مدير مديرية الأوبئة، محمد ليوبي
معطيات "غير شاملة" ومواطنون متسائلون .. السياسة التواصلية لوزارة الصحة حول وباء "كورونا" تُثير الانتقادات
تبدو السياسة التواصلية التي تنتهجها وزارة الصحة حول وباء "كورونا" بعيدةً عن إرضاء الكثيرين، حيث تُخلِّف العديد من المؤاخذات وعلامات الاستفهام، في الوقت الذي يظهر فيها المغاربة متعطشون للإلمام بكافة التفاصيل المرتبطة بفيروس "كوفيد19" داخل المملكة.
ويقتصر تواصل الوزارة المعنية على "عروض" يومية أبعد من أن تكون ندوات صحفية، تُقدَّم فيها بعض التطورات المتعلقة بالحالة الوبائية في المغرب، دون استعراض جميع الحيثيات والمعطيات الكفيلة بإشباع فضول المغاربة إزاء الوضع الصحي في بلدهم.
العروض التي تمتد لثلاث أو أربع دقائق كل يوم، وتُبَثُّ تلفزياً، غالباً ما يعقبها تشكُّل حلقات مفقودة لدى الرأي العام الوطني في عملية الاطلاع على الحالة الوبائية بصورة شاملة، وإدراك واقع الوباء الذي يُعد محط اهتمام كافة فئات المجتمع في المرحلة الراهنة.
وبالإضافة إلى "الوصلات التلفزية" اليومية، تعمد الوزارة المذكورة إلى تحيين عدد الإصابات الجديدة وحالات التعافي والوفيات في بوابتها الرسمية على الأنترنت، وذلك بصورةٍ تُربك المُتابعين، وتُضفي بعض التشويش على إحاطتهم بالوضع الوبائي في المغرب.
وبدل اعتماد مواقيت مُحدَّدة يتم فيها تزويد الرأي العام الوطني بآخر المستجدات، من خلال ثلاثة أو أربعة مواعيد يومية تُقدَّم فيها كافة التفاصيل، تكتفي وزارة الصحة بمواقيت "فُجائية" تُبسط فيها معطيات غير كافية لوضع المتابعين أمام صورة ما يحدث في بلدهم على الصعيد الصحي.
وتظل الوزارة الوصية على القطاع الصحي في حاجة إلى مُراكمة رصيد هائل من الثقة في علاقتها بالمواطن، في ظرفية حساسة للغاية تلعب فيها طبيعة الصِّلة بين الجهات المختصة والمواطنين دوراً حاسماً في تطورُّ الوضع الوبائي في المملكة.