خايمي ماتا... صورة لإسبانيا متجددة بقيادة أنريكي
يستهل المنتخب الإسباني مع تشكيلة متجددة، مشواره في تصفيات كأس أوروبا 2020، غدا السبت، على أرضه أمام النرويج، محاولا استعادة مكانته في عالم اللعبة بقيادة مدربه الجديد لويس إنريكي.
وسيطر "لا روخا" على الألقاب بين عامي 2008 و2012، محرزا للمرة الأولى في تاريخه كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، ولقبي البطولة القارية 2008 و2012.
إلا أن كل ذلك تبدل في مونديال البرازيل 2014 بعد الخسارة أمام هولندا 1-5 في دور المجموعات.
عرابا هذه الانتصارات كانا المدربين السابقين لويس أراغونيس وفيسنتي ديل بوسكي، ولكن جولين لوبيتيغي المقال عشية انطلاق المونديال وبديله المؤقت فرناندو هييرو، لم ينجحا في إعادة المنتخب الى القمة، لتنتقل الضغوط الى كاهل المدرب السابق لبرشلونة أنريكي.
ولا تبدو مهمة هذا الأخير سهلة. فالفشل يلاحق المنتخب الاسباني منذ خروجه من مونديال البرازيل، لتتكرر الخيبة في دور الـ 16 من كأس أمم فرنسا 2016، ومثله في الدور الثاني في مونديال روسيا. كما عانى رجال أنريكي من هزيمتين أمام إنكلترا وكرواتيا في المسابقة الجديدة دوري الأمم الأوروبية، علما بأنهم حققوا أيضا فوزين لم يتيحا لهم بلوغ نصف النهائي.
ويعتمد أنريكي على عنصرَي الجدارة والتنوع في استدعاء اللاعبين الى التشكيلة، مدركا في الوقت ذاته أهمية اختيار لاعبين يتمتعون بمستوى لافت في الفترة الحالية، على غرار مهاجم خيتافي خايمي ماتا (30 عاما)، الذي كافأه على موسمه في "الليغا".
ولم يختبر ماتا، الذي كان يلعب في الدرجة الثانية الموسم الماضي، مراكز تدريب الأندية الاسبانية الكبيرة، وسيواجه النرويج في فالنسيا، ومالطا الثلاثاء ضمن منافسات المجموعة السادسة ضمن التصفيات الأوروبية.
ورغم مسيرته كشبه لاعب محترف وتنقلاته المستمرة ومشاكله المالية، لم يفقد إبن مدريد الأمل وتمسك بحلمه: اللعب في الدرجة الأـولى، التي يسبر أغوارها هذا الموسم مع خيتافي، وإرتداء قميص منتخب "لا روخا".
ويقول "إنها سعادة قصوى، وأنا ممتن جدا للفرصة التي منحني إياها (أنريكي)"، مضيفا "قبل ثمانية أشهر، عندما كنت في بلد الوليد لم أفكر أبدا حتى في أحلامي الاكثر جنونا انه بعد هذه المدة، سأسجل الاهداف في الدرجة الاولى وسيتم استدعائي للمنتخب".
واعتبر أن هذه الدعوة "مكافأة لكل هذه السنوات من الجهود والالتزام".
وتنقل ماتا بين أندية متواضعة منها بيغاسو، الفريق الرديف لرايو فايكانو، سوكويلاموس، جيرونا، بلد الوليد وأخيرا خيتافي... وفي كل مرة انتقل هذا المهاجم كلاعب حر بدون أن يدفع فريقه الجديد أي مقابل مادي.
المرة الوحيدة التي ظهر فيها اسم ماتا في الصحف المحلية والعالمية، كانت في موسم 2009 - 2010. خلال تلك الفترة وفي خضم الازمة المالية في إسبانيا، واجه اللاعبون المحترفون وشبه المحترفين مشكلة تأخير قبض رواتبهم. ومن أجل الاحتجاج على هذا الواقع عمد ماتا مع رفاقه في فريق غالاكتيو بيغاسو، في ضواحي مدريد، الى التقاط الصور بالملابس الداخلية احتجاجا على تأخر مستحقاتهم.
- "قدرات كبيرة" -
ولكن هذا المهاجم النحيل (1،85 م، 79 كلغ) لم يستسلم، فترفع من الدرجة الثالثة عام 2015 إلى الدرجة الثانية حتى عام 2018، متوجا مشواره الموسم الماضي مع فريقه بلد الوليد بلقب هداف الثانية برصيد 35 هدفا، ما شرع أمامه فرصة اللعب في الدرجة الأولى مع خيتافي.
ولم يعد ماتا غريبا عن "الليغا" إذ سجل 13 هدفا في موسمه الاول وقاد فريقه الجديد للمركز الرابع وللصراع على التأهل للمسابقات الأوروبية.
ورأى مدرب اسبانيا أنريكي أن ماتا "هو من بين اللاعبين الأكثر جهوزية في الوقت الحالي، أحد المهاجمين الذين يسجلون الأهداف بغزارة، ولديهم الصفات التقنية والفنية والاداء. أجد فيه قدرات كبيرة".
وبينما اعتبر البعض ان استدعاء ماتا هو علامة لوصول مسيرته الى القمة، أشار آخرون الى الضعف الهجومي الذي يعاني منه "لا روخا" وشح الاسماء من المستويات العالمية، مع استدعاء المهاجمين ألفارو موراتا (أتلتيكو مدريد) ورودريغو مورينو (فالنسيا)، علما أن هذا الثلاثي سجل 26 هدفا في الدوري هذا الموسم.
كما يواجه المدرب الاسباني مشكلة في خط الوسط، فعلى الرغم من أن داني باريخو (فالنسيا) وسيرخيو كاناليس (بيتيس إشبيلية) وإيكر مونياين (أتلتيك بلباو) يستحقون ارتداء القميص الأحمر لتألقهم في الدوري هذا الموسم، إلا انه من الصعب ان يشكلوا نواة خط الوسط في المستقبل.
ومن أجل تبرير وجودهم اصر أنريكي على كلمة "اللحظة" أو حتى على المدى القصير. فهناك فجوة كبيرة بين الجيل القديم كل من تشابي ألونسو، أندريس إنييستا، سيسك فابريغاس ودافيد سيلفا والاسماء الحالية.
وعلق أنريكي بالقول "هذه ليست ثورة، هذا تطور".