يوسف آيت بناصر
آيت بناصر يتهاوى في سُلَّم التنافسية ويُلامس "الإخفاق" في إعارة جديدة
إسماعيل نعمان - صحفي متدرب
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع يوما أن يتحول يوسف أيت بناصر من إسمٍ يتنبأ له الجميع بمستقبل زاهر في عالم كرة القدم الإحترافية إلى لاعبٍ حبيس الدكة في نادي بوردو الفرنسي بسبب تقهقر مستواه الكروي.
بناصر إبن مدينة تول الفرنسية استهل مشواره الإحترافي بنادي نانسي حيث تدرج في جميع فئاته السنية إلى غاية تصعيده للفريق الأول، إذ لم تمر بضع سنوات حتى تلقفت موهبته عيون كشافة نادي موناكو الذين وقعوا معه عقدا طويل الأمد (2016-2021)، الشيء الذي جعل الجميع يتوقع مستقبلا زاهرا للشبل المغربي.
غير أن الإدارة التقنية لنادي الإمارة فضلت أن تُعير يوسف لناديه الأم ثم بعدها نادي كون و كذا سانت إيتيان، ما أثر كثيرا على مستواه الفني لكثرة انتقالاته ولغياب الإستقرار الفني الشيء الذي تحتاجه أي موهبة صاعدة، دون نسيان عدم ثقة الطاقم التقني لفريق موناكو بموهبته، باستثناء سنة 2018 التي عرفت تألقا لافتا لآيت بناصر مع فريق الإمارة حيث نصب نفسه نجما للفريق بتمريراته الدقيقة و تسديداته القوية و المركزة و كذا إجادته لقطع الكرات، وهو ما دفع النقاد لتلقيبه بـ "مودريتش المغربي" وجعل قيمته السوقية ترتفع إلى 10 ملايين يورو حسب موقع "transfert market"؛ وهي قيمة جد محترمة قياساً إلى لاعب شاب بالدوري الفرنسي.
لكن رغم ذلك تكرر مسلسل الإعارة مرة أخرى مع يوسف حينما انتقل لنادي بوردو، إذ توقع الجميع أن يعيد بناصر سيناريو تألق مروان الشماخ مع بوردو ولو من مركز الوسط حينما توج مروان مع النادي الفرنسي بلقب البطولة الفرنسية منهيا بذلك سيطرة طويلة لنادي أولمبيك ليون على المسابقة استمرت لسبع سنوات.
غير أن الأمور لم تسر كما خطط لها الأسد المغربي، حيث تقهقر مستواه بشكل واضح وغابت عنه رزانته الكروية ومؤهلاته التي كان يتمتع بها الشيء الذي جعله يخوض فقط 9 مقابلات في البطولة الفرنسية بمعدل مشاركة وصل لـ 25 ٪ ونفس النسبة فيما يخص دقائق اللعب، مقدما بذلك تمريرة واحدة ودون تسجيل أي هدف.
من جهة أخرى لم يمنع هذا التراجع من قطع روابط الثقة بين أيت بناصر والمنتخب الوطني، حيث جدد الناخب الوطني السابق هيرفي رونار آواصر ثقته باللاعب الشاب رغم أدائه الذي لم يلقَ استحسانا كبيرا من طرف الجمهور المغربي في كأس أمم إفريقيا عندما شارك أساسيا في أول مقابلة ضد منتخب غامبيا، و كذا انقطاع حبل الود بينه وبين محبي "أسود الأطلس" بعد ترديده لأغنية تحمل كلمات نابية اعتبرت من طرف الكثيرين موجهة للجمهور المغربي عبر مقطع نشره على موقع "الأنستغرام" و هو في حالة "غير طبيعية" مباشرة بعد إقصاء النخبة الوطنية من "الكان".
كما أن الناخب الجديد وحيد خاليلوزتش حاول وضع ثقته بآيت بناصر مرارا و تكرارا في جل المقابلات التي خاضها الأسود سواء الودية أو الرسمية آخرها كان ضد بوروندي و التي عرفت انتصار الأسود بثلاثية نظيفة برسم الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس أفريقيا.
وبهذا التراجع الكبير تكون القيمة السوقية ليوسف آيت بناصر قد انخفضت من عشرة ملايين يورو لستة ملايين حسب الموقع ذاته ، الشيء الذي يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل اللاعب، فهل سيتمكن أيت بناصر من استجماع قواه والعمل بجد في السنة الجديدة من أجل انتزاع رسميته مع ناديه الفرنسي وتحقيق عودة عاجلة للنجومية ولمَ لا الذهاب بعيدا في سماء الدوريات الأوروبية الكبرى؟ أم أن زئير الأسد المغربي سيخفت شيئا فشيئا بمرور الدورات معلنا بذلك عن افول نجم توقع منه الجميع التألق في القريب العاجل؟