يعتبر لقاء أتلتيكو مدريد ضد فريق برشلونة بملعب واندا ميتروبوليتانو في ليلة الأحد موعداً تقليدياً للفرجة المثيرة، مع أنه قد لا يكون له في كثيرٍ من الأحيان تأثير كبير على السباق نحو الفوز بلقب الموسم.
عندما نعود إلى الوراء عبر هذا العقد الأخير إلى أكثر المواجهات إثارةً بين الأتلتيكو والبارصا، فلا يسعنا إلا أن نستحضر شخصيات وأحداث تركت بصماتها على أحد أكثر المواجهات الدرامية في لاليغا.
هدف غودين بضربة رأسية يمنح اللقب لفريق الأتلتيكو (مباراة عرفت التعادل بين برشلونة وأتلتيكو مدريد بنتيجة 1-1، 17 مايو 2014)
قاد أحد السباقات الأكثر احتداماً في التاريخ على لقب لاليغا الفريق الأحمر والأبيض لملعب الكامب نو برسم الجولة الأخيرة من البطولة. وكانت نتيجة التعادل كافية لكتيبة دييغو سيميوني للفوز باللقب خلال هذا اللقاء الذي كان يكسب فيه الفائز كل شيء، في الوقت الذي كان فيه فريق البارصا تحت قيادة المدرب جيراردو "طاطا" مارتينو يحتاج للفوز لكي يحتل الصدارة في نهاية البطولة.
وبدأ فريق الأتلتيكو المباراة بأسوء طريقة ممكنة، حيث فقد خدمات لاعبيه دييغو كوستا وأردا توران خلال 15 دقيقة الأولى بسبب الإصابة، في الوقت الذي وجّه فيه ألكسيس سانشيز قذيفة هوائية من زاوية ضيقة يستحيل التصدي لها ليصبح الفريق الكطلاني متقدما بنتيجة 1-0.
مع ذلك، لم يؤثر الهدف على المعنويات العالية للفريق الزائر، حيث استغل غودين ضربة ركنية أرسلها غابي ليُسكن الكرة في الشباك بضربة رأسية في أوائل الشوط الثاني. وقد صفق كل الحاضرين في الملعب عند نهاية المباراة مهنئاً فريق الأتلتيكو بأول كأسٍ لبطولة لاليغا خلال 18 عاما.
ضربة حرة مذهلة لميسي لضمان الفوز (مباراة انهزم فيها أتلتيكو مدريد أمام برشلونة بنتيجة 1-2، 26 فبراير 2012)
وقع ليونيل ميسي هدفاً مبكراً لم يُحتسب بسبب لمسة يد، وبعدها سجّل داني ألفيس أول هدفٍ لفريق بيب غوارديولا بعد مرور حوالي نصف ساعة. وعادل الكفة فريق الأتلتيكو عن طريق ضربة هوائيةٍ رائعةٍ لراداميل فالكاو، وبقي التعادل سيد الموقف لغاية اللحظات الأخيرة.
على بعد عشر دقائق من نهاية اللقاء، حصل برشلونة على ضربةٍ حرةٍ في الجهة اليسرى لم تكن تُشكّل تهديداً كبيراً لمرمى الفريق المدريدي، لكن ميسي نفذ الضربة الحرة بطريقة ميليمترية مذهلة، حيث رفعها فوق حارس مرمى الفريق الأحمر والأبيض حينئذ تيبو كورتوا ليكسر مرة أخرى قلوب أنصار أتلتيكو بملعب كالديرون.
هدف الفوز لأغويرو في آخر دقيقة من المباراة لتخليد انتصارٍ تاريخي (مباراة انتصر فيها أتلتيكو مدريد على برشلونة بنتيجة 4-3، 1 مارس 2009)
عاش الملعب القديم لفريق الأتلتيكو فيسنتي كالديرون أحد أعظم الليالي في تاريخه خلال مباراةٍ مثيرةٍ تقدم فيها برشلونة مبكرا بنتيجة 2-0 من توقيع تييري هنري وميسي، قبل أن يقلل الفارق دييغو فورلان من مسافة بعيدة ويعادل النتيجة سيرخيو أغويرو في بداية الشوط الثاني.
وسجل هنري هدفه الثاني في المباراة بعد تمريرة حاسمة لإيدور غوديونسن، غير أن فورلان عدّل النتيجة من جديدٍ من ركلة جزاء لتصبح 3-3. وعلى بعد دقيقة واحدة من نهاية المباراة، وتحت وابلٍ من الهتافات الصاخبة لأصحاب الأرض، تخطى أغويرو المدافع كارليس بويول وسجل ببرودة دم مذهلةٍ هدف الفوز في الجهة اليمنى ليخلّد ريمونتادا تاريخية للفريق الأحمر والأبيض.
سواريز يجد الطريق لشباك الأتلتيكو (مباراة انتصر فيها برشلونة على أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-0، 6 أبريل 2019)
خلال آخر مواجهة بين الفريقين على ملعب كامب نو في أبريل الماضي، كان أتلتيكو مدريد يحتل الرتبة الثانية ويحتاج لنقط الفوز الثلاث لتقليل الفارق بينه وبين متصدر الترتيب برشلونة، لكنه تلقى ضربة موجعة عندما طُرد مهاجمه الأوسط دييغو كوستا في منتصف الشوط الأول.
ضاعف اللاعبون العشرة جهودهم وبقي التعادل السلبي سيد الموقف إلى أن بقيت خمس دقائق على نهاية المباراة، لكن مهاجم البارصا لويس سواريز وجد الطريق لشباك الفريق الأحمر والأبيض من على بعد 20 ياردة. وأضاف الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد ذلك هدفه 24 خلال 23 مباراة ضد الأتلتيكو لتصبح النتيجة 2-0 لصالح الفريق الكطلاني الذي ابتعد بفارق 11 نقطة عن صاحب المركز الثاني، مما ساعده على الفوز باللقب في نهاية المطاف.
أتلتيكو مدريد بتسعة لاعبين كان على وشك انتزاع نقطة التعادل (مباراة انتصر فيها برشلونة على أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-1، 30 يناير 2016)
عاش ملعب كامب نو في شهر يناير سنة 2016 مباراة خالدة ومثيرة خلال السباق على اللقب في ذلك الموسم. وقد بدأ فريق أتلتيكو بداية قوية وزار شباك الكطلانيين مبكرا في الدقيقة 10 بهدفٍ رائع من توقيع كوك. مع ذلك، استعاد برشلونة تدريجيا رباطة جأشه وعادل ميسي النتيجة بمهارة قبل أن يضيف سواريز هدف التقدم لكتيبة لويس إنريكي.
تم طرد الظهير الأيسر فيليبي لويس بعد شجاره مع ميسي لحظاتٍ قبل انتهاء الشوط الأول، بينما حصل دييغو غودين على البطاقة الصفراء الثانية مبكرا في الشوط الثاني. وبالرغم من توفره فقط على تسعة لاعبين، استمر كفاح لاعبي دييغو سيميوني من أجل تسجيل هدف التعادل، وقد كان حارس المرمى يان أوبلاك قريبا من تحقيق ذلك في اللحظات الأخيرة من اللقاء، لكن الحظ لم يحالفه.
ميسي يحتفل بمولد ابنه بشكلٍ أنيق (مباراة انهزم فيها أتلتيكو مدريد أمام برشلونة بنتيجة 1-2، 12 سبتمبر 2015)
قبل انطلاق صفارة الحكم في هذا اللقاء، تفاجأت الجماهير بجلوس ميسي في دكة الاحتياط كبديل، وكان ذلك بسبب ولادة طفله الثاني ماتيو في الأمسية السابقة. وبعد أن قصف سواريز العارضة من زاوية ضيقة، فاجأ لاعب أتلتيكو المخضرم فرناندو توريس الكامب نو بهدفٍ جاء من مُرتدّة سريعة، لكن نيمار عادل النتيجة من ركلة حرة نفذها بمهارة من مسافة بعيدة.
وكما هو الحال دائما في مثل هذه المباراة، كان مفتاح الحل عند ميسي الذي دخل كبديل، حيث وقّع على هدف الفوز في مرمى أوبلاك في آخر لحظات اللقاء الذي انتهى بنتيجة 1-2، وقد أهدى هذا الهدف لابنه الحديث الولادة.