الدوري الألماني بطعم "ريد بول" ومرارة بافارية - El botola - البطولة

الدوري الألماني بطعم "ريد بول" ومرارة بافارية

بشراكة مع DW
25 نونبر 2016على الساعة17:35

البطولة (بشراكة مع DW)

مخطئ من يعتقد أن ممل، ما يميزه فقط سيطرة نادي بايرن ميونيخعلى باقي الأندية، فإطلالة على نتائج المرحلة 11 تُنبئ بمباريات ساخنة ومواقع مثيرة.


كثيرا ما يتهم الدوري الألماني لكرة القدم بأنه مملّ ولا يمكن فيه سوى متابعة وهو يلتهم باقي الفرق الأخرى، لكن إطلالة على ما يجري في الموسم الحالي، خاصة بعد منافسات المرحلة 11 تبيّن أن هذه الصورة النمطية تجانب بكثير حقيقة ما يجري على الملاعب الألمانية.


صدارة الترتيب العام انقض عليها فريق  الحديث العهد بالدوري الألماني، والمتهم بالتسويق للمشروب المنشط "ريد بول"، الذي تقدمه الإعلانات الإشهارية على أن له مفعولا سحريا بمنح أجنحة لمتناوله تجعله يطير في الهواء. وهي الصورة التي باتت تنطبق حرفيا على الفريق المدعوم من قبل الشركة المنتجة، والذي قدم أداءا صاروخيا إلى غاية اللحظة، فبات رصيده 27 نقطة متقدما على كل من بايرن صاحب المركز الثاني بثلاث نقاط ودورتموند صاحب المركز الثالث بست نقاط.


ويأتي ذلك بعد أن فاز لايبزيغ في أولى مباريات المرحلة على  (2-3)، لكن أيضا بسبب هزيمة بايرن أمام بهدف دون رد، وذلك في مباراة وصفها مدير النادي الأصفر والأسود هانس يواخيم فاتسكه، على أنها "صرخة الخلاص" من هزيمة طاردت دورتموند أربع سنوات ونصف، لأنه ومنذ ذلك الحين لم يفز على بايرن على أرضه وأمام جمهوره.


وإذا كان فوز السبت عملية رد اعتبار بالنسبة لمدير النادي، فإن لمدرب الفريق اعتبارات أخرى، فعينه أولا على لقب الدوري، وتقليص الفارق عن الخصم العنيد بايرن ميونيخ إلى ثلاث نقاط هي "خطوة ألف الميل الحقيقية" يقول المدرب الشاب، وهو ما يعكس الضغط الذي كان يشعر به الأخير بعد تذبذب نتائج الفريق في الأسابيع الأخيرة، وهو ما حدث عمليا، عقب مباراة التعادل مع ريال مدريد (2-2) في منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.


أنعش دورتموند إذًا فرصه من جديد، ومن الطبيعي جدا في لحظات حماسية كتلك التي أعقبت الفوز على بايرن، أن تصدر عن مسؤولي النادي عبارات "الوعيد" باتجاه لايبزيغ. فمدير النادي فاتسكه يدعو لايبزيغ قائلا: "عليكم أن تحضروا إلينا!". ولم يكن ذلك من قبيل الاستخفاف بهذا النادي الذي فاجأ الجميع ولكن كلامه تميّز بنبرة تحدٍ مفادها أن دورتموند لن يكون أبدا كالآخرين. من جهته، شدد توخل على أن لايبزيغ ليس بظاهرة ظرفية، وإنما هو من أقوى المرشحين بالنسبة له للفوز بلقب الموسم، متنبئا بأن يصبح هذا الفريق "ليستر سيتي ألمانيا".


ومن المؤكد أن توخل كان له الفضل الكبير بالفوز على بايرن. وكانت الوصفة التي اعتمدها مستقاة من فلسفة المدرب سيميوني بأتلتيكو مدريد، والتي تعتمد على الترقب والدفاع على المرمى باستماتة وتركيز تام.


أما في ميونيخ، فالأزمة التي كانت تحوم حول سماء "أليانس أرينا" منذ أسابيع، أصبحت اليوم فعلية عقب أول هزيمة مني بها البافاري منذ تسلم مهام تدريبه. والسبب لا يكمن في النتيجة فقط، وإنما له علاقة بشكل أكبر مع المستوى الذي ظهر به الفريق في الأسابيع الأخيرة، وفيها افتقد بايرن تماما للقوة التي عرف بها الفريق أيام بيب غوارديولا أو حتى التنسيق الهجومي الأفقي الذي ميّز طريقة لعبه في الأسابيع الأولى لأنشيلوتي في ميونيخ.


بايرن الذي لعب أمام دورتموند كان فاقدا لروح الفريق، ونجومه لعبوا بشكل فردي لا يجمعهم سوى قميص واحد كانوا يحملونه (تشابي ألونسو وريبري كمثال)، وأكبر تحدٍ سيواجه أنشيلوتي الآن، استعادة اللحمة البافارية، وسواء خاب أو أصاب هذا المدرب، فإن العملية في حد ذاتها ستلهب المنافسة بشكل أكبر، وسيزداد مستوى الإثارة على الملاعب، لحسن حظ المتابعين!

طاغات متعلقة