"فاطال تايغرز" تشرح مضمون "تيفو الأم"
عدسة: عز العرب نايبط
كشف الفصيل المساند لفريق المغرب الفاسي "فاطال تايغرز"، عن مضمون "التيفو" الذي تم رفعه، في مباراة اليوم، التي شهدت فوز "النمور" على النادي القنيطري، ليرتقوا إلى المركز الثاني، الذي يخول لهم الصعود إلى الدرجة الأولى.
"التيفو" رسالته كانت لـ"الأم"، وكشفت المجموعة في بلاغ عبر حسابها الرسمي على 'فيسبوك':
"الأم ستعارضك و تقول لك لا و ممكن انها تمنعك، لكنها مستعدة للموت من أجل أفكارك و مواقفك وقضيتك. الأم مركز الحياة، منبع التضحيات،هي الحضن، هي الداعم الحقيقي، الأم شمعة مقدسة لن تنطفئ، الأم لبنة المجتمع.
قررت المجموعة تسليط الضوء على عضو يعتبر ركيزة من ركائز الإلتراس،و رد الإعتبار لتضحايته الجسيمة و لصبره اللامحدود مع أبناء المدرجات، عضو يضل في الخفاء و لا أحد ينتبه إليه رغم بصمته القوية ، و مساهمته العظيمة في بقاء و استمرار الإلتراس بمبادئها و قيمها، هذه الركيزة هي "الأم"، نعم إنها الأم المناضلة المكافحة و المقاومة، التي كانت السند الحقيقي لنا في الأحزان و الشدائد و الأزمات و المشاكل مع الداخلية في مرحلة المنع، فقررنا جعل يوم السبت هو يوم تكريم لكل أمهات "الفيراجيست" المغاربة، و الإعتراف بجميلهم علينا خصوصا أن المناسبة جاءت مقرونة بعيد الأم 21 مارس .
فكرة "التيفو" تم استلهامها من الرواية الشهيرة "الأم" للكاتب و الروائي الروسي مكسيم غوركي رئيس اتحاد الكتاب السوفييت، تدور أحداث الرواية في إحدى القرى الروسية في حقبة ما قبل الثورة البلشفية سنة 1905، حيث تروي عن حياة العمال بالمصنع و الإضطهاد الذي كان يمارس على طبقة العمال و كذلك جبروت رئيس المصنع و مالكه، لكن سرعان ما تظهر لنا فئة صغيرة من المثقفين داخل المصنع تحاول نشر الوعي بين صفوف العمال و المساهمة في إيقاظهم من سباتهم بسبب الجهل و الأمية التي كان المجتمع الروسي يعاني منها، مما يجعلهم لا يفطنون بعبوديتهم و مغيبين على الحقيقة، حتى تظهر إشاعة أنهم أشرار و مخربين بغية محاربتهم، بتخطيط من مالك وسائل الإنتاج(رئيس المصنع) و يتم تسويق لصورة مشوهة لهاته الطبقة المثقفة و تصبح محاربة من طرف المجتمع، و أم "بافل" (شخصية رئيسية ) يكون لها نفس الموقف و نفس الصورة المشوهة التي تم تسويقها، حيث ابنها "بافل منتمي للثوار أي تلك الفئة المثقفة ، و تقف ضد أفكاره و تحذره منهم و تحاول منعه من التحرك معهم لخطورتهم، لكن حنان الأم و فطنتها و ذكائها تتراجع عن أفكارها المشوهة و تصبح هي الداعم و السند لإبنها و لمجموعته الثورية حتى ينتهي بها الأمر في صفوف الثوار رفاق إبنها "بافل" و منخرطة في أعمالهم و مؤمنة بقضيتهم و تتحمل المسؤولية في تثقيف العمال و نشر الوعي بين صفوفهم و دفاعها على نشر الحقيقة و محاربة الظلم و الطغيان و الإضطهاد الممارس على العمال و سكان القرية،حيث تتطوع لإتمام عمل ابنها بعد اعتقاله في نشر و تهريب المناشير التوعوية و يصل بها الأمر إلى إلى المشاركة في تظاهرة لتهريب ابنها و باقي المعتقلين من السجن لكن قوى القيصر القمعية تتدخل و ينتهي التدخل باستشهادها من طرف دركي خنقاً ...
و هذا الواقع هو ما عاشته حركة الإلتراس في المغرب حيث عانت من تشويه لصورتها، و محاربتها إعلامياً عن طريق الإشاعة ، نظراً لما قامت به الإلتراس من نشر الوعي داخل المدرجات و تأسيس جيل جديد من الجماهير الواعية المؤمنة بقضيتها في الحرية و محاربة الفساد و تنقية المحيط الرياضي من الإنتهازيين و المفسدين و محاسبة كل طاغي و فاسد داخل المنظومة الكروية ، و هذا التشويه سبب في رفض أمهاتنا لهذا الفكر التحرري مخافة علينا بسبب ما تم تسويقه علينا من طرف وسائل الإعلام،لكن سرعان ما تم كشف الحقيقة و أصبحت الأم هي السند في الدفاع عن فكرتنا و عن حركتنا، و منخرطة في أعمالنا بطريقة مباشرة و غير مباشرة و مساعدتنا في انجاز الدخلات و التيفوات و حفظها لأغاني الإلتراس و تشبعها بشغف كرة القدم و حب الفريق، و تشجيعنا على التنقلات و الحضور في المباريات ، حتى أصبحت الأم منخرطة في أي عمل و أي نشاط تقوم بها الإلتراس، و مستعدة لتقديم تضحيات كبرى من أجل أبنائها في "الفيراج".
التيفو كان عبار عن "كوريغرافي" يحمل اسم الرواية باللغة الإنجليزية ´´ MOTHER’´ و رسم يحمل واجهة الرواية الأصلية باللغة الروسية، التي تتضمن أم رافعة في أياديها المناشير التي كانت توزعهم على العمال.
تم استدعاء الأمهات للحضور في المباراة و نزولهم لأرضية الملعب أمام "الفيراج" أثناء رفع التيفو، الذي أنجز من أجلهم و تكريماً لهم لما قدموه لنا كإلتراس.
فشكرا لكل الجماهير الوفية التي لبت النداء و نزلت بكل ثقلها عبر حضور قياسي في المدرجات و شكلت اللاعب رقم واحد ، و شكرا لكل اللاعبين و كل من ساهم في هذا الفوز الكبير. المجد لجميع الأمهات في جميع بقاع العالم".