"قصص العزل 4" | "أم مثالية" .. أصيب زميل ابنها بفيروس "كورونا" فأوصلت له الطعام يوميًا
يقضي مُعظمنا حاليًا أغلب وقته في عزلة صحية "حميدة"، تفاديًا لأن يكون طرفًا في إعياء نفسه أو أي شخص آخر من حوله، بالمرض المنتشر في هذه الأيام، والمرتبط بـ"فيروس كورونا" أو كما يطلق عليه علميًا "كوفيد-19".
العزل لم يعد "مزحة" وبات ضرورة حتمية على الجميع، في ظل تزايد أعداد المُصابين بالفيروس يومًا تلو آخر، في شتى أنحاء العالم، ومن أجل محاربة هذا التفشي، وفق ما فرضه المختصون، يجب السيطرة على العدوى، والحد من إصابة المزيد من الأشخاص.
ويعتبر الكثيرون البقاء في المنزل لكل تلك الساعات أمرًا "مُملاً" -وقد يكون كذلك حقًا-، ولكن هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تُفعل من المنزل، للمساعدة على تمرير الوقت، ومن ضمنها سيكون متابعة قصصنا التي سوف نطرحها عليكم من خلال منبر "البطولة" بشكل متعاقب، في محاولة لتسلية وقتكم، بحكايات "شيقة" بخصوص لعبتكم "المُفضلة" كرة القدم.
“قصص العزل 1” | عندما أصبح حمل “الكرفس” في مباريات تشيلسي “جريمة”
قصص العزل 2 | مشجع اقتحم صمت أغرب دقيقة حداد في كرة القدم
قصص العزل 3 | أخطر ملاعب كرة القدم .. مبني على طن من المواد المتفجرة<br/>
القصة الرابعة | أصيب زميل ابنها بالكورونا فطبخت له يوميًا
القصة الرابعة تتحدث عن "أم مثالية"، غلبتها عاطفة الأمومة على رعاية صغارها ومعهم أيضاً رفاقهم، في عطاء قل نظيره، استحق أن يلفت أنظار العالم أجمع.
الموضوع يتلخص في لاعب يدعى "آندي كانون" ينشط بنادي بورنموث الإنجليزي، أثبتت التحاليل الطبية التي خضع لها، تأكيد إصابته بفيروس "كوفيد-19" المنتشر في كل مكان، ليطالبه فريقه وكل من حوله بعزل نفسه تمامًا في المنزل.
وعلى الرغم من إقامته بمفرده في منزله، كان آندي يفتح بابه في كل مساء، ليجد عشاءً ساخناً يبدو أنه محضر في منزل ما! وكأن هناك شخص يريد أن يساعده على مقاومة المرض، واستعادة عافيته في أقرب وقت.
هذا الشخص كان والدة صديقه وزميله في صفوف البومبي "ماري كورتيس"، التي شغلت نفسها بمرض زميل ابنها-رونان-، وأخذت ترعاه، حتى لو كانت تلك الرعاية قد تعرضها لأي خطر، حيث إصابتها بهذا الفيروس في عمرها لن يكون كإصابة شاب في العشرينيات.
ونظرًا لشهرة ماري في أواسط وأحياء بورتسموث "القديمة"، سمع الجميع بالقصة، حتى وصلت إلى الصحافة، التي هرعت للكتابة عن تضحية تلك الأم، التي تتنقل يوميًا مسافة ليست بالقصيرة من بيتها، إلى منطقة "ووتر لوفيلا"، وتأخذ معها طعامًا أعد خصيصًا لزميل ابنها في الفريق، وتعود حاملة الأطباق المتسخة من الليلة الماضي لتغسلها في منزلها.
وحين أجرى معها الصحفيون الحوارات، قالت بكل تواضع لا أرى أي فارق فيما فعلت، أنا أطبخ يوميًا في بيتي لعائلتي، ولن تكون هناك أي مشكلة للأخذ في الاعتبار وجود شخص آخر معهم.
"كنت قلقة ألا يتمكن من إطعام نفسه"
وقالت ماري للصحافة المحلية "في كل ليلة كنت اصطحب عشاء آندي وأذهب لتركه على عتبة بابه .. أتصلت به لأخبره بما أفعله وأسأله عن نوعية الأكل التي يحب، وإذا قال لا لنوع معين من الأكل كنت لأغير برنامج طعام العائلة من أجله، ولكنه كان دومًا يأكل ما نأكله".
وتابعت الأم العطوفة "عادة أتصل به وأقول أنا في الخارج وعشاءك أمام الباب، اترك الطبق المتسخ وسأخذه معي إلى المنزل".
وأضافت "كنت قلقة في حال لم يكن لديه الطاقة ليصنع الأكل لنفسه، يمكن أن يكون مستلقيًا في المنزل من تلقاء نفسه مريض حقاً، ولا يستطيع أن يصنع لنفسه أي شيء".
وشرعت في سرد التفاصيل "في يوم الخميس، أخذت لآندي بعض الشوكولاتة والبسكويت حيث القليل من السكريات، لا أعتقد أنه كان ينتظر أي شيء كبير، آندي يأتي في كثير من الأحيان ويتناول العشاء معنا لأن والدته لا تزال في الشمال، هو ورونان على صداقة وطيدة لذا أخبرته دائمًا بأنني سأعد العشاء من أجله، إنه مثل ابني تمامًا".