سريع وادي زم يعود من بعيد ويبصم على صحوة بقيادة مدربه شبيل - Elbotola - البطولة

سريع وادي زم يعود من بعيد ويبصم على صحوة بقيادة مدربه شبيل

إسماعيل نعمان (صحافي متدرب)
08 يناير 2020على الساعة15:56

لم يكن أشد المتفائلين من انصار فريق ، الممارس ، يتخيل أنه سيصل لحدود الدورة العاشرة، وفريقه يحتل المركز الثامن في الدوري المحلي، على بعد أربع نقاط فقط، من المراكز المؤدية للبطولات القارية، خصوصا وأن بداية الفريق المتعثرة وهزائمه المتتالية، كانت قد وضعته إلى جانب أندية أسفل الترتيب للعديد من الدورات، قبل أن يتقمص المدرب التونسي، منير شبيل، دور البطل الذي يظهر وسط ظلام اليأس، ليحمل الفريق من غياهب قاع الترتيب لملامسة الأمل، بتمثيلية مستقبلية للفريق في المنافسات القارية، وهو حلم لم يكن ليجد موطئا له بخلد الأنصار، الإدارة واللاعبين، قبل دورات قليلة.


بداية الموسم الكروي ... إقصاء من كأس العرش و توالي الهزائم

دخل السريع الموسم الكروي كغيره من الفرق، آمال بتحقيق نتائج تسعد الأنصار، وتحمل باسم المدينة للأعالي، ورغب في إثبات النفس بعد ثلاث سنوات لعب فيها دور "الكومبارس" فقط، خصوصا وأن الفريق يقوده مدرب له باع طويل في المنافسات المحلية، والأمر يتعلق هنا بحسن بنعبيشة الذي راكم تجربة كبيرة بتدريبه للعديد من الفرق، وكذا المنتخبات الوطنية في جميع الفئات، ما جعل الجماهير تتوسم فيه خيرا.


بداية الموسم الكروي كانت عبر بوابة كأس العرش، حيث ابدع الفريق و أقنع، سواء في دور 32 حينما أقصى فريق شباب قصبة تادلة بثلاثية نظيفة، أو في دور 16 حينما أمتع السريع جماهيره بكرة حديثة جميلة، اكدها بانتصار مكن النادي من بطاقة العبور لدور الربع، في مواجهة مباشرة مع المغرب التطواني. هذا الأخير كشف عن عيوب دفاع الفريق الأزرق، ودك شباك النادي برباعية أعلنت معها حالة الطوارئ داخل أسوار النادي، خصوصا وأن الإقصاء جاء ملازما لإنطلاقة متعثرة في منافسات "البطولة الإحترافية لكرة القدم" الشيء الذي لم يرضي طموحات الإدارة وكذا الأنصار.


مشوار البطولة لم تكن بدايته سمنا على عسل، كما هو الشأن بالنسبة لكأس العرش، فالفريق لم يستغل تجربته في المواسم الماضية لمواجهة فرق القسم الأول، وبدل ذلك اكتفى بتحقيق نتائج "مخيبة"، سرعان ما دفعت الفريق رويدا رويدا لملامسة قاع الترتيب.


فخلال ست دورات، تذوق الفريق طعم الإنتصار في مناسبة واحدة، أمام الجريح رجاء بني ملال، فيما تجرع السريع مرارة الهزيمة اربع مرات، وتمكن من تحقيق التعادل في مباراة واحد. نتائج، دفعت الإدارة بقيادة الرئيس، أمين نوارة، لعقد اجتماع طارئ انتهى بإقالة بنعبيشة و الإستنجاد بالمدرب التونسي منير شبيل الذي قبل التحدي دون تردد.


منير شبيل...اسم لمع في سماء واد زم


لم تكن بداية المدرب التونسي بالجيدة، حيث تلقى هزيمة غير مستحقة أمام المغرب التطواني، هزيمة لم تترك أثرا سيئا في قلوب الأنصار، بقدر ما اعطت قبلة أمل على جبينهم، كون السريع قدم معطيات و مؤشرات تدل على صحوة مرتقبة، وخروج سلس من عنق الزجاجة.


وذلك ما كان، حيث نجح شبيل في إيجاد التوليفة المثالية بين شباب اليوم و خبرة الأمس، باعتماده على محمد عقيد كحارس مرمى، والرباعي عمر تحلوشت،مراد حيبور،عبد القادر كادي،مهدي مفضل كخط دفاع، والثنائي نيلمار بلي،رشيد أبوزهر كارتكاز أمامهم المتألق أبدولاي ديارا كوسط هجومي، ثم سيف الدين بوهرا،هشام العروي،ابراهيم البحراوي كخط هجوم.


ليحقق بهاته الخلطة السحرية نتائج أكثر سحرا، بتعادل مع الرجاء وانتصار على كل من الأولمبيك،الحسنية ثم سحق لشباك اليوسفية برباعية، حصيلة كانت كفيلة ببعث روح الأمل من جديد، وجعل كل مشجع لهذا النادي العريق، يتوسم خيرا في مستقبل رائع، بقيادة المدرب التونسي، الذي دخل قلوب الجماهير دون استئذان.


ماذا بعد الصحوة ..؟!

صحيح أن الفريق استعاد توازنه في الدورات الأخيرة، إلا أن الفريق لا زال يبحث عن تقوية الصفوف، وضخ دماء جديدة، من شأنها أن تقدم الإضافة للنادي، سواء بتجربتها او بروحها الشبابية، حيث أعلن السريع عن تعاقده مؤخرا، مع الموريطاني سلمان ولد الحاج، الذي راكم تجربة لا يستهان بها، سواء مع النهضة أو المغرب التطواني، بالإضافة لمحمد العسكري، النجم الذي لمع مع أولمبيك خريبكة، ويحاول مواصلة الحفاظ على بريقه، في فريق يحلم بمواصلة المسار على درب النجاح، وتحقيق نتائج أخرى إيجابية، تحلق بالنادي لملامسة الحلم القاري، ولو ان الحديث لا زال مبكرا على ذلك، إلا أن السريع بقيادة مدربه التونسي، سيحاول ما أمكن أثبات أنه لا مستحيل في عالم الكرة.

أخبار ذات صلة