إيدير ميليتاو
ميليتاو: "رسالة إليَّ أنا الطفل الصغير.. سؤال والدتك مكَّنك من خوض نهائي دوري الأبطال"
كسر البرازيلي إيدير ميليتاو قلب دفاع ريال مدريد، حاجز صمته وأفصح عن مشاعره وكل ما شعر به طوال مسيرته منذ بداياته الأولى، إلى غاية وصوله لمعقل "سانتياغو بيرنابيو".
وعبر ميليتاو عن كل ما يخالجه في رسالة نشرتها منصة "Theplayerstribune" حيث كتب إيدير رسالة إلى شخصه الأصغر سنا وعنونها بـ "رسالة إلي أنا الصغير".
وافتتح ميليتاو حواره مع نفسه قائلا: "مرحبًا إدير! نعم، أنا أتحدث إليك. لا تقلق فأنت لم ترتكب أي خطأ. أنا هنا لأخبرك بشيئين سيحدثان في حياتك ربما لن تصدق أيًا منهما لكن أريدك أن تثق بي. أعلم أنك أكثر طفل يلتزم الصمت في حيك، وعلى الرغم من أن والدك لاعب كرة قدم سابق، فأنا أعلم أن لعب كرة القدم لا يناسبك كثيرًا".
واسترسل: "أنا لا أعني أنك لا تستمتع بها، مُطْلَقاً؛ أنت فقط لست متحمسًا حتى الآن، حسنًا، لدي بعض الأخبار لك يا صديقي، ستنخرط في كرة القدم لدرجة أن حياتك ستتغير بالكامل، وسأخبرك بالمزيد، إيدير: ستصبح اللعبة مهمة للغاية بالنسبة لك وستغادر منزلك بسببها، لكن لا تقلق كثيرا، كل هذه التغييرات ستجلب لك الكثير من السعادة، ولعائلتك وأصدقائك أيضا، وسيحدث هذا في وقت أقرب مما تتخيل".
وتحدث ميليتاو عن واقعة طريفة راسخة في ذاكرته وقال: "حتى والدك لا يعرف ما يمكنك فعله بالكرة، حتى أنك في الواقع، ستسمعه يقول شيئًا سيبقى في ذهنك إلى الأبد، ستصبح هذه مزحة بينك وبين أصدقائك 'أنا لا أعرف حقًا ما إذا كان يمكنه اللعب جيدًا'. حين ستلتحق بمدرسة كرة القدم سيصاب والدك بالصدمة".
وعن معاناته واشتياقه لوالديه كتب ميليتاو: "سوف تبكي كثيرًا، لا، لن يقوم أحد بإساءة معاملتك أو مضايقتك، سيقبل المدربون التعرف على موهبتك لكن قلبك لن يكون مطمئنا، ستشعر بعدم الاستقرار وانعدام الأمن بسبب افتقادك لوالديك، لن يكون الأمر سهلاً يا صديقي، لن أكذب عليك".
وأردف ميليتاو متحدثا عن بالرغبة في التراجع والاستسلام: "سيأتي يوم تفكر فيه في التخلي عن كل شيء، لن ترغب بعد الآن في أن تكون لاعب كرة قدم محترف، ولن ترغب بعد الآن في الابتعاد عن أصدقائك وعائلتك. ولكن بعد ذلك ستطرح عليك والدتك سؤالاً لا يمكن أن يسأله إلا من يعرفك جيدًا وستقول 'أليس هذا ما تريده؟'، عندما ستسمع ذلك، فجأة سترى ما يحدث لك من منظور مختلف ستقدر أكثر فأكثر تعليقات المدربين الذين يثنون على لعبك".
وتحدث البالغ من العمر 24 عاما، عن استدعائه الأول لفئة شباب منتخب البرازيل: "اللعب للمنتخب سيعزز هذا الشعور الذي كنت تشعر به بالفعل، من تلك اللحظة فصاعدًا ستعرف أنك تريد أن تكون لاعب كرة قدم، وهذا اليقين سيغير الطريقة التي تتعامل بها مع هذه الرياضة، أعلم أنك لعبت بالفعل بثقة كبيرة، لكن خارج الملعب سيصبح تفانيك والتزامك كاملاً، أنا أتحدث عن أشياء مثل التحضير البدني والتغذية والتعافي".
وأتمم: "سأخبرك بحدث سيبقى في ذهنك، إنه أول استدعاء مع المنتخب الأول للبرازيل قبل بضع سنوات، كانت الطريقة الوحيدة التي يمكنك اللعب بها مع داني ألفيس وتياغو سيلفا وكاسيميرو ونيمار... عندما يتحقق هذا الحلم لن تصدق ذلك وعلى الرغم من حماسك لن تصاب بدهشة النجوم لكن عندما تتدحرج الكرة، تلعب بثقة، بغض النظر عن مدى شهرة زملائك في الفريق سيكون هذا مهمًا جدًا للخطوة التالية في حياتك المهنية".
وأفصح: "الآن ذلك الفتى الذي لا يعرف ما إذا كان يريد أن يلعب كرة القدم، سيلعب في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول... لحسن الحظ طرحت والدته هذا السؤال في ذلك اليوم: 'أليس هذا ما تريده؟' حسنًا، نعم، كان هذا ما أراده الشاب ميليتاو: لعب كرة القدم".
وتابع: "كما ترون الطفل الذي لم يهتم بكرة القدم سيدخل خطط ريال مدريد، أكبر ناد في العالم، قبل التوقيع على العقد ستكون على وشك التوقيع مع نادٍ كبير آخر، ولكن سيخبرك والدك باقتراح ريال مدريد، سيكون بجانبك في غرفة الملابس سيرخيو راموس وفاران ومارسيلو وداني كارفاخال، ستبتسم. ستتعلم أن تترك الانطواء خلفك عندما تدخل الملعب عندما تشعر أنه يتعين عليك الصراخ لتنبيه زملائك في الفريق وتحفيزهم، فلن تتردد لثانية واحدة. سوف تتحدث كثيرًا داخل الملعب أكثر من خارجه... قريباً سيعرف كل مهاجم في إسبانيا أن ميليتاو يلعب بشكل صعب".
وعن خوضه نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول قال: "ستلعب مع أفضل لاعبي كرة القدم في إحدى البطولات الرائدة في العالم، لكن لا شيء يسلب ثقتك بنفسك، سيخبرك والدك بعد الوصول إلى أكبر فريق في العالم، يجب أن تكافح من أجل البقاء هنا. قريباً ستلعب نهائي دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد ما زلت لا أعرف النتيجة، ولكن إذا كنت لا تمانع، فسأقدم لك نصيحة أخرى، إلعب بابتسامة على وجهك".