المغرب.. حين تتحول الرؤية إلى واقع كروي عالمي - Elbotola - البطولة

المغرب.. حين تتحول الرؤية إلى واقع كروي عالمي

أحمد لمام - الصحفي الموريتاني المتخصص في الكرة الافريقية
21 أكتوبر 2025على الساعة14:15

في زمنٍ تتسابق فيه الأمم لبناء أمجادها الرياضية، استطاعت المملكة المغربية أن تكتب فصولًا جديدة من التاريخ، جاعلةً من كرة القدم مشروع دولة لا مجرد لعبة.


ومن خلال سياسة رياضية حكيمة يقودها جلالة الملك محمد السادس، وبإدارة تنفيذية متبصّرة تحت رئاسة فوزي لقجع، تحوّل الحلم المغربي إلى منظومة كروية متكاملة تُضرب بها الأمثال في إفريقيا والعالم.

رؤية ملكية وإرادة وطنية

منذ إطلاق الرؤية الملكية لتطوير الرياضة، وُضع الإنسان المغربي في قلب المشروع.كانت الفكرة بسيطة في ظاهرها، عميقة في جوهرها: الاستثمار في التكوين والبنية التحتية لصناعة جيل قادر على تشريف الراية المغربية في المحافل العالمية.

واليوم، تجني المملكة ثمار تلك الرؤية عبر نجاحات متتالية على جميع المستويات — من المنتخب الأول الذي أبهر العالم في مونديال قطر 2022، إلى تتويج منتخب الشباب بكأس العالم تحت 20 عامًا لأول مرة في التاريخ.

فوزي لقجع.. القائد الإداري للنهضة

منذ توليه رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعاد فوزي لقجع صياغة مفهوم التسيير الرياضي في القارة الإفريقية.


لم يكن النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة عمل مؤسسي متواصل جمع بين الحوكمة الرشيدة، والاستثمار في الكفاءات، والانفتاح على التجارب العالمية.

أنشأ لقجع منظومة مالية وإدارية صلبة، وأطلق مشاريع كبرى لتطوير كرة القدم النسوية والناشئة، ليجعل من المغرب قوة إفريقية صاعدة تنافس بثقة على الألقاب القارية والعالمية.

البنية التحتية.. مفخرة القارة

لم تبخل المملكة في الإنفاق السخي على تطوير البنية التحتية الرياضية.من مركب محمد السادس لكرة القدم، الذي يُعد من بين الأفضل عالميًا، إلى الملاعب الحديثة في الدار البيضاء وطنجة وأكادير والرباط ومراكش، أصبح المغرب جاهزًا لاحتضان كبرى البطولات الدولية، وفي مقدمتها كأس أمم إفريقيا 2025.

كما أولت الجامعة عناية خاصة بالأكاديميات والمدارس الجهوية للتكوين، حيث يُعد اللاعب المغربي منذ الصغر وفق مناهج علمية حديثة، تحت إشراف مدربين مغاربة وأجانب من أعلى المستويات.

ثمار المشروع: جيل 2030

تتويج المنتخب المغربي لأقل من 20 عامًا بكأس العالم للشباب جاء تتويجًا لسنوات من العمل المنهجي المتواصل.

هذا الجيل الذهبي يُعتبر النواة الأساسية للمنتخب الذي سيمثل المملكة في كأس العالم 2030، الذي ستنظمه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

إنه جيل تخرّج من مدارس تكوين عالية الجودة، ونشأ في بيئة رياضية حديثة تجمع بين الاحتراف، والانضباط، والانتماء الوطني.

ما تحقق في المغرب ليس صدفة، بل نموذجا لدولة آمنت بأن كرة القدم يمكن أن تكون وسيلة لبناء الإنسان وتعزيز صورة الوطن وتوحيد الشعور القومي.

لقد قدّم المغرب للعالم قصة نجاح عربية إفريقية تُدرّس في إدارة الرياضة، وفي كيفية تحويل الرؤية إلى إنجاز، والحلم إلى واقع.

أخبار ذات صلة