رأي ورأي مُضاد | أزارو .. "لعنة" التهديف و"الإجهاز" على معنوياته - El botola - البطولة

وليد أزارو

رأي ورأي مُضاد | أزارو .. "لعنة" التهديف و"الإجهاز" على معنوياته

أيوب رفيق | فاروق عصام (البطولة)
24 غشت 2019على الساعة23:20

رأي فاروق عصام (البطولة)

المهاجم المغربي الذي جاء إلى الأهلي في عمر صغير مما جعله أحد الواعدين في نظر الجمهور الأهلاوي، ولكنه سرعان ما تحول إلى أكبر المنبوذين في تشكيلة الفريق من وجهة نظر الكثيرين.


بداية أزارو مع الفريق القاهري كانت مبهرة، فمن النادر أن ترى لاعبًا أجنبيًا صغير السن يصل إلى "التتش" ويرتدي قميصًا بحجم قميص الأهلي ويدخل في الأجواء سريعًا دون مقدمات، ويكفي للتدليل على ذلك أن أفضل أجنبي مر على الأهلي وهو الأنجولي "أمادو فيلافيو" لعب موسمه الأول مسجلاً هدفًا وحيدًا!


الموسم الأول لوافد الدفاع الجديدي كان مميزًا من حيث الأرقام، فقد كان يعوض ما يضيع من فرص سهلة بأهداف لا تنتهي حتى وصل لنهاية الدوري الأول له مسجلاً 18 هدفًا كأفضل سجل لهداف أجنبي على مر تاريخ الدوري المصري.


الجماهير الأهلاوية استبشرت خيرًا بهذا الرقم وكل تلك الأهداف، وغفرت له الانفرادات السهلة التي أضاعها في نهائي عصبة الأبطال الأفريقية ضد أبناء بلده الوداد، فكما قلت دائمًا ما كان يعوض ففي نصف النهائي سجل هاتريك في شباك النجم الساحلي، انتظر الأهلي عامين لكي يحطمه أحد مهاجميه "حسين الشحات" ضد فريق متواضع وهو اطلع برا.




ثبّت المغربي قدميه كمهاجم أول للأهلي بعد موسم كما قلنا يبدو خادعًا، ثم خلال موسمه الثاني بدأ كل شيء في التراجع تدريجيًا، فقد أنهى الموسم وفي جعبته بالدوري 6 أهداف فقط على الرغم من مشاركته في 23 مباراة اتيحت له فيها 41 فرصة، تخيلوا معي رأس حربة تتاح له كل تلك الفرص ويسجل 6 أهداف فقط!


في الصورة تصويبات أزارو مع الأهلي وكم هائل من التصويبات الطائشة خارج الثلاث خشبات


في دوري أبطال أفريقيا للموسم ذاته قدم أزارو بطولة جيدة وكان مهاجمًا شرسًا في المباريات القارية، ولكنه جاء في الاختبار الأهم والمباراة النهائية ضد الترجي وظهر كعادته يضيع الانفراد تلو الآخر، ومن المعروف أن تلك المواعيد الكبرى يكون فيها فريقك بحاجة لنصف فرصة من أجل أن يحولها المهاجم لهدف، ولكن المغربي لم يفعل ذلك خاصة في مباراة الذهاب ببرج العرب ووقعة تمزيق القميص الشهيرة التي كلفته مباراة العودة، لتسخط عليه جماهير الأهلي.



فنيًا .. وليد أزارو يمتلك إمكانيات ممتازة، لاعب مشاكس قادر على إنهاك المدافعين بتحركاته المستمرة، فهو دائمًا ما يمنح زملائه الفرصة لوضعه وجهًا لوجه مع حراس المرمى، وهذا يحسب لرأس الحربة، ولكنه ليس هدافًا بالفطرة، هذا الأمر لا يحتاج خبراء لتحديده، هناك مهاجمون يسجلون الأهداف ولو عصبت عينيهما، ولكن مع المغربي الوضع مختلف فالمرمى أمامه يكون فارغًا بدون حارس ولمسته تطيح بالكرة، حتى تسأل نفسك لو طلب منه أن يطيح بها 100 مرة لن يتمكن من ذلك! لا نظلمه ربما هو بحاجة إلى مدرب خاص للمهاجمين وأيضاً للكثير من التعليمات، ولكن في الأهلي لا فرصة لذلك!



السبب الأول في المطالب التي تزايدت بتعاقب الأيام داخل الأهلي بضرورة التعاقد مع رأس حربة جديد بدلاً من أزارو، هو أن تاريخ اللاعب أصبح مظلمًا مع إضاعة الفرصة السهلة خلال اللقاءات الهامة والمصيرية والتي كان آخرها انفراد ضد بيراميدز كان كفيلاً بمساعدة الأهلي على تفادي الإقصاء من كأس مصر، وهو لقاء أطاح بالمدرب "مارتن لاسارتي" والذي كان يمنح المغربي كل الفرص الممكنة، ومن يعلم ماذا سيكون مصير أزارو مع الجهاز الفني الجديد للنادي الأهلي؟!


-----------------------------------------------------------

رأي أيوب رفيق (البطولة) 

لن أخوض في لغة الأرقام المرتبطة بسِجلّ المغربي وليد أزارو منذ قدومه إلى النادي الأهلي، ولن ألتفت كثيرا للانفرادات التي يُقال إن صاحب 24 سنة أهدرها بالجملة أمام المرمى، وضيع بها على فريقه بها عدة ألقاب وتتويجات، لكن ما يهمني بالأساس هو اللاعب ك"بروفايل"، وقيمته ووزنه ومدى الإمكانيات التي لازال يختزنها في جعبته.


لقد أمعنت فئة كبيرة من جماهير الأهلي ومعها بعض الإخوة المصريين في تبخيس المغربي وتقليص أهميته، بمسوغ أن نسبة نجاحه في ترجمة الفرص المتاحة له منخفضة، وقد أُطلق هذا الحكم منذ المباريات الأولى التي خاضها اللاعب مع فريقه، دون إتاحة هامش التأقلم والخطأ أمام أزارو.


أمام ما يُكال للدولي المغربي من انتقادات و"هدم" وتجني، يغفل أصحاب التنظير في الشقيقة مصر أن ما سنح للاعب من فرص هو من صميم مجهوداته وتحركاته وحيويته داخل مربع العمليات، ولو كان لاعبٌ آخر يكتفي بالجمود وانتظار الكرات على طبق من ذهب لما أُتيحت له تلك الانفرادات.


بالقطع، المهمة الأساسية للمهاجم هي إحراز الأهداف وهز الشباك وزيارة مرمى الخصوم، لكن كيف يأمل المرء أن يحظى بهداف متصالح مع الشباك وجماهير فريقه ليست متصالحة معه، واللاعب مُتعب نفسياً ولا يرى جدوى الرد على ما يتدفق عليه من انتقادات في كل مناسبة، أمام إصرار البعض على إبراز سلبياته وزلاته و"نقاط ضعفه".


أؤمن شخصيا تماما الإيمان بأن المهاجم المغربي يحتاج فقط إلى من يزوده برأسمال الثقة التي خسرها في مصر، ويقوِّم ما يشكوه من انكسارات نفسية تولّدت بفعل التبخيس، ومن ثم فهو قادر على الانفجار من جديد والزئير أمام الشباك.


كنت سأتفق مع ما يوجّه لأزارو من عِتاب ولوم لو أنه كان لاعباً يفتقد لمقومات رئيسية مثل التحرك والدينامية، لكن أن يتلذذ العديدون بالإجهاز على معنوياته وتقليص أهميته بمجرد إهدار الفرص، فذلك لا يستقيم، وينبثق ربماً من عاطفة وعوامل بعيدة عن كل ما هو رياضي.


إن علاقة المهاجمين بالمرمى تخضع في المقام الأول للجانبيْن النفسي والمعنوي، ويحتاج فيها اللاعب إلى المؤازرة والمساندة اللازمتيْن، وكم من نجم عالمي جافاه طعم التهديف لفترات طويلة، ذلك أنه كان يعاني من أزمة ثقة وعدم التفاف الجماهير والزملاء حوله.


كان بالإمكان تخصيص تمارين فردية للاعب من طرف الجهاز الفني أمام المرمى، فهذا الإشكال على كل حال ليس بذلك العمق الذي يحاول البعض تصويره لنا، ولكن لا سبيل لحلحلته في مجمل الأحوال دون أن يشعر المهاجم بأن من يجاورونه من أنصار يؤمنون به وبجدواه.


يأتي الكثيرون على ذكر ما أهدره المهاجم المغربي من أهداف، دون الحديث عما سجله، ولا المسؤولية التي أعتبرها مشتركة فيما يواجهه أزارو من استعصاء تهديفي في المباريات، فترديد الأزمة وتحميلها للاعب واحد يبدو غير صائب بمعزل عن وضعها في منظومة لها نصيبها من المسؤولية.


أمام عاصفة الانتقادات التي يهوي بها الكثيرون على وليد، أجدني من المتتبعين الذين لازالوا مؤمنين به، وبقدرته على طرد هذا النحس الذي يلازمه، ذلك أن يحوز كافة المؤهلات التي تتيح له نفض الغبار عما "يشكوه" والانتفاضة من جديد ورد الاعتبا لنفسه.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة