مسؤولون عراقيون يكشفون أسباب "محاصرتهم" فيروس "كورونا": "نواجه الوباء بإمكانيات بسيطة.. ووعي المواطن هو العامل الرئيسي في إنقاذ البلاد"
بدأ العراق في السيطرة تدريجيا، على "فيروس كورونا"، ويتوقع مسؤولون، أنه سيتم "احتواء" الوباء خلال الأيام القادمة، إذا استجاب المواطنون لنداء السلطات، والتزموا بالبقاء في بيوتهم.
وأصبح العراق، يسجل انخفاضا في عدد المصابين بالوباء، بحيث سجلت أمس الثلاثاء 22 إصابة جديدة، أما يومه الأربعاء، فسجلت 15 إصابة، وفق ما أكدته وزارة الصحة، علما أن العدد الإجمالي للمصابين، يفوق 1,410، مقابل 79 حالة وفاة.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، عدنان نوار، في اتصال هاتفي مع 'العربي الجديد': "العراق يتجه نحو السيطرة على الوباء، لكن المخاوف ما زالت قائمة، ولهذا يجب مواصلة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها خلية الأزمة الحكومية"، مبينا أن "أنظمة صحية متطورة وقعت في مشاكل كبيرة خلال مواجهة كورونا، والعراق يعاني القطاع الصحي فيه من نقص عدد المستشفيات، وغياب المستلزمات الصحية، لكنه قادر على تجاوز الأزمة من خلال سلسلة الإجراءات الوقائية التي اتخذت في بداية انتشار الوباء".
وأوضح ذات المتحدث، أن العراق نجح في مواجهة الفيروس، من خلال إجراءات العزل وإغلاق البلاد، "فضلا عن التزام المواطنين بتطبيق حظر التجوال والحجر المنزلي. إذا حافظ العراق على انخفاض الأرقام حتى نهاية الشهر الحالي، فسيكون قد سيطر بشكل كامل على الوباء".
وأوضح نازك الفتلاوي، مدير الصحة العامة في دائرة صحة بغدادأن العراق يملك سجلا تاريخيا في التعامل مع الأوبئة، كما أشار أن النظام الغذائي لبلاده، ساهم في تقوية المناعة لدى المواطنين.
"العراق لديه سجل طويل من التعامل مع الأوبئة، وهذا سبب في استيعاب القطاع الصحي للوباء، كما أن النظام الغذائي في العراق لعب دورا مهما في تعزيز مناعة المواطنين الذين التزموا بقرار حظر التجول. لو أن العراق لم يتخذ الإجراءات الوقائية بشكل استباقي لفقد السيطرة على الوباء، وانهار النظام الصحي بشكل كامل"، يقول نازك لـ"العربي الجديد".
كما أن جعفر صادق علاوي، وزير الصحة العراقي، كان قد أكد في تصريحات سابقة للتلفزيون المحلي، أن بلاده قد تواصل فرض الحجر الصحي إلى غاية يونيو، وقال: "حققنا نجاحا في مواجهة الفيروس، لكنه ما زال يشكل خطورة. أقدر معاناة المواطنين بسبب حظر التجوال، ونطالبهم بالصبر حتى منتصف ماي المقبل، أو بداية يونيو، ونعتقد أن العراقيين سيضطرون للبقاء في بيوتهم خلال شهر رمضان لأن الخطر ما زال مستمراً".
ورغم معاناة القطاع الصحي للعراق، إلا أن حسن خلاطي، عضو خلية الأزمة في البرلمان العراقي، أكد أن وعي الشعب، هو من ساهم في عدم تفشي الفيروس. وقال في تصريحات لـ'العربي الجديد': "السيطرة على الوباء تعود إلى عاملين، الأول هو الإجراءات الوقائية الاحترازية، والثاني وعي المواطن العراقي في التعامل مع الفيروس الخطير الذي استهانت به بعض شعوب العالم قبل أن يهددها بقوة. العراق يعد من الدول الناجحة في مواجهة فيروس كورونا، وسنعلن قريبا الانتصار الكامل على الوباء رغم الإمكانيات البسيطة للقطاع الصحي والبنية التحتية. يبقى وعي المواطن هو العامل الرئيسي في إنقاذ البلاد".