بوفال والإدْمان على اللعب الفردي .. هل يَنْتَظِرُه مصير عادل تاعرابت؟

أيوب رفيق (البطولة) / عدسة: عماد الطالعي (البطولة)

يجد المغربي سفيان بوفال، جناح سيلتا فيغو الإسباني، ضالته في اللَّعب الفردي والاستغراق في الفنِّيات والمُراوغات، وهي سِمات كروية تُميِّزُه على البساط الأخضر، غير أنها تتحوَّل في بعض الأحيان إلى نِقمةٍ ونقطة سلبية في "بروفايله"، وذلك حينما يُغالي ويُبالغ في الاحتفاظ بالكرة واحتكارها. 

لقد تأكد هذا المعطى وبرزَ بصورة لافتة في مقابلة المنتخب المغربي أمام نظيره الأرجنتيني، يوم الثلاثاء المنصرم، والتي شارك فيها صاحب الـ25 سنة كأساسي، وقد أفرط في محاولة المراوغة والتجاوز كُلَّما وصلت إليه الكرة، مُفضِّلاً هذا الأسلوب على اللعب الجماعي. 

ولم يُخفِ الكثيرون امتعاضهم من الأسلوب الذي اعتمده بوفال في اللقاء، والقائم أساساً على الأنانية والاحتفاظ بالكرة والابتعاد عن اللعب الجماعي، وقد خَسِر لاعب ساوثهامبتون الإنجليزي السابق الكثير من الكرات جراء إصراره على إبقاء الكرة بين قدميْه ومحاولة مراوغة الكثير من المُدافعين دُفعة واحدة. 

المسَار الذي يُوقِّع عليه بوفال في مشواره الكروي، لحدود الآن، يُنذِرُ بأن اللاعب في طريقه لإمكانية استنساخ مسيرة مواطنه عادل تاعرابت؛ فكلا اللاعبيْن يملكان خامات فنية وقدرات تقنية هائلة، بيد أنهما لا يُجيدان تسخيرها لصالح المجموعة وزملائهما في الفريق. 

ولم ينجح لاعب سيلتا فيغو الإسباني في تجربته مع ساوثهامبتون، عقب موسميْن لم يُقدِّم فيهما الشيء الكثير، كما أنه لازال لم يُظهر كل شيء مع فريقه الحالي، مثل تاعرابت الذي باءت أغلب محطاته بالفشل، ذلك أن أسلوبه الموغل في الفردية أصاب الكثيرين بخيبة الأمل وأثار تذمُّرهم. 

لكن رغم الملاحظات السلبية التي تُسجَّل على بوفال، إلا أن تواجده يظل ضرورياً رفقة "أسود الأطلس" حسب البعض، حيث أن دخوله كاحتياطي في الشوط الثاني يُمكن له أن يُغيِّرَ مسار المقابلة ومجرى النتيجة، خاصة في المنافسات الكبرى، مثل كأس أمم إفريقيا 2019 المُزمع إقامتها بمصر، الصيف القادم. 

ويظل بوفال أكثر اللاعبين تسجيلاً للمراوغات في مسابقة الدوري الإسباني هذا الموسم، لكنه يبقى مُطالباً بمحاولة تطويع إمكانياته وجعلها في صالح المجموعة، حتى يصير ذو مكانة هامة داخل فريقه وكذلك المنتخب الوطني المغربي.