يوسف مختاري
حوار خاص/ يوسف مختاري لـ"البطولة": "تشبث الجامعة بالركراكي يعكس بُعد نظرها وأضع المغرب في المقام الأول لوضع تجربتي رَهن إشارته"
تحدّث الدولي المغربي، يوسف مختاري، عن طموحاته في الاشتغال ضمن مجال التدريب داخل الكرة المغربية، مُعرّجاً في الوقت نفسه على خبرته في الميدان وما راكمه في الكرة الألمانية من خلال التجارب التي خاضها هناك كمؤطر ومدير رياضي.
وقال نجم "أسود الأطلس" في نهائيات كأس أمم أفريقيا "تونس 2004"، إنه يؤيد الإبقاء على وليد الركراكي مدرباً للمنتخب المغربي الأول، لافتاً إلى أنه جلب الكثير من المكتسبات للكتيبة المغربية من بينها روح التلاحم والانسجام وكذلك القتالية.
وعبّر مختاري عن رغبته في خوض تجربة الاشتغال كمؤطر ومدرب في الكرة المغربية، مؤكداً أنه حاز من أجل ذلك على "دبلوم كاف A" وخضع للعديد من التكوينات الأخرى، قبل توجيه شكره إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع وأيضاً الإطار فتحي جمال.
وفي ما يلي حوار "البطولة" مع يوسف مختاري:
- بداية، كيف تابعت مسار المنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم أفريقيا "الكوت ديفوار 2023"؟
كانت هناك انتظارات كبيرة بعد بلوغ نصف نهائي كأس العالم، وعقب المباراة الأولى التي انتصرنا فيها بثلاثة أهداف، كنا نُمنّي النّفس بالذهاب بعيداً في المسابقة، خاصة أن منتخبات كبيرة أُقصيت من الدور الأول، لكن للأسف لم يحدث ما كنا نأمله.
كأس أمم أفريقيا مسابقة صعبة للغاية ومختلفة عن كأس العالم، سواء من حيث ظروف الممارسة أو المناخ، وفي بعض الأحيان فإنك تحتاج إلى الحظ للوصول إلى ما تُريده، في كل الأحوال، الشعب المغربي يستحق لقباً ثانياً في هذه المنافسة.
كنت أتوسم خيراً في الانتصار الأول الذي حقّقه المنتخب المغربي في المباراة الأولى أمام تنزانيا، كنت أعتقد أن هذا الفوز سيُعطي الحماس والثقة الكافيتيْن للمجموعة، مثلما منحنا الانتصار الذي حصدناه في المقابلة الأولى أمام نيجيريا في كأس أفريقيا سنة 2004، لكن للأسف لم يحدث ذلك.
- كيف ترى قرار التشبث بخدمات المدرب وليد الركراكي على رأس العارضة الفنية للمنتخب المغربي؟
طرح هذا السؤال وهذه المسألة يبدو غير منطقياً، فما حققه وليد مع المنتخب لم يسبق لنا أن حظينا به، لقد زرع الروح القتالية ومبادئ الانسجام والتناغم داخل المجموعة، إنه أجاد تدبير غرفة تغيير الملابس رغم اختلاف بلدان المهجر التي أتى منها اللاعبون، إنه مكتسب مهم جلبه وليد ولا يجب الاستهانة به.
الركراكي ازداد في أوروبا ومارس فيها ولذلك فهو يعرف العقلية الأوروبية، كما أنه جاور المنتخب المغربي كلاعب واشتغل رفقة الفتح والوداد وبالتالي هو على دراية كذلك بالعقلية المغربية، من غير المنطقي طرح مسألة المواصلة مع وليد، واتخاذ الجامعة هذا القرار يدل على أنها تتوفر على بُعد نظر واطلاع ومعرفة كبيرتيْن باللعبة.
-هل لازلت على تواصل مع اللاعبين السابقين الذين جاوروك في المنتخب المغربي؟
نعم، أتواصل بشكل منتظم مع اللاعبين الذين جاوروني مثل يوسف حجي ونور الدين النيبت ومروان الشماخ، تجمعنا علاقة جيدة للغاية، وقد أجرينا مع بعضنا البعض التكوينات الخاصة بالتدريب داخل مركب محمد السادس لكرة القدم.
-أي دور يُمكن أن يلعبه ويضطلع به اللاعبون المغاربة السابقون في تطور الكرة الوطنية؟
اللاعبون السابقون لهم من الخبرة ما يكفي لإفادة الكرة المغربية، لقد عاشوا تجارب مهمة في مسارهم وبإمكانهم تقديم الكثير للكرة الوطنية، وهذا ما جعل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تفتح المجال للدوليين السابقين كي يجروا تكوينات خاصة بالتدريب، وهنا أود تقديم الشُّكر لرئيس الجامعة السيد فوزي لقجع على الفرصة التي أتاحها لنا، كما أشكر السيد فتحي جمال الذي استفدنا منه كثيراً طيلة هذه الفترة.
- حدّثنا عن المسار الذي بدأته في عالم التدريب؟
كانت لدي إمكانية إجراء تكوينات في أوروبا، لكن حين جاءت مبادرة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن طريق رئيسها السيد فوزي لقجع، اخترت تلقائياً الخضوع للتكوينات في المغرب، حصلت على دبلوم "كاف A" حمداً لله، كنت أود إعادة جزء من الفضل الذي قدّمته لي الكرة المغربية، هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أجري تكويناتي في المغرب وليس في أوروبا، أود خِدمة بلدي وتقديم الخبرة التي راكمتها كلاعب لصالح الكرة المغربية وتسخيرها من أجلها.
- أين ركّزت اهتمامك ومجال اشتغالك بعد اعتزال اللعب؟
اشتغلت كمدير رياضي لنادٍ ألماني يُمارس في دوري الدرجة الرابعة قبل ثماني سنوات، ومنذ ست سنوات أتوفر على أكاديمية لتكوين اللاعبين اليافعين والشباب، حمدا لله راكمت التجارب والأدوات التي تُمكنّني من تقديم الإضافة للكرة المغربية ومنتخب بلدي، ألاحظ دينامية كبرى تنخرط فيها الكرة الوطنية وأود المُساهمة فيها.
- ختاما، كيف هي علاقتك بالجماهير المغربية وما هو الإحساس الذي ينتابك حينما يُقابلك المغاربة بكل هذا الحب؟
شعوري لا يُوصف حينما أتواجد في المغرب والجماهير تطلب مني التقاط صورة معي، إنهم يستحضرون مسارنا في نهائيات كأس أمم أفريقيا سنة 2004، هذا يدل على أن المغاربة لا ينسون أي شيء قدّمته للبلد، وهذا ما يدفعني إلى الحرص على الاشتغال في بلدي والمساهمة في تطوره.