وليد الركراكي
الركراكي والإخفاق في محطته القارية مع الدحيل.. هل استفاد الإطار الوطني من الاشتغال بعيداً عن الضغوطات رفقة الفتح؟
أخفق وليد الركراكي في أولى تجاربه التدريبية خارج أرض الوطن، ومُني مدرب الفتح الرياضي السابق بخيبة أمل كبرى، إثر خروج فريقه الدحيل القطري من دور مجموعات مسابقة "دوري أبطال آسيا"، بعد هدف قاتل استقبله في آخر الدقائق من التعاون السعودي الذي تسلّم الفرنسي باتريس كارتيرون مقاليد قيادته حديثاً.
وظلَّ الإطار الوطني بمنأى عن الضغوطات على امتداد ست سنوات تولى فيها تدريب الفريق الرباطي، وقد حقّق معه نتائج إيجابية، بحيازة لقبيْ "كأس العرش" و"البطولة الاحترافية - القسم الأول"، فضلاً عن الوصول إلى نصف نهائي "كأس الكونفدرالية" في مناسبتيْن.
وخَسِر الدولي المغربي السابق الرّهان في أولى تحدياته القارية خارج الكرة المغربية، بإقصاء الدحيل من "دوري الأبطال"؛ وهي المنافسة التي كان يُعلّق عليها النادي القطري آمالا عريضة، وانتدب من أجلها لاعبين وازنين، مثل المهدي بنعطية وماريو ماندزوكيتش الذي رحل بعد بضعة أشهر من قدومه.
وتتهدّد الركراكي مقصلة الإقالة من مهامه داخل الدحيل، بناءً على ما أوردته وسائل إعلام قطرية، عقب ثمانية أشهر فقط من استلام دفة الإدارة الفنية للفريق، الذي أكمل معه المغربي الموسم الفارط رحلة التتويج بـ"دوري نجوم قطر"، بعدما وجده متصدراً للمسابقة.
ويبدو أن الاشتغال بعيداً عن الضغط في الفتح الرياضي أسعف الظهير الأيمن السابق لـ"أسود الأطلس" ووفّر له أجواءً مثالية للعمل، بخلاف محطته مع الدحيل التي كان مُلزما فيها بالارتقاء إلى سقف الطموحات العالي، وحصد إنجازات محلية وقارية أنفق لتحقيقها النادي ملايين اليوروهات.
وتحوم التساؤلات حول مستقبل الركراكي بعد خروجه المتوقع من الدحيل، وإن كان سيعود للإشراف على أحد الأندية الوطنية في محطته القادمة، خاصة أنه خلّف سجلاً إيجابيا مع الفتح في الست سنوات التي أمضاها رفقة أحد أندية العاصمة الإدارية.
وسبق للركراكي الاشتغال في الإدارة الفنية للمنتخب الوطني المغربي، وذلك بصفة مساعد للناخب الوطني سابقا رشيد الطاوسي، إلى جانب الإطار الوطني رشيد بنمحمود، في تجربة لم تستمر طويلاً، عقب فشل "الأسود" في عبور دور المجموعات من "كأس أمم أفريقيا" سنة 2013 والتعثر في الإقصائيات المؤهلة إلى "كأس العالم" نسخة 2014.
ويحتاج مساعد مدرب المنتخب الوطني سابقاً إلى تحدٍّ جديد يرفع به أسهمه التي انخفضت جراء الانتكاسة التي تجرّعها مع الدحيل؛ وهو ما سيُلزمه باختيار محطته القادمة بعناية، بغرض كسب رهانها والانبعاث من جديد كمدربٍ لديه ما يُقدّمه في عالم المستديرة.