بعد مجدٍ قاري.. ليفربول يجدد طموحه بلقب الـ"بريميير ليغ" وإنهاء تعطش عمره 30 عاما
روى ليفربول غليله في الموسم الماضي، بإحراز لقبه السادس في مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد انتظار 14 عاما، لكنه يسعى مع انطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز، إلى إنهاء تعطش عمره ثلاثة عقود للقب الدوري المحلي (فاز بالدوري آخر مرة سنة 1990).
كان فريق "الحمر" قاب قوسين الموسم أو أدنى الموسم الماضي من إحراز لقب الدوري الممتاز، قبل أن يحرمه مانشستر سيتي من ذلك، بحسمه في المرحلة الأخيرة الصراع مع فريق الألماني يورغن كلوب.
خسر رجال كلوب المعركة رغم النقاط الـ97 التي حصدوها، والهزيمة اليتيمة التي تلقوها، لكنها كانت أمام سيتي بالذات وكلفتهم في نهاية المطاف تحقيق حلم إحراز اللقب الأول في بطولة إنكلترا منذ 1990، وبفارق نقطة واحدة فقط عن فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا.
لا يواجه ليفربول مشكلة "تلعثم" في المواجهات المصيرية، فالفريق "الأحمر" أحرز خمسة ألقاب قارية منذ تتويجه الأخير بلقب الدوري المحلي، هي دوري أبطال أوروبا عامي 2005 و2019 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2001 والكأس السوبر الأوروبية عامي 2001 و2005، الى جانب فوزه بلقب الكأس المحلية في 2001 و2006 وكأس رابطة الأندية المحترفة أعوام 2001 و2003 و2012.
لكنه اصطدم منذ انطلاق الدوري الممتاز بمشكلة النفس الطويل الذي تتطلبه هذه البطولة، ومستوى منافسيه، إن كان مانشستر يونايتد، أرسنال، تشلسي أو مانشستر سيتي الذي توج بلقب الموسمين الماضيين.
وبعد احرازه لقب عام 1990، حل ليفربول وصيفا خمس مرات، أولها في الموسم التالي لتتويجه الأخير حين ذهب اللقب لصالح أرسنال، وآخرها الموسم الماضي حين خسر المعركة في المتر الأخير لصالح سيتي.
وبدا ليفربول عازما على المنافسة مجددا على اللقب هذا الموسم منذ نهاية الذي سبقه، من خلال ما كشف عنه كلوب من اتصال تهنئة من غوارديولا بعد فوز "الحمر" بلقب دوري الأبطال، قائلا "وعدنا بعضنا البعض بأننا سنتنافس معا مجددا الموسم المقبل"، مضيفا "سنعمل على (الفوز) بكل شيء وسنرى ما اذا في امكاننا الحصول على شيء ما".
وأعطت مباراة درع المجتمع الأحد فكرة عن طبيعة المنافسة التي سيتوقعها عشاق الدوري اعتبارا من الجمعة حين يفتتح ليفربول الموسم الجديد على أرضه ضد نوريتش سيتي الوافد هذا الموسم الى الدوري الممتاز، إذ احتاج سيتي الى ركلات الترجيح لرفع الدرع للموسم الثاني تواليا، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي من المواجهة مع لاعبي كلوب بالتعادل 1-1.
- الاعتماد على الثبات والاستمرارية -
وبعدما أنفق أكثر من 280 مليون دولار في سوق الانتقالات خلال المواسم الثلاثة الماضية، فضل ليفربول هذا الموسم الاعتماد على الثبات والاستمرارية مع وافدين جديدين هما المدافع الهولندي سيب فان دن بيرغ (17 عاما) من تسفوله، ولاعب الوسط هارفي إيليوت (16 عاما) من فولهام. كما ضم الحارس الإسباني أدريان (32 عاما) بدلا من البلجيكي سيمون مينيوليه المنتقل الى بروج، ليكون بديلا للأساسي البرازيلي أليسون.
في المقابل، عملت إدارة النادي على تمديد ارتباط بعض النجوم بالفريق وتحسين عقودهم أيضا.
وعلق كلوب على قرار الإدارة عدم الانفاق في سوق الانتقالات الصيفية بقوله ممازحا "هذا العام لن يكون نهاية نادي ليفربول. ستكون هناك فترة انتقالات أخرى العام المقبل. هذا الفريق جيد حقا وقد استثمرنا الكثير فيه".
وحقق كلوب نهضة نوعية في الفريق منذ توليه مهامه عام 2015 قادما من بوروسيا دورتموند الألماني، لاسيما من خلال التعاقدات وتطوير أسلوب اللعب والاعتماد على لاعبين شبان نشأوا في صفوف الفئات العمرية. وأعاد المدرب "الحمر" الى مصاف الأندية الكبرى في إنكلترا والقارة، على رغم أنه انتظر حتى نهاية موسم 2018-2019 ليحرز معه أول لقب، وذلك بفوزه في نهائي دوري الأبطال على توتنهام.
ويأمل كلوب في أن يخوض الموسم الجديد بكامل لاعبيه بعدما عكرت الإصابات مشاركة الثلاثي الدولي الإنكليزي أليكس أوكسلايد-تشامبريلان، آدم لالانا وجو غوميز خلال الموسم الماضي لكن اللاعبين الثلاثة بدوا في كامل جاهزيتهم خلال التحضيرات للموسم الجديد.
ويعول المدرب على قوته الهجومية الضاربة المكونة من البرازيلي روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو مانيه والمصري محمد صلاح الذي أنهى الموسم الماضي هدافا للدوري مشاركة مع زميله مانيه والغابوني بيار-إيميريك أوباميانغ (أرسنال) ولكل منهم 22 هدفا، بعدما توج أيضا هدافا للموسم الذي سبقه لكن بـ32 هدفا.
ولعب صلاح دورا حاسما في تتويج فريقه بلقبه السادس في دوري الأبطال بتسجيله هدف التقدم المبكر من ركلة جزاء، قبل أن يضيف القوة الهجومية البديلة البلجيكي ديفوك أوريجي الثاني في الدقائق الأخيرة.
وعلى رغم الخيبة مع منتخب بلاده بخروج "الفراعنة" من الدور ثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية التي أقيمت بين جماهيرهم على يد جنوب إفريقيا (صفر-1)، يأمل صلاح في أن يكرر ما قدمه في موسميه الأولين مع "الحمر" وأن ينجح هذه المرة برفقة زملائه في قيادتهم الى لقب طال انتظاره وتحول الى عقدة لجماهير النادي العريق.
وقال كلوب في مقابلة مع شبكة "سكاي" الإنكليزية بثت الأربعاء "كان علينا أن نتحسن في الموسم الماضي وقمنا بذلك. كان الأمر مهما جدا، الحفاظ على الصبر في لحظات التوتر، البقاء مقتنعين بما نقوم به".
وتابع "ثمة العديد من الأمور التي لا يزال في امكاننا تحسينها، لكن قبل أي أمر آخر، علينا بلوغ ذاك المستوى مجددا. هذا الأمر ليس مضمونا".