"الفيفا" راضٍ على "تقنية الفيديو" وقد يعتمدها في المونديال
لا يبدو أن الجدل الذي تسببت به تقنية حكام الفيديو المساعدين هذا الموسم في عدد من البطولات، سيحول دون استخدامها في مونديال روسيا الصيف المقبل، وذلك لأن اللجنة المسؤولة عن وضع قوانين اللعبة في الاتحاد الدولي "فيفا" اعتبرت أن نتائج التجارب كانت "مشجعة".
ومنذ اذار/مارس 2016، استخدمت تقنية الاعادة بالفيديو "في اي ار" للقطات مثيرة للشك، لاسيما تلك المتعلقة بركلات الجزاء وصحة الأهداف المسجلة، في أكثر من 20 مسابقة و800 مباراة.
وخلال اجتماعه الإثنين في مقر السلطة الكروية العليا في زوريخ، استمع مجلس "فيفا" الى عرض إحصائي لنتائج التجارب التي أجريت حتى الآن وأكثرها في بطولتي ايطاليا والمانيا، وخرج منه بنتيجة "ايجابية ومشجعة"، مشيرا في موقعه الرسمي أن "الاختبار كان دقيقا".
وكانت النتائج "الإيجابية والشاملة لهذه التجارب مشجعة" بالنسبة لمجلس فيفا الذي وافق على طرح عرض لضمان اتساق استخدام حكام الفيديو المساعدين وعرضه للمصادقة عليه في الاجتماع المقبل للجمعية السنوية العامة للمجلس، والمقرر إجراؤها في زوريخ يوم الثالث من اذار/مارس المقبل، ما يمهد الطريقة لامكانية استخدام التقنية في مونديال روسيا.
وفي مقابلة هاتفية، قال متحدث باسم المجلس "تم احترام الفلسفة التي وضعناها منذ البداية. أردنا الحد الأدنى من التدخل في اللعبة مع الحصول على الحد الأقصى من الفائدة".
وبحسب التقرير أنه في 8 بالمئة من المباريات كان لتقنية الفيديو "تأثير حاسم على النتيجة"، وفي واحدة من اربع مباريات كان لها "أثر ايجابي".
ورد التقرير على الانتقادات القائلة بأن تقنية الفيديو تكسر وتيرة وسلاسة اللعبة، مشددا على أن "الوقت الضائع" الناجم عن مراجعة الفيديو لا يمثل، كمعدل وسطي، 1 بالمئة من وقت المباراة، أي أقل بكثير من الركلات الحرة، الرميات الجانبية أو ركلات المرمى.
كما أشار الى أن الأخطاء نادرة نسبيا، ولم تصل نسبتها الى أكثر من 5 بالمئة في المباريات الاختبارية، وهي أرقام اعتبرها مجلس فيفا "مشجعة للغاية نظرا للإطار الزمني القصير للاختبارات، والأخطاء البشرية التي لا مفر منها".
واختبرت التقنية في المسابقات الدولية مثل كأس القارات، وفي مسابقات الأندية مثل البطولة المحلية في ايطاليا وألمانيا والكأس المحلية في انكلترا وفرنسا.
استحالة الاستخدام في مونديال 2018
لكن ليس الجميع مقتنعا بالنجاح الذي يتحدث عنه مجلس فيفا، وبينهم الحكم الدولي الفرنسي السابق برونو ديريان الذي قال لوكالة فرانس برس "في البداية كنت محبذا لها، لكن الآن تساورني الشكوك"، مضيفا "بالطبع، من المرجح أن يساعد +في اي ار+ الحكم في بعض الحالات. هذه مسألة واضحة. ولكن في كثير من الحالات، ستكون الصور مفتوحة أمام التأويل. أنا لا أدينها تماما، لكن بالنسبة لاستخدامها في كأس العالم، فأعتقد أن الوقت قد يكون مبكرا".
أما الحكم الألماني السابق برند هاينيمان، فكان معارضا تماما لاستخدام تقنية الفيديو في مونديال روسيا الصيف المقبل، قائلا "ببساطة، من المستحيل أن تستخدم مع تحضير لا يتجاوز الستة أو الثمانية أسابيع"، فيما حذر الحكم الفرنسي السابق جويل كينيو مجلس فيفا من "إضعاف الحكام".
وتابع "يجب الحذر من استخدامها طيلة الوقت. أعتقد أن التجربة سمحت لنا باكتشاف محاذيرها".
وهناك آخرون يدعمون "في اي ار" دون تحفظات، لأن هذه التقنية يمكن أن تحول دون ارتكاب اخطاء فاضحة في البطولات الكبرى، وبينهم رئيس رابطة الحكام الإيطاليين مارتشيلو نيكي الذي توقع أن "أولئك الذين لم يقتنعوا حتى الآن (بالتقنية)، سيفعلون ذلك في نهاية المطاف. لا يمكننا العودة الى الوراء".
الهدف من تقنية حكام الفيديو المساعدين هو تصحيح أخطاء واضحة في التحكيم، ويمكن استخدامها فقط في أربع حالات: بعد هدف، ركلة جزاء، بطاقة حمراء مباشرة أو لتصحيح خطأ في هوية لاعب رفعت بوجهه البطاقة.
وهذا الأمر يعني أن اتخاذ القرارات بشأن حالات التسلل بالاستناد الى خطوط افتراضية على شاشة التلفاز، يمكن أن يكون خادعا وقد حذر مجلس فيفا في وثيقة نشرها الإثنين في موقعه على شبكة الانترنت أن "التحقق من تسلل اللاعبين قد أثبت انه من المهام الاكثر صعوبة".
واعتبر المجلس أن أبعاد الملعب أو التشوهات في عدسة الكاميرا وغيرها من العوامل، تجعل من الصعب جدا أن يكون الخط الافتراضي دقيقا بدقة الخط المستقيم الواقعي، مشيرا الى أن يعمل على تطوير انظمة تقوم بضبط خطوط التسلل.