جوارديولا المدرب الذي لن يربح الأبطال بدون "ميسي" - El botola - البطولة

جوارديولا المدرب الذي لن يربح الأبطال بدون "ميسي"

فاروق عصام (البطولة)
18 أبريل 2019على الساعة14:36

استغل " خبرته في توديع منافسة دوري أبطال أوروبا عام تلو آخر من أجل مساعدة لاعبي نادي مانشستر سيتي على تجاوز محنة ليلة العذاب على يد شمشون نادي توتنهام الذي لم يحتج للكثير من الرسومات على اللوحة الفنية قبيل المباراة من أجل تسجيل هدفين والوصول إلى شباك السكاي بلوز.


المدرب الإسباني يُجسد في كل موسم المعنى الحرفي لرائعة "راندل تيري" التي قال فيها "اخدعني مرة عار عليك، اخدعني مرتين عار عليّ".


الفيلسوف كما يطلق عليه يبدو وأنه أحب أن يوصم بالعار، الخروج من دوري أبطال أوروبا هي تجربة يمكن لأي مدرب أن يعيشها ويخضع لأحكامها، ولكنها تتحول لتجربة مخزية إذا ما كانت تتكرر بذات السيناريو وذات الطريقة، هذا يعني أن هناك تعصب أعمى للأفكار، وربما يكون هذا هو المأخذ الأسوأ بالنسبة للمدرب صاحب الأفكار الشجاعة.



إذا قمت بمراجعة سيناريو إقصاء فرق جوارديولا البايرن والسيتي تواليًا موسم بعد آخر من عصبة الأبطال، سوف تجد الكثير من أوجه التشابه، أهداف عديدة تلج الشباك، فشل واضح في التأمين والحفاظ على تذكرة الصعود، التي دومًا تكون في متناوله خلال المباريات، ولكنه يفشل في الإبقاء عليها لدقائق من أجل التأهل.


جوارديولا واحد من أفضل المدربين الذين يقدمون كرة هجومية ممتعة على مستوى العالم لا خلاف على ذلك،  فهذه حقيقة رقمية، كرته تشد جماهيره ومُتيموه طوال الموسم، ولكن في المواعيد الحاسمة التي لا تتطلب المجازفة الهجومية، يستيقظ على حقيقة أخرى وهي أنه لم يدرب لاعبيه على كيفية الرجوع للخلف والدفاع بشكل منظم عن المرمى، وهذا طبيعي نظرًا لأن مدافعيه لا يتعرضوا طوال الموسم للاختبارات اللازمة بسبب قلة الضغط عليهم، والاستحواذ خلال بعض المباريات الذي يصل إلى 75٪، فكما يحتاج المهاجمون للتدرب والتجربة، المدافعون كذلك.


لا عجب أن البايرن استقبل معه خمسة أهداف ضد ريال مدريد، ولم يُسبب خروج السيتي على يد موناكو وتوتنهام باستقبال وابل من الأهداف أي دهشة، فالهجوم وحده لا يكفي للفوز بتلك المباريات.


المدرب الإسباني يعتمد على نهج الاستحواذ منذ مباراته التدريبية الأولى، ويرى أنه إذا ما امتلكت الكرة فستقل فرصة ارتكاب الأخطاء، وهو أحد الكافرين بالفكرة التي تقول أن كرة القدم المتوازنة هي أهم وسائل النجاح وتحقيق الألقاب وبالأخص لقب دوري أبطال أوروبا، ولعل أفكار "زين الدين زيدان" مع ريال مدريد هي أنسب مثال للتدليل على صحة هذا الأمر، ومن قبله نجاح المدرب الكبير "السير أليكس فيرجسون" أستاذ السير على الحبل.



يجب على بيب أن يتخلى عن تعصبه الفكري، لابد له كما اطلع على أساليب اللعب الهجومية، وعمِل على الابتكار والتطوير فيها، أن يهتم أيضًا بالشق الدفاعي، عليه الذهاب إلى المدربين المحافظين للتعلم منهم كما تتلمذ على يد بييلسا وكرويف وأسماء الإنجازات في مسيرتهم أقل بكثير من الأهداف التي دخلت مرمى فرقهم.


وكم كان مؤلماً بالنسبة لأي شخص يسير خلف منهج جوارديولا بشكل أعمى، اعترافه بنفسه أمام وسائل الإعلام بأنه "فاشل" بعد ميسي وجيل برشلونة الذهبي، وأنه أبعد مدرب يمكن التعاقد معه إذا ما كان أي فريق يفكر في التتويج بدوري أبطال أوروبا.


أخبار ذات صلة