أيوب الكعبي
حوار خاص/ الكعبي لـ"البطولة": "الانضباط والتّصالح مع الذّات والله تعالى من عِناصر النجاح وعلاقتي بالنصيري ورحيمي مميزة للغاية"
لم يُخفِ أيوب الكعبي، نجم أولمبياكوس اليوناني، فخره بالموسم الذي وقَّع عليه وكلّله بإحراز لقب دوري المؤتمر الأوروبي، لافتاً إلى أنه ظلَّ على الدوام مؤمنا بقدرته وآملا التوفيق من الله.
وقال مهاجم المنتخب المغربي في حوارٍ أجرته معه "البطولة"، إن الاندماج في نادي أولمبياكوس تم سريعا، مُعيداً الفضل إلى مواطنه يوسف العربي، مُضيفاً أنه سيحاول الخلود للراحة في الوقت الحالي قبل الحسم في مستقبله.
وشدَّد الكعبي على متانة العلاقة التي تجمع بين أفراد المنتخب المغربي، خاصّاً بالذكر صِلته بالمهاجميْن يوسف النصيري وسفيان رحيمي المبنية على الأخوة والاحترام والتعاون.
وفي ما يلي حوار "البطولة" مع أيوب الكعبي:
-أمضيت على موسم مُميِّز حقّقت فيه إنجازات استثنائية في مسارك، ما هو تقييمكم الشّامل للاستحقاقات التي خُضتها هذا الموسم.
الحمد لله، قضيت موسما رائعاً تخلّله التتويج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي، المُهمة كانت شاقَّة لكن حمدا لله ارتكزت على العزيمة والاجتهاد وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى كان الرِّهان ناجحا، أتمنى ألا يكون هذا الموسم سوى البداية وأن تكون المُكتسبات أكثر فأكثر في المواسم القادمة بإذن الله.
-ما هي الأسرار والمبادئ التي استندت عليها لتُقدّم هذه المستويات المُذهلة؟
ليس هناك أسرار بقدر العَمل والاشتغال والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، أجتهد منذ سنوات والمكافأة تأتي من الله في الوقت المناسب، ينبغي على المرء أن يكون فقط مُدركا لهدفه ويُسطِّر مخططات واضحة ويجتهد فيها، والكمال يأتي من الله تعالى.
-كيف جاء قرارك بالانتقال إلى أولمبياكوس في الصيف الفارط، هل كان الاندماج هناك صعباً؟
توكَّلت على الله سبحانه وتعالى واستقريت في الصيف على الذهاب إلى اليونان وخوض تجربة جديدة، من بعد الله سُبحانه وتعالى أشكر يوسف العربي، لقد أدخلني في الأجواء العامة هناك، أُقدّم له الشُّكر الجزيل وأنا مُمتن له، ساعدني كثيراً وقد اندمجت بسرعة، أُوجِّه له التحية من هذا المنبر. الحمد لله كُتب لي أن أُحقّق ما قَدِمت من أجله، وأتمنى ألا تتوقَّف المسيرة هنا.
-كيف ترى أهمية الانضباط والعقلية الاحترافية في منظومة نجاح اللاعب؟
بالفعل، النِّظام يجب أن يسود نمط عيش اللاعب المُحترف على جميع الأصعدة، سواء من حيث الطّعام أو النوم وغيرها من الجزئيات التي ينبغي أن يَحْكُمها الانضباط. هذه القاعدة ظللت أشتغل بها منذ بداية مساري الكروي، وكُنت أدري ما يتطلَّبه الأمر من تضحيات، الاستمرارية تلعب دورا مهما والمكافأة من الله تظهر في الوقت المناسب، وهذا ما حدث لي، آمل أن أُواصل على هذا المنوال بهذه المستويات إلى آخر مشواري الكروي.
-لاحظ المُتابعون وثاقة العلاقة بينك وبين يوسف النصيري وسفيان رحيمي داخل المنتخب المغربي، حدِّثنا عن ذلك؟
علاقتي بيوسف وسفيان مميزة للغاية، نحن قريبون من بعضنا البعض، علاقة يُحرِّكها مبدأ الأخوة والأسرة، وهذا كُلُّه يَصُبُّ في صالح المنتخب المغربي والجماهير المغربية.
كما أن العلاقة بين المدرب واللاعبين جيدة للغاية، نحن إخوة وعائلة، إنّ الصِّلة التي تربطنها أخوية ومبنية على الاحترام، كل من شارك ولعب يُقدّم المأمول منه والإضافة للمجموعة، العُنصر الأهم والأساسي هو أن نُشاهد منتخبنا في القمة ونُعطيه ما هو مُنتظر منا على أرضية الملعب، لإسعاد الجماهير المغربية وتشريف هذا الوطن الذي نُحِبُّه جميعاً ويسري في دمائنا عِشقه.
-هل حسمت في مستقبلك ونحن نَدري حجم الاهتمام الذي تحظى به من أندية كثيرة؟
في الواقع، مسألة البقاء أو المُغادرة لا يعلم مستقبلها إلا الله سبحانه وتعالى، نحن نبذل ونجتهد والكمال على الله، ارتأيت حالياً الخلود إلى الراحة وبعد عودتي سأُفكِّر في القرار المناسب لي ولمستقبلي الكروي.
رسالة أخيرة مفتوحة..
أُوجِّه الشُّكر الجزيل للجماهير المغربية التي تدعمني ولازالت في السّرّاء والضّرّاء، ما أطلبه من النّاشئة وحتى الكِبار هو العمل والاجتهاد وعدم ادِّخار أي جُهد والتوفيق يأتي من الله سبحانه وتعالى في آخر المطاف.
رسالتي هي عدم الاستسلام، العقبات التي تُصادفنا هي جُزء من الحياة، على المرء فقط أن يجتهد لتجاوزها، بالعزيمة والإرادة والتصالح مع الذات والله سُبحانه وتعالى والوالديْن يُمكن التغلُّب على أي شيء.