرلو الخليج "عبد الله عطيف" الذي قدم بطولة رائعة ومستوى جيد في وسط ميدان السعودية، بجانب المتألق في الثلاث مباريات "ياسر الشهراني" الذي يذكر كل من يتابعه بأسطورة الميرنجي وريال مدريد مارسيلو.
- هذا الجيل يمتلك الشخصية المناسبة والتي يجب العمل عليها من أجل المستقبل، فالكل توقع انهيار اللاعبين بعد الفضيحة الافتتاحية والتعرض لهزيمة خماسية من روسيا، ولكن قدمت السعودية مباراة طيبة ضد أوروجواي وخسرت بنتيجة اقتصادية، ثم تعافت تمامًا أمام مصر واستطاعت تحقيق انتصارًا تاريخيًا، مما يبرهن على أن هذا الجيل من اللاعبين لا ينقصه أي حضور ذهني أو ثقة بالنفس.
السلبيات
- السبب الرئيسي في خسارة السعودية ضد روسيا وأوروجواي يتحمله خط الدفاع، وتحديدًا العمق، فمن الجيد للكرة السعودية أن هذه البطولة قد تكون الأخيرة للكارثة المتحركة "أسامة هوساوي" والذي كان في رأيي أكثر المخيبين، فأنت دائمًا تتوقع لقائد فريقك أن يكون أفضل لاعب داخل الميدان، ولكن عندما يتسبب في أخطاء مباشرة وأهداف للخصم، فلا داعي له على الإطلاق.
أداء نجم الوحدة الكارثي تواكب معه اهتزاز "عمر هوساوي" وتهور "علي البليهي" مما تسبب في استقبال السعودية لسبعة أهداف في مباراتين، وحتى الآن لا تعرف الجماهير السعودية سبب عدم اعتماد بيتزي على أفضل مدافعي الموسم "معتز هوساوي" ضد روسيا وأوروجواي، وهو الذي تألق أمام المنتخب المصري.
- كعادة اللاعب العربي، عانت السعودية من فقدان التركيز في بعض الفترات داخل المباراة، هذا الأمر يعتبر آفة في ملاعبنا، فمصر خسرت أمام روسيا بسبب 10 دقائق لعينة، كما أن الأخضر تعرض لنتيجة ثقيلة ضد الدب ذاته نتيجة فقدان التركيز في دقائق معينة واستعجال اللاعبين للهجوم على المرمى، لذلك نحن نستعين في منتخباتنا بمدربين أجانب لتغيير تلك الثقافة التي عانينا منها كثيرًا.
- يجب الاستفادة جيدًا من تلك التجربة، سواء لدى اللاعبين أو الجهاز الفني أو حتى المسئولين، فالجميع تأكد الآن أن تجربة احتراف أهم نجوم الدوري السعودي في الليجا كان اقتراح خاطئ تمامًا من المسئولين، فلم يتوقع أحد أن تفتقد السعودية للاعب بإمكانيات "يحيى الشهري" في هذه المنافسات نتيجة غيابه عن لعب أي مباراة طوال ستة أشهر، وافتقاده لحساسية الملعب، لذلك على المسئولين إحكام التفكير قبل اتخاذ قرارت مصيرية بهذا الحجم؛ لأنها جاءت كنقمة ولم تكن نعمة على الكرة السعودية.