إسبانيا "المهزوزة" تبدأ مشوارها بمواجهة البرتغال - Elbotola - البطولة

منتخب إسبانيا

إسبانيا "المهزوزة" تبدأ مشوارها بمواجهة البرتغال

أ ف ب
14 يونيو 2018على الساعة23:58

لم يكن أشد المتشائمين الإسبان يتوقع أن تستهل بلاده مسعاها في ، لتعويض خيبة الخروج من الدور الأول لمونديال 2014 في البرازيل، بوضع مهزوز بعد تبديل على رأس الجهاز الفني لـ قبل ساعات من مباراته المرتقبة مع .


"القمة الايبيرية" التي تشكل أبرز عنوان الدور الأول لكأس العالم في كرة القدم 2018، تدخلها اسبانيا الفائزة باللقب في 2010، بقيادة فنية جديدة بعد اقالة جولن لوبيتيغي واستبداله بفرناندو هييرو الأربعاء. وسيكون قلب الدفاع الاسباني السابق، على موعد مع تحد لا يحسد عليه، عندما يقود "لا روخا" في أول مباراة ضد كريستيانو رونالدو ورفاقه أبطال أوروبا 2016.


فاجأ رئيس الاتحاد الاسباني لويس روبياليس الجميع عندما أعلن الأربعاء إقالة لوبيتيغي على خلفية الاعلان قبل يوم عن التحاقه بريال مدريد بعد النهائيات رغم العقد الذي يربطه بالمنتخب حتى 2020. لم يرق لأبطال العالم 2008 و2010، ان ينشغل مدربه بمستقبله الخاص، وألا يعلم الاتحاد بما يعتزم القيام به، في خضم المرحلة التحضيرية لأهم بطولة.


وسيكون هييرو أمام مهمة صعبة في مجموعة تضم أيضا ايران والمغرب، وتعتبر اسبانيا فيها من المرشحين للعبور بسهولة نسبية. الا ان هييرو بدا حذرا في تصريحاته الأولى بعد تعيينه، اذ أكد ان الاسبان سيكونون "مخطئين إذا واصلنا التفكير في الماضي، وليس بالمستقبل".


أضاف "نحن نعرف الظروف، لكن الماضي هو الماضي (...) يمكن أن نتحدث عنه لعدة أيام لكن علينا أن نكون إيجابيين، شجعان، المضي قدما"، مشيرا الى أن الأولوية هي التركيز "على الجانب الرياضي... يجب أن نركز على البرتغال".


وتصدر إعلان إقالة عناوين الصحف المحلية. وبالنسبة لألفريدو ريلانيو، مدير صحيفة "أس" الرياضية، يعكس ما حدث في المنتخب عدم توازن القوى بين المنتخب الوطني والاندية مثل ريال مدريد، معتبرا في حديث لفرانس برس ان لريال "وضع رمزي. اذا بالغنا قليلا، هو مؤسسة مركزية للأمة"، و"هجوم من ريال ضد المنتخب ينظر اليه بشكل سيء جدا".


"لا توجد هناك أي انقسامات"

إزاء هذه الصدمة، حاول قائد المنتخب وريال سيرخيو راموس الذي تردد انه كان على علم بتعاقد فريقه مع لوبيتيغي حتى قبل مسؤولي الاتحاد، اخماد النار قبل مواجهة زميله رونالدو أفضل لاعب في العالم خمس مرات.


غرد على تويتر "نحن المنتخب، نمثل شعارا، ألوانا، مشجعين وبلدا. مسؤوليتنا والتزامنا معكم ولكم. أمس، اليوم وغدا، موحدون. هيا اسبانيا".

وفي مؤتمر صحافي عشية اللقاء، قال راموس بسخرية "أود أن أبدأ المؤتمر الصحافي بابتسامة لأنهم قالوا أننا في مأتم ونحن نتحضر لكي نبدأ غدا (الجمعة) كأس العالم!".


وأكد راموس وبجانبه هييرو "لا توجد هناك أي انقسامات (في الفريق)... التفكير مختلف لكن الفكرة الجماعية لا تزال ذاتها: محاولة الفوز بكأس العالم".


وبخصوص اقالة لوبيتيغي الذي سيصبح مدربه في ريال، قال "يجب أن نقلب الصفحة في أسرع وقت ممكن. هذه ليست لحظات جيدة وجولن يشكل جزءا من هذا المونديال. لكن يجب أن تكون إسبانيا فوق الاعتبارات الشخصية".

أما هييرو، فقال "بالنسبة لي، لدينا ثلاث مباريات نهائية كبرى لنخوضها. الأولى غدا (الجمعة) ثم هناك اثنتان أخريان (ضد إيران والمغرب). سنرى ما سنحصل عليه من خلال أدائنا في الملعب. هذه كأس العالم، نحن محظوظون لوجودنا هناك ويجب علينا أن الاستمتاع. عندما نغادر، يجب أن نشعر مهما حصل بأننا أعطيني كل ما لدينا".


معركة ايبيرية

في سوتشي، على ضفاف البحر الأسود، ستجمع القمة الاولى في المونديال الروسي بين بلدين قاما بترويض المحيطات وبناء إمبراطوريات بعدما وضعا خطا لتقسيم العالم بفضل معاهدة تورديسياس الشهيرة، قبل 500 عام.


وعلى الصعيد الرياضي، ستجمع المواجهة بين نجم البرتغال رونالدو وستة من زملائه في ريال المتوج بلقب دوري أبطال اوروبا لثلاثة مواسم متتالية، هم راموس وداني كارفاخال وناتشو ولوكاس فاسكيز وماركو اسينسيو وايسكو.


وتجسد هذه المواجهة بين اللاعبين نوعا من انعكاس لتاريخ البلدين: فبين الجارين اللذان عاشا في كنف مملكة واحدة في الفترة بين 1580 و1640، ثقافات متشابهة وشغف مشترك للكرة المستديرة. البلدان ليسا قريبين جغرافيا وحسب بل رياضيا أيضا. فعندما خاض الـ"سيليساو" البرتغالي مباراته الاولى عام 1921، كانت أمام "لا سيليكسيون" (منتخب) اسبانيا الذي فاز 3-1 في مدريد واضعا أسس تفوق دائم على جاره.


في سنوات الثلاثينيات، لم تتوقف اسبانيا عن قطع طريق البرتغال إلى نهائيات كأس العالم، مع بعض الانتصارات التاريخية التي لا تنسى ابرزها 9-صفر في عام 1934، في تفوق واضح للاسبان.

لكن التوازن عاد بين البلدين في الالفية الجديدة، عندما بدأت البرتغال بتصدير حاملي الكرات الذهبية مثل لويس فيغو ورونالدو ومدربين مشهورين مثل جوزيه مورينيو... المفارقة ان درب الثلاثة تضمن محطة "إلزامية": ريال وقلعته في العاصمة الاسبانية، "سانتياغو برنابيو".


"باستطاعتكم الثقة بنا"

في عام 2004 وخلال كأس أوروبا التي استضافتها البرتغال، أقصت صاحبة الضيافة جارتها من دور المجموعات بالفوز عليها 1-صفر.


صحيح ان المنتخب الإسباني ثأر بعد ذلك (1-صفر في الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم 2010، وبركلات الترجيح في نصف نهائي كأس اوروبا 2012)، لكن المنافسة بلغت أوجها عندما فازت البرتغال 4-صفر على الاسبان المتوجين قبل أشهر قليلة باللقب العالمي في جنوب افريقيا، وذلك في مباراة دولية ودية في لشبونة في تشرين الثاني/نوفمبر 2010.


قلص البرتغاليون قليلا تخلفهم أمام جارهم: التتويج بكأس اوروبا 2016 في فرنسا بقيادة رونالدو مكنهم من احراز اول لقب كبير في تاريخهم، وهم سيحاولون الآن الإفادة من الوضع المعنوي المهزوز لجيرانهم لاسقاطهم في مستهل مشواريهما في النهائيات الروسية.

طاغات متعلقة