بسبب "جائحة كورونا" .. "الجالية المغاربية" بفرنسا بين عدم توفر المقابر الإسلامية و استحالة نقل الجثامين إلى الوطن الأم..!
يعاني عدد مهم من الجالية المغاربية بفرنسا، من عدة عراقيل بعد فقدان أحد أفراد الأسرة، في ظل قلة المقابر الإسلامية، مع منع ترحيل الجثامين صوب الوطن الأم بسبب إغلاق الحدود، خلال فترة "جائحة كورونا".
و لم تسلم الجالية المغاربية من "محنة كورونا"، إذ انقطعت السبل بالأموات والأحياء على حد سواء، بسبب تداعيات الجائحة، و فرض العديد من الإجراءَات الجديدة، بهدف التصدي لتفشي الفيروس أكثر.
و وضع مشكل قلة "مربعات الدفن الإسلامية" في المقابر الفرنسية، الجالية المغاربية في حيرة من أمرها، إذ يضطر عدد مهم منهم للبحث مدة طويلة عن حلول، لدفن موتاهم.
ترحيل آلاف الجثامين سنويا من فرنسا صوب البلد الأم
تقدر نسبة ترحيل المهاجرين المقيمين في فرنسا بعد وفاتهم إلى بلدانهم الأصلية بـ"ما بين80 إلى 85 بالمئة"، حسب دراسات فرنسية، إذ أنه يتم نقل الآلاف سنويا، في ظل تشبث المعنيين، بأصولهم رغم البعد الجغرافي.
وأكدت الدراسات أن من بين الجثامين التي يتم ترحيلها كل سنة، أشخاص ولدوا في فرنسا، لكنهم أوصوا أهلهم وذويهم بأن يتم دفنهم في بلدهم الأصلي.
إلى جانب المغرب دول أفريقية عديدة ترفض استقبال الجثامين .. باستثناء الجزائر التي تشترط أن يكون سبب الوفاة غير "وباء كورونا"
تتلقى السلطات الفرنسية، مكالمات هاتفية بأعداد كبيرة، للإعلان عن وفاة جديدة متعلقة بأسر مسلمة سواء بسبب كورونا أو غيرها، مع المطالبة بترحيل الجثمان، إلا أن الظروف الحالية تصعب المأمورية، في ظل رفض العديد من الدول الأفريقية مثل المغرب و تونس و السنغال، استقبال الموتى، باستثناء الجزائر التي تسمح بذلك خلال الفترة الحالية، شريطة أن يكون سبب الوفاة غير "الوباء".
مناشدة السلطات الفرنسية لإيجاد حلول سريعة لقلة المقابر الإسلامية
في ظل عدم توفر أعداد كافية من المقابر الإسلامية، دعا شمس الدين حفيظ ،عميد مسجد باريس ونائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عبر تغريدة في حسابه الرسمي بـ"تويتر"، المسؤولين الفرنسيين، إلى ايجاد حل لهذه المشكلة.
دعم مالي من السفارة المغربية بفرنسا لرعاياها من أجل تنطيم الجنازات
ذكرت تقارير صحفية فرنسية، أن السفارة المغربية في باريس، خصصت دعما ماليا لرعاياها، من أجل تنظيم الجنازات، فيما تعمل العديد من الأسر المقيمة هناك، لتقديم يد العون من خلال حملات التبرع الإلكترونية.
أسرة جزائرية مقيمة في فرنسا فقدت جدها بسبب الوباء ولم تستطع رؤيته أثناء فترة العلاج و بعد الممات..!
إرتباطا بالموضوع، سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الضوء على قصة أسرة جزائرية مقيمة بفرنسا، عانت الأمرين بعد وفاة أحد أفرادها (الجد "عن عمر يناهز الـ85 ربيعا")، إذ نقلت تصريحا بنبرة "حزن شديد" من أحد أحفاد الفقيد، والذي أكد أن العائلة دخلت في فترة من الإكتئاب و الحسرة بسبب عدم رؤية الجد أثناء الفترة التي قضاها في المستشفى ولا مكالمته هاتفيا، و حتى بعد وفاته.
وحاولت الأسرة الجزائرية المذكورة، طرق جميع الأوباب، من أجل ترحيل جثمان الجد إلى وطنه الأم، حسب ماكان قد أوصى به قبل مماته، لاسيما وأنه كان يريد أن يدفن بجانب زوجته في الجزائر "حسب قول الحفيد".
وعلق الحفيد قائلا: "حاولنا بجميع الوسائل و الطرق نقل الجثمان، إذ فكرنا بترحيله عبر طائرة شحن، أو دفنه هنا على أمل نقله إلى الجزائر بعد انتهاء هذه المحنة، لكن ديننا لا يسمح بذلك".
ويذكر أن فرنسا تسجل لحدود اللحظة 143 ألفا و 303 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، مع تسجيل 15.729 وفاة و 28.805 حالة تعافي لحدود اللحظة.