وَذَكّر.. للوداد 5 ألقاب في البطولة لا 21 ولا 16! - El botola - البطولة

لحظة منح الوداد الرياضي درع البطولة الاحترافية "إنوي"

وَذَكّر.. للوداد 5 ألقاب في البطولة لا 21 ولا 16!

م.ز (البطولة)
29 يوليوز 2021على الساعة12:50

يكثر الجدل كل ما حققت لقبا على مستوى ، وذلك حين تتعالى بعض الأصوات التي ترفض رفضا قاطعا تعداد خمسة ألقاب حققها الفريق المغربي قبل الاستقلال، بدعوى أن المغرب لم يكن مستقلا آنذاك، وأن تنظيم البطولة من طرف المستعمر، لا يحق بأي شكل من الأشكال تعداده أو الأخذ به. شخصيا، أرى أن للوداد خمسة ألقاب فقط، وهي التي حققها قبل الاستقلال، لعدة اعتبارات أهمها:


أنها كانت ألقابا في عز الحماية والاستعمار الفرنسي، وَلأَن تحقق لقبا في منطقة خاضعة آنذاك لمستعمر غاشم، كان بمثابة رصاصة في قلب هذا المعتدي، وما سجلات التاريخ وأحاديث من عايشوا تلك الفترة إلا لبرهان على ما ذُكر.


ويكفي أن نذكر حالة واحدة فقط لحجم الغيظ الذي كان يصيب المستعمر آنذاك من كل ما هو مغربي حتى فيما يتعلق بالرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، وذلك حين كان يمنع منعا كليا ذكر أي تشجيع أو هتاف خاص بالوداد، والاكتفاء بمشاهدة اللقاء فقط، ليبتكر المغاربة وقتها فكرة جلب "بطة" للملعب و جعلها تقوم بالمهمة، وهي قول عبارة "واك" بدل المشجعين "المضطهدين" الذين كانوا يعتبرون كل هدف من أهداف الشتوكي أو عبد السلام رصاصة انتقام في صدر المستعمر الذي كان يحضر لملعب "فيليب" وكأنه يحضر لمعركة حرب، تبرزها طريقة تفتيش المغاربة الذين يرغبون في ولوج المدرجات، وإهانتهم كل ما سنحت لهم الفرصة بذلك.


هذا أولا، أما ثانيا، أيعقل أن يكون محمد الخامس رحمه الله واحدا من المتيمين بحب فريق الوداد دون أن يكون لهذا الفريق دور كبير في تجديد روح الوطنية، وإعلاء كلمة الحق عبر لاعبيه وجماهيره كلما كانت الوداد طرفا في مباراة ما طيلة فترة الاستعمار، وما تسميته للفريق آنذاك بوداد الأمة، إلا لدليل على هذا الارتباط الوطني لا الرياضي.


الأكثر من هذا، وبعد أن نال المغرب شرف الاستقلال، نصب الملك الراحل محمد الخامس، ولي العهد آنذاك الحسن الثاني رحمه الله رئيسا شرفيا وقتها، عرفانا وتعظيما لكل ما قدمته مكونات الوداد فترة الاستعمار، بل و نُصب الملك الحالي للبلاد محمد السادس بعدها رئيسا شرفيا لفريق الوداد، حين كان وليا للعهد، فهل يعقل أن يكون  كل هذا اعتباطيا؟


لهذا فألقاب ما قبل الاستقلال هي أكبر قيمة وأعظم مكانة في قلوب وطنٍ عمره آلاف السنين، وليس 59 سنة فقط، وكانت هذه الألقاب بمثابة البلسم لجراح مغاربة عانوا الاضطهاد والبؤس والإهانة من كل ما هو فرنسي، فكان أبسط رد هكذا: "نحن أبناء هذا الوطن قادرون على إثبات الذات وتحقيق المراد، والتفوق في مجالات أخرى كالرياضة وغيرها رغما عن أنوفكم"، وهي رسائل مشفرة آنذاك كانت تنذر المستعمر بما هو آت، ومنها جاء الاحتفاء بالطّرابيش لإيصال رسائل المقاومة والانتماء الوطني للمستعمر وقتها.


إن كل الأندية التي شاركت قبل الاستقلال في المنافسات الرياضية المحلية التي كانت تحمل مسميات مغربية رغم تنظيمها من طرف المستعمر، لعبت دورا كبيرا في تحفيز المغاربة وبث الأمل فيهم، وتمثيلهم لدى هذا المستعمر أحسن تمثيل بصورٍ نضالية وجهادية، كالوداد و و و و و وغيرها من الفرق التي كانت تلعب لأجل الوطن، وأُسست لحمل علمه من فوق علم فرنسا، في فترة كانت فيها الرياضة جهادا ونضالا وتضحية، لا فرجة وجمعا للأموال ومتعة كما اليوم.


لن نعود لما قالته الـ"فيفا" ولا الـ"كاف" ولا حتى الجامعة، بشأن هذا الموضوع، والتي حسمت الجدل بشكل نهائي في أوقات سابقة، بل سنعود لضمائرنا وتاريخنا ووطنيتنا ولهويتنا أيضا، والتي لا يمكن أن تطمس حقائق تعِب المغاربة في بنائها وإحيائها والافتخار بها، بعيدا عن أي تعصب أو مزايدات "بيزنطية" قد لا تنتهي أبدا.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة