رافينها نجم ليدز يونايتد
رافينها: "في البرازيل بدوريات 'فارزيا' تكون قريبا من التسجيل حتى تسمع صوت طلقة نارية"
نجح اللاعب البرازيلي رافينها، في التألق مع بداية الموسم الحالي، بقميص فريقه ليدز يونايتد، وهو ما فتح له باب الالتحاق بـالمنتخب البرازيلي، وقد أحرز هدفين في المباراة الأخيرة ضد الأوروغواي (4-1)، في تصفيات كأس العالم "قطر 2022".
وكان البالغ من العمر 24 عاما، قد أجرى مقابلة مع "theplayerstribune"، حيث يوجه اللاعب من خلال هذه المنصة رسالة للجماهير، كاشفا المحطات والصعاب التي واجهها في مسيرته، قبل تحقيق هدفه.
وفي رسالة رافينها، تطرق اللاعب للخطورة التي واجهها في صغره، حيث ترعرع في أحد أخطر الأحياء البرازيلية، وهناك كان يواجه "شبح" الموت في كل مباراة يخوضها في دوريات الأحياء: "تعودت على تلقي تهديدات بالقتل. لقد حدث ذلك في مرات عديدة. نكون في عرفة تغيير الملابس، بإذا بعدد من جماهير الفريق الخصم يطرقون الباب بقوة، أقول يطرقون لكنهم في الحقيقة يريدون تحطيم الباب. يقولون لنا: 'إذا فزتم بهذه المباراة سنقتلكم. لن تخرجوا من هنا على قيد الحياة. هكذا كانت الأجواء في مباريات دوريات 'فارزيا'".
وتعتبر دوريات "فارزيا" في البرازيل، من أخطر بطولات الهواة، حيث تجمع بين فرق الأحياء، وتجرى أمام حضور جماهيري، ويحاول أنصار أصحاب الأرض دفع فريقهم للفوز بأي طريقة ممكنة.
وواصل رافينها حديثه في رسالته: "يصعب علي حتى أن أشرح لكم ما هو دوري فارزيا. الناس في البرازيل يفهمون ذلك، ولكن عليك أن تعلب فيه لتفهم المعنى الحقيقي للدوري. في البرازيل هناك الأندية الكبرى، وجميع الأطفال يحاولون الحصول على فرصة دخول الأكاديمية، وهذا يعني الحصول على بعض المال لمساعدة عائلتك، وقد تصبح محترفا. لكن الأطفال الذين لا يحصلون على هذه الفرصة، ينتهي بهم الأمر في دوريات فارزيا".
وأضاف: "في هذه البطولات، يمكن لأي شخص أن يلعب دون أن يكون لديه عقد. المباريات تلعب على الطين والحرارة مرتفعة إضافة إلى الرمل... سيأتي شخص بالكرة من منزله لتلعب المباراة. في الكثير من الأحيان لا تكون هناك شباك، ونعتمد فقط على الأعمدة. هناك فرق تلعب بدون أقمصة وهؤلاء غالبا هم المرفوضون ويلعبون بغضب شديد، كأنها مباراة من أجل البقاء على قيد الحياة. لحسن الحظ، التهديدات بالقتل كانت مجرد تهديدات فقط. كنا نعلم أن بعض الجماهير يحاولون فعلا الحصول على رؤوسنا، لكن غالبا ما يكون هناك زعماء الأحياء الذين يحضرون المباريات ومعهم أسلحة نارية (يسيطرون على الوضع). قد تكون قريبا من التسجيل حتى تسمع صوت طلقة نارية. يمكنني القول، أنه من يلعب في دوريات فارزيا يمكنه أن يلعب في أي مكان في العالم. حتى لو كانت هناك مباراة قمة في أوروبا لا أحد يهتم بها. لا يهم إن كنت سألعب في ملعب به 90 ألف متفرج. أنا فخور لأنني لعبت في الكثير من دوريات فارزيا. وبصراحة، أحببت الأجواء هناك. تلك المواجهات جعلت مني شخصا قويا. عندما ألعب الآن، أريد أن أتلقى صيحات الاستهجان. أريد أن أعيش الضغط والترهيب. هذا ما يدفعني نحو الأمام".
وأشار رافينها: "كانت لدي عائلتين، واحدة في المنزل والأخرى في الشوارع. عندما تكبر في مكان مثل 'ريستينغا'، وهو 'فافيلا' في بورتو أليغري، تتعلم بسرعة أنه لا يمكنك أن تعيش حياتك بمفردك. يصبح أصدقاؤك مثل عائلة ثانية. أنت تعلم أنه عاجلاً أم آجلاً سيحتاجون إلى مساعدتك، وستحتاج إلى مساعدتهم أيضًا. أنا لا أتحدث عن إنقاذ بعضنا البعض من الموت وعصابات المخدرات. في كثير من الأحيان كانت الأمور تتعلق بالأشياء الصغيرة. المنطقة التي كنا نعيشها، تقع بعيدا عن ملعب المباريات، لذا أحيانا يتعين علينا المغادرة في الصباح والعودة إلى المنزل ليلاً. بالكاد كنا نتناول الطعام. لذلك إذا كان بإمكان صديق مشاركة بعض الطعام معك بعد المباراة، فلن تضطر إلى العودة إلى المنزل جائعًا. في أحيان أخرى لم أتمكن من تحمل تكاليف السفر على، مما يجعلني أبكي. لكن قد يكون لدى أحد الأصدقاء أم يمكنها تحمل تكلفة تذكرة الحافلة الشهرية، وفجأة أصبح على ما يرام. عندما لم يكن لدى أي منا طعام، كنا نطلبه من الغرباء في الشوارع. المشكلة هي أن بعض الناس كانوا خائفين منا. فكر في الأمر: لقد لعبت للتو كرة القدم، أنت متسخ ومتعرق، ربما لديك بعض الندوب والكدمات في وجهك. يظنون أننا نريد سرقتهم. إنه أمر محزن، لأن كل ما كنا نريده هو تذوق الطعام. نادرا ما كنت أضطر إلى التسول هكذا. والداي عملا بجد لإحضار الطعام إلى المائدة لكننا لم نكن أغنياء. كان منزلنا صغيرًا جدًا لدرجة أنني اضطررت إلى مشاركة غرفة نوم مع والداي وأخي الأصغر - والكلاب والقطط!".
تجدر الإشارة، إلى أن رافينها، بدأ مشواره الكروي مع فريق أفاي البرازيلي تحت 20 سنة، قبل الانتقال إلى غيماريش البرتغالي، حيث لعب أولا مع الرديف ثم تم تصعيده للفريق الأول، الذي منه انتقل إلى سبورتينغ لشبونة ثم ستاد رين الفرنسي، قبل اكتشاف الدوري الإنجليزي الممتاز في صيف 2020، بتوقيعه في كشوفات ليدز يونايتد.