المترجم.. رفيق دائم للمدرب الأجنبي في الدوري الصيني - El botola - البطولة

المترجم.. رفيق دائم للمدرب الأجنبي في الدوري الصيني

وكالات: أ.ف.ب
30 أكتوبر 2019على الساعة16:44

يعتبر المترجمون الفوريون في الدوري الصيني، ضرورة ملحمة في بلد، التحدث فيه بلغة أخرى، يعد أمرا صعبا، لاسيما الإنكليزية.


ولا يقتصر عمل هؤلاء، على ترجمة أقوال مدربين من أمثال الإسباني رافايل بنيتيز، أو الصربي دراغان ستويكوفيتش، بل تشمل أيضا مساعدة هؤلاء في حياتهم اليومية، كفتح حساب في مصرف... وحتى خلال الذهاب للتسوق.


بالنسبة للمدرب الإسباني البالغ من العمر 59 عاما، والفائز بـ مع عام 2005، والذي وصل إلى الصين لقيادة فريق داليان ييفانغ، ضمن دوري الدرجة الممتازة في يوليوز الماضي، فإن التواصل يعتبر أحد أكبر الصعوبات التي يواجهها.


وقال بينيتيز الذي يتحدث الإنكليزية بطلاقة، إلى جانب لغته الـم على مدونته على شبكة الأنترنت: "لديك دائما مترجم فوري بجانبك يتابعك عن كثب".


وأضاف: "مترجمي يدعى جاستن، يقلد الحركات التي أقوم بها أثناء التدريب والمباريات، وبسبب التواجد اليومي معاً، أصبحنا أكثر تناغماً".

وأدت صعوبة تعلم اللغة الصينية، واستخدامه للغة الإنكليزية بشكل مستمر ومتكرر في الصين، إلى إنشاء قطاع نشط للغاية من مترجمي كرة القدم - معظمهم من الرجال في العشرينيات من عمرهم.


ويرافق المترجم هونغ وينجي، الصربي دراغان ستويكوفيتش مدرب فريق غوانجو أر اند اف، الناشط أيضاً في الدرجة الممتازة، منذ وصوله إلى الصين عام 2015، علما أن لاعب الفرنسي السابق (1990-1994)، يجيد الإنكليزية والفرنسية والإيطالية، بالإضافة إلى لغة بلاده، لكنه لا يتحدث لغة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس.


ووصف الصيني البالغ من العمر 29 عاما، وهو مرشد سياحي سابق يتحدث الإنكليزية والإسبانية، نفسه بأنه "جسر"، وقال: "كانت الصعوبات الرئيسية في البداية، عليك أن تكون على دراية بشخصية المدرب وعاداته وفلسفته في اللعب".


وأضاف: "لكن أن تجيد لغات أخرى، فهذا ليس كافيا، تحتاج أيضاً إلى معرفة مفردات كرة القدم، وإتقان التفاصيل الدقيقة التكتيكية".


وقال "كونك جسر" ليس دائما موضع تحسد عليه. خاصة عندما ترتفع حدة النقاش في غرف الملابس بين الشوطين أو بعد المباراة...


- المترجم "زوجتي" -

واعترف هونغ بأنه يضبط أحيانا كلمات ستويكوفيتش عندما يرفع صوته أكثر من اللازم، "في مثل هذه الحالة، لا أترجم أشد التعبيرات حدة، وإلا فقد ألقي الزيت على النار، لكنني أنقل رسالة المدرب إلى الفريق بطريقة أخرى".

ما يعني أنه في بعض الأحيان، لا يقوم المترجمون بنقل الكلمات الغاضبة للمدربين حرفياً خلال المؤتمرات الصحفية، خاصة تلك التي تستهدف الحكام. والهدف من ذلك هو تجنب فرض عقوبات من الاتحاد الصيني المعروف بصرامته.


باختصار، هم بمثابة الملاك الحارس، لدرجة، أن الإسباني سيرجي المدافع السابق لفريق الإسباني (1993-2002)، الذي أشرف على تدريب حتى يوليوز تشجيانغ غرينتاون من دوري الدرجة الثانية، أطلق لقَب مترجمه الخاص بـ "زوجتي".


صحيح أن المترجمين يلعبون دوراً هاماً للغاية في الحياة اليومية للمدربين واللاعبين الأجانب، الذين يمكن أن تكون حياتهم في الصين بمثابة صدمة ثقافية. فعلى سبيل المثال، هم يساعدون الوافدين الجدد في العثور على شقة، أو فتح حساب بنكي، أو إعداد هواتفهم الذكية، أو إجراء المدفوعات عبر الإنترنت.


- المسجد والتسوق -

حتى بعد فترة من الاستقرار في الصين، لا يزال بعض لاعبي كرة القدم والمدربين الأجانب، يعتمدون على مترجميهم، لمساعدتهم في التسوق، ليصبحا في بعض الأحيان، صديقين حقيقيين.


هكذا كان الحال مع تشاو تشن، الذي عمل مترجما فوريا في نادي بكين بي إس يو إف سي (الدرجة الثانية)، ورافق اللاعب العاجي، الراحل شيخ تيوتي، الذي توفي عام 2017، بعمر 30 عاما، بعدما انهار أثناء حصة تدريبية في بكين.


ولفت تشاو (28 عاما)، وهو الآن مترجم لفريق شجياتشوانغ إيفر برايت (الدرجة الثانية)، إن لديه ذكريات رائعة مع شيخ تيوتي خاصة في أيامه الأولى مع الفريق، وقال: "لم يكن سهلا العثور له على مسجد لأداء صلاة الجمعة، ذهبت إلى المكان لتحديد موقعه ثم رافقته إلى هناك (...) أفتقده بشدة".