استقبال تاريخي لليفربول وجوارديولا يتصل بكلوب
امتدت حمى الاحتفالات بإحراز ليفربول لقبه القاري السادس بفوزه على مواطنه توتنهام هوتسبير صفر-2 في مدريد حتى وقت متأخر ليل أمس، على أن تنتقل العدوى إلى انكلترا الأحد حيث سيكون الآلاف من عشاق النادي الأحمر في انتظار عودة لاعبيه.
على ملعب واندا متروبوليتانو حقق ليفربول لقبه السادس في المسابقة القارية والأول منذ 2005. كما تمكن الفريق الأحمر من تحقيق أول ألقابه في مختلف المسابقات منذ سبعة أعوام (كأس الرابطة الإنكليزية 2012).
ونال ليفربول أيضاً لقباً أول في عهد مدربه الألماني يورغن كلوب الذي يشرف عليه منذ العام 2015، علماً بأنه تمكن على المستوى الشخصي من تحقيق فوز أول له في آخر سبع مباريات نهائية خاضها، موزعة بين فريقه الحالي، والسابق بوروسيا دورتموند الألماني.
صافرة النهاية ليل السبت أشعلت حماس جماهير ليفربول في العاصمة الإسبانية وفي شمال غرب إنكلترا، حيث ينتظر المشجعون اليوم عودة الفريق للقيام بجولة شرف في المدينة والاحتفال في ملعب أنفيلد.
وعلق مشجع ليفربول غريغ وليامس (32 عاماً) بالقول لوكالة فرانس برس "الأمر لا يصدق. أعجز عن التصديق أننا فعلنا ذلك مجددا. يا له من نادٍ. يا لها من قاعدة جماهيرية. يا له من فريق".
واختصر كلوب الأجواء بالقول "كنا عملياً جميعنا نذرف الدمع على أرض الملعب، لأن الأمر كان عاطفياً جداً، كان كبيراً جداً، كان يعني الكثير بالنسبة إلينا".
بالنسبة إلى ليفربول، كان مذاق الثأر لذيذاً بعد الخسارة الموسم الماضي في نهائي المسابقة القارية أمام ريال مدريد الإسباني 1-3 في مدينة كييف.
كشف المهاجم المصري محمد صلاح الذي سجل ثاني أسرع هدف في تاريخ المباريات النهائية للمسابقة القارية بافتتاحه التسجيل من ركلة جزاء بعد دقيقة و48 ثانية، أنه استمد حافزه من خيبة أمل نهائي العام الماضي عندما اضطر لمغادرة الملعب باكياً بعد إصابة في كتفه تسبب بها المدافع سيرخيو راموس.
وقال "قبل المباراة، نظرت إلى صورة العام الماضي (المباراة النهائية) وشعرنا بخيبة أمل كبيرة لخسارتنا النهائي"، متابعاً "لقد خاب أملي كثيراً بعد الاصابة، خرجت بعد قرابة ثلاثين دقيقة (من صافرة البداية) وخسرنا المباراة. هذا الأمر حفزني للفوز اليوم. عندما تعرف ماذا يعني شعور الخسارة، تقول لنفسك "لنذهب ونفوز بذلك (الكأس)".
تهاني غوارديولا
وأتى التتويج القاري لليفربول بعد نحو ثلاثة أسابيع من فشله في تحقيق لقب أول في بطولة إنكلترا منذ 1990، إذ لم تكفه النقاط الـ97 التي جمعها للتغلب على مانشستر سيتي الذي تفوق في المرحلة الأخيرة بفارق نقطة واحدة فقط واحتفظ باللقب.
وكشف كلوب أنه تلقى في غمرة احتفالات الأمس، اتصال تهنئة من مدرب سيتي الإسباني بيب غوارديولا. وأوضح "وعدنا بعضنا البعض بأننا سنتنافس معاً مجدداً الموسم المقبل"، مضيفاً "سنعمل على (الفوز) بكل شيء وسنرى ما إذا في إمكاننا الحصول على شيء ما".
التتويج باللقب السادس في المسابقة القارية الأهم (بعد 1977 و1978 و1981 و1984 و2005)، فتح شهية لاعبي ليفربول على العودة مجددا في الموسم المقبل ومحاولة انتزاع اللقب المحلي الذي طال انتظاره.
وقال المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك الذي اختير أفضل لاعب في نهائي دوري الأبطال، كما كان أفضل لاعب هذا الموسم في الدوري الإنكليزي بحسب رابطة اللاعبين المحترفين، إن فريقه يضع اللقب المحلي نصب عينيه في الموسم المقبل.
وقال "عندما نعاود مجدداً (منافسات الدوري) في تموز/يوليو المقبل، سيبدأ الجميع من الصفر ويعمل الجميع لتحقيق أهدافهم"، متابعاً "من الواضح إننا نريد أن ننافس على كل كأس إن كان ذلك ممكنا. لدينا التشكيلة من أجل ذلك، ولكنكم شاهدتم في هذا الموسم (ضياع اللقب بفارق نقطة)".
وأبدى آمله في "منافسة مانشستر سيتي مجدداً الموسم المقبل".
وبعد خسارة نهائي مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" عام 2016 ونهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، انتهز ليفربول الفرصة الثالثة السبت للقب قاري، بعدما افتتح صلاح من ركلة جزاء احتسبت في الدقيقة الأولى بعد لمسة يد على لاعب توتنهام الفرنسي موسى سيسوكو.
ولدى فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، حاول العائد من الإصابة المهاجم هاري كاين وزميله الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين تغيير النتيجة، لكن الضربة القاضية جاءت بقدم البديل البلجيكي ديفوك أوريجي الذي سجل الهدف الثاني لفريقه في الدقائق الأخيرة، معيداً إلى الأذهان تألقه في ذهاب الدور نصف النهائي أمام برشلونة عندما ساهم بهدفين من رباعية فريقه.
"ليست سوى البداية"
عاد ليفربول إلى الحياة بقدوم كلوب إلى مدينة "البيتلز"، ولكنه احتاج إلى رفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين لتكريس حضوره.
وعن تطور فريقه قال كلوب "أنا مهتم حقاً بالتطوير، ولكن أفهم أنه يتوجب علينا الفوز بالألقاب، ومن المهم جدا بعد الآن ألا تسأل الناس طوال الوقت بشأن الفوز (بالألقاب)".
وتابع "الآن فزنا بشيء، وسنتابع، ونريد الفوز بالألقاب، 100 بالمئة"، مضيفاً "إنها ليست سوى البداية لهذه المجموعة، وهي مجموعة رائعة (...) أمامهم أفضل الأوقات في مسيرتهم مستقبلاً".
بعد 12 شهراً من الخطأين الفادحين اللذين ارتكبهما الحارس الألماني السابق لوكاس كاريوس والذي دفع ثمنهما ليفربول خسارة قاسية أمام مدريد في نهائي الموسم الماضي، أثبت بديله الحارس البرازيلي أليسون بيكر أحقية دفع فريق "الحمر" نحو 75 مليون يورو للتعاقد معه من روما الإيطالي في ثاني أغلى صفقة لحارس مرمى في العالم.
وكان بيكر محط تقدير مدربه كلوب الذي أثنى على تألقه أمس وتصديه لعدد من محاولات توتنهام في الثلث الأخير من اللقاء، معتبراً أنه "قدم مباراة قوية، وبدا أنه لا يقهر".
ومرة أخرى كان فان دايك حجر الرحى في الدفاع، لاسيما وأنه أتم أمس 64 مباراة توالياً مع ليفربول في مختلف المسابقات من دون أن يتمكن أي لاعب من مراوغته بشكل ناجح، بحسب موقع "أوبتا".