"الوينرز" تصدر تقريرا مفصلا حول مباراة الوداد و النجم الساحلي التونسي وتشرح مضمون "التيفو" الذي تم رفعه في "رادس" - El botola - البطولة

"الوينرز" تصدر تقريرا مفصلا حول مباراة الوداد و النجم الساحلي التونسي وتشرح مضمون "التيفو" الذي تم رفعه في "رادس"

منصف عدي (البطولة)
11 مارس 2020على الساعة22:10

أصدر قبل قليل فصيل "الوينرز" المساند لنادي ، تقريرا مفصلا حول مباراة الماضية، برسم إياب دور ربع النهائي .


و يتضمن التقرير المذكور، أبرز النقاط المتعلقة بالمقابلة، أبرزها شرح مفصل، لمضمون التيفو الذي تم رفعه خلال اللقاء، في ملعب "رادس" بتونس العاصمة.


وفيما يلي نص التقرير:


تقرير أولترا وينرز 2005
إياب ربع نهائي عصبة الأبطال 2019/20 :
النجم الساحلي التونسي # نادي الوداد الرياضي


برسم إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، حل يوم السبت المنصرم على الساعة الثامنة مساء بملعب رادس، نادي وداد الأمة المغربية ضيفا على نادي النجم الرياضي الساحلي. الذهاب كما يعلم الجميع، انتهى بتفوق نادينا بهدفين دون رد، فكان لقاء العودة فرصة لكتيبة ݣاريدو لتثبيت المكتسب، وتزكية أحقية السبق وعلو الكعب، والتأكيد على أن الوداد أزلي خالد، يمرض ولا يموت.


بعد الأداء الجماهيري المتميز في ملعب «دونور»، كان الحماس استثنائيا طيلة الأسبوع، حيث عرفت الملاحة الجوية بين المغرب وتونس حركة غير اعتيادية، ونشاطا دؤوبا غير منقطع. توالت الرحلات وبدا الأمر مرعبا ومخيفا، الشيء الذي دفع بالمسؤولين بدولة تونس، إلى تبني سياسة (زراعة الشك) عبر خطاباتهم الرسمية، للحد أو على الأقل لتخفيف حدة الرحلات والتقليص من عدد الوافدين، في ظل تفشي فيروس كورونا. ونحن نعذرهم لأنهم حتما لو عاشروا أبناء الكورفا، وقاسوا درجة عشقهم لهذا النادي، لأيقنوا حقا أن فدائيي الوداد لن يرهبهم اي طاعون، ولن يمنعهم أي وباء، ولن يوقف زحفهم أي فيروس. ولو لعب الوداد في قاع المحيط، لزاحمنا الحيتان والأسماك، ولاتّخذنا من الطحالب قاعدة لطبولنا، ولجعلنا القعر مدرجا لجحافلنا.


في النهاية، تنقل الوداديون إلى تونس، تنقلوا ليَفُوا بوعدهم الذي قطعوه للوداد، ألا تسير أو تكون وحيدة. وتواجدوا هناك من أجل غاية واحدة ووحيدة، وهي مؤازرة الفريق وتقديم دعمهم الدائم واللامشروط لوداد الأمة. لا نسابق عددا، ولا ننافس أحدا، ولا نتبنى «أسماء التفضيل» في خطاباتنا، كل ما نقوم به هو من أجل الوداد، وليس لنبرهن لأي كان، في أي زمان أو مكان... أننا نحو الأفضل.


أمام بوابة رادس، شكل الوداديون صفوفا طويلة عريضة. كان الأمن التونسي في استقبالنا بوجوه تنبعث منها إشارات على أننا غير مرحب بنا و على أن تواجدنا غير مرغوب فيه. ساد صمت رهيب كأننا في عزاء وفي غياب كلي لأي حوار أو نقاش. على النقيض تماما من المعاملة الطيبة التي يتلقاها التونسيون ببلادنا. فإن كان الجمهور التونسي يلج الملاعب بالمغرب في ظروف جيدة فإننا لم نلق أي شيء من ذلك هناك. فتأكدنا بما لا يدع مجالا للشك بأننا شعب بفطرته مضياف، وأن فن الضيافة ليس في متناول الجميع. أما التفتيش، فقد كان مبالغا فيه جدا بل خرج الأمر عن حدود المعقول ليصير في كثير من الأحيان استفزازا، وصرنا لوهلة نتخيل أنفسنا أمام باب الفاتيكان، أو إحدى بوابات المسجد الأقصى!


أخذ الجميع مكانه بالمدرج الجنوبي لملعب رادس، كانت المجموعة قد أعدت عدتها لهذا اللقاء، حيث لم يكن من الممكن أن تمر هذه الفرصة دون تبليغ رسالتنا مجددا للعالم قبل أسابيع قليلة من ذكرى أكبر سرقة في تاريخ كرة القدم، وأكبر فضيحة فساد على المباشر، عرفتها الكرة الأرضية. تم إعداد تيفو يليق بالحدث. ولفهم مضامينه يجب على كل قارئ أن يركز جيدا مع الأرقام ليستوعبها ويضبط معانيها.


التيفو كما رأى الجميع هو شاب ودادي وعلى قبعته شعار الوينرز (1)/ يده اليمنى متمسكة بشدة بشعار نادي الوداد الرياضي(2) / يده اليسرى تمسك بمحرار مكسور وتسيل منها الدماء (3)/ في الخلفية لهيب ونار مستعرة (4) / على يمين التيفو رقم (+212) (5)/ بعدها سيظهر رقم آخر وهو 0531(6)/ أما على يسار التيفو فمكتوب كلمة ألمانية : فهرنهايت (7).


إذا هناك 7 نقاط رئيسية يجب توضيح دلالاتها، والربط بينها لتكوين رسالته الشاملة والعامة.


أولا يجب أن نعلم : أن «فهرنهايت»، هي وحدة قياس درجة الحرارة تماما كالسيلسيوس، تم اقتراحها من طرف الفيزيائي الألماني غابريال فهرنهايت في سنة 1724.


بالتدقيق : 100 درجة سيليسيوس = 212 فهرنهايت = درجة الغليان.
إن كانت درجة غليان (الماء) هي 212 فهرنهايت، فدرجة احتراق (الورق) هي 451 فهرنهايت.

ثانيا يجب ان نعلم أن فكرة التيفو تم استنباطها من مصدرين { الفيلم الوثائقي (فهرنهايت9/11) للأمريكي الشهير (مايكل مور)، الذي تطرق فيه إلى مهزلة احداث الحادي عشر من شتنبر، وكذا عن قصة تزوير الإنتخابات بإحدى الولايات بأمريكا... } و {الرواية العالمية (فهرنهايت 451) للكاتب الأمريكي (راي برادبري)، والتي يتحدث فيها عن نظام جديد يغزو العالم ويقوم بحرق جميع الكتب والأوراق على درجة حرارة 451 فهرنهايت ...}

بناء على كل المعطيات السالفة الذكر، سنشرع الآن في شرح مضمون التيفو، الذي هو عبارة عن فدائي ودادي بلغ شغفه بالوداد وحبه لها أعلى المستويات. استفزه ما حدث برادس في 31 ماي من العام الماضي، صار دمه يغلي (212 فهرنهايت) من الغضب نتيجة الظلم والجور الذي تعرض له ناديه في تلك الليلة، وجُسِّد الغضب في تلك النيران المستعرة في خلفية التيفو.


أما (فهرنهايت 0531) فهي إشارة إلى أنه على الرغم من كل ما تعرض له الوداد، فذلك لم يكن سوى تضحية منه لكشف فساد دواليب الكاف، وتزوير قصة الڤار، ومهزلة التتويج، وحرق الكثير من الأوراق (فاقت درجة الحرارة 451)، التي تساقطت تباعا الواحدة تلو الأخرى، والذي نتج عنه عزل طال عدة شخصيات وافتحاص وكشف ملفات اختلاس وصفقات مشبوهة وعقوبات وتغيير جذري في نظام البطولة ونزع النقاب عن وجوه ظلت لسنوات تسيطر وتخدم أجندات أنديتها ومصالحها الخاصة.


الرسالة واضحة.


فيما يخص اللقاء فقد انتهى بتأخر الوداد بهدف دون مقابل، نتيجة خولت له التأهل إلى المربع الذهبي. ولعل النقطة التي أغاضت الكثير من الأشقاء التونسيين، وعبروا عنها في بلاطوهاتهم الإعلامية: مسألة كراكاج الوينرز، الذي وصفوه بأنه كسر نسق النجم الساحلي المرتفع، وأتاح للاعبي الوداد فرصة إعادة ترتيب أوراقهم و رصّ صفوفهم. وجوابنا بسيط جدا، نعم نعترف أننا قمنا بكراكاج في غير وقته المحدد سالفا، والغاية كانت إيقاف اللقاء. وهذا أقل ما يمكن القيام به في بلاد (نيكولا دي بيرناردو)، ولو كان باستطاعتنا إسالة دمائنا على عشب الملعب ليزلق بسببها لاعبو الخصم لقمنا بذلك دون تردد. بالروح وبالدم نفدي الوداد. وعاش الوداد.


وفي النهاية نحب أن ننصح ونذكر أعضاءنا أنه ماتزال أمامنا الكثير من الأشياء التي يجب تحسينها، والكثير من التحديات التي يجب تجاوزها. فوحده تطوير ذواتنا بشكل مستمر يمنحنا القوة على المواصلة و الاستمرار في ما نقوم به على أحسن وجه. ونذكركم أيضا ومرة أخرى أن غرض تواجدنا في المدرجات هو مؤازرة الوداد ولا شيء غير ذلك، وأنه لا منافس لنا اليوم سوى وينرز الأسبوع المنصرم.


ويذكر أن المباراة المذكورة كانت قد أجريت يوم السبت الماضي، على أرضية ملعب "رادس" في تونس العاصمة، وانتهت بتأهل ممثل الكرة الوطنية للدور المقبل، رغم انهزامه بهدف دون رد، في ظل انتصاره بهدفين دون مقابل ذهابا بالمغرب.

أخبار ذات صلة