لويس سواريز... صياد لا يحب الكرات السهلة
مرر له ميسي كرات سهلة تاركه منفرداً في مواجهة المرمى، فإضاعها بطريقة غريبة. استيقظ من غفوته واخترق خط الدفاع وحده مسجلا هدفاً رائعا ليقلب الأحكام نحوه في دقيقة. لويس سواريز، رقم صعب يقلب الموازين في برشلونة.
يمرر كرات صعبة ويسجل من فرص أصعب، لكنه يفشل في التهديف من كرات سهلة. يجر معه لاعبي خط دفاع الفريق الخصم ليسقطوا واحدا تلو الآخر في محاولة اللحاق به. يخلط أوراق الفريق ويخلط أكثر أفكار المشاهدين والمعلقين الرياضيين بسبب محاولات فاشلة منه، وفجأة يسجل هدفا غير متوقع، ليعود إلى ضحكته المعهودة من جديد.
إنه لويس سواريز، الظاهرة الفريدة في فريق برشلونة. وجوده بجانب ميسي مفصلي في هجوم الفريق الكاتالوني، ووجود ميسي بجانبه يشعره بالاطمئنان. لكن يقال إن الأوروغوياني بدأ يشيخ، فهل هذا صحيح؟
* إصابة في وقت سيء
أصيب سواريز الأحد (17 مارس 2019) بعد تعرضه لالتواء حاد في كاحله خلال لقاء ريال بيتيس، الذي انتهى بفوز برشلونة بأربعة أهداف لهدف، لعب سواريز فيها دور الهداف وصانع هدف. ففي الشوط الأول من اللقاء مرر سواريز كرة بكاحل قدمه اليمنى إلى ميسى من دون النظر إليه، وكأن راداره أشار إليه بمكان ميسي، الذي هز بالكرة شباك الفريق المضيف بهدف ثان.
في الشوط الثاني أضاع سواريز ثلاث فرص أكيدة للتسجيل، دفعت المعلقين الرياضيين على المباراة للتساؤل عن سبب فشله وعن مستواه واحتمال بقائه بجانب ميسي لفترة أطول وهو في هذا المستوى.
بيد أنه عاد بعد دقيقة من إضاعة فرصة ليقلب الأحكام المسبقة عليه ويفاجئ الجميع بتسجيله هدفا رائعا في الدقيقة 63 بعد بجهد فردي أخترق فيه خط الدفاع، منطلقاً من منتصف الملعب، ومراوغا مارك بارترا وسيرخيو كاناليس وعيسى ماندي لاعبي بيتيس، الذين سقطوا جميعا على الأرض. وليقف بعدها منفردا في النهاية بمواجهة حارس المرمى لوبيز وواضعاً الكرة بهدوء على يمينه.
ما يميز اللاعب الأوروغوياني على الساحة هو أنه هداف لا يمكن التنبؤ به ولا بتحركاته، كما أنه يشغل خط دفاع الفريق الخصم، ويفهم تحركات ميسي ويعلم أماكن تواجده والعكس بالنسبة لميسي أيضا، الذي لا يبخل على زميله بالكرات.
بالإضافة إلى أن سواريز يملك قوة جسدية كبيرة، فهو كالبلدوزر أحيانا حين يكتسح لاعبي الفريق الخصم، ولا تنقصه السرعة رغم قوته البدنية.
ويعتقد كثير من المراقبين أن وجوده في ساحة الفريق الخصم تكفي، وإن لم يسجل، فهو يشغل لاعبين اثنين على الأقل من خط الدفاع، تاركاً مساحة لميسي للتحرك من دون مراقبة، والعكس صحيح أيضا. فكل واحد منهما يتبادل أدوار إشغال خط الدفاع لمنح الآخر حرية الحركة في ساحة الخصم.انضم سواريز في عام 2014 إلى النادي الكاتالوني قادما من ليفربول الإنكليزي، والعد التنازلي لبقائه مع برشلونة قد بدأ فعلاً، كحال كثير من اللاعبين الذين يتجاوزون الثلاثين من العمر.
رغم ذلك فإن مستقبله مع برشلونة يبقى مفتوحاً واحتمال بقائه لمدة أطول ممكنة بعد نهاية عقده مع الفريق في منتصف عام 2021، إذ سيبلغ حينها من العمر 34 عاماً.
لا جدال أن سرعة سواريز بدأت بالتراجع، وأنه يضيع أحيانا كرات سهلة بطريقة غريبة تثير التساؤل، لكنه يسجل أهدافه من فرص صعبة وكأنه اعتاد على الصعب. ولا يمكن إنكار أنه يقلب نتائج المباريات أحيانا ويحسمها لصالح برشلونة ولا يمكن الاستغناء عنه في خط الهجوم.
لكنه سيغيب لمدة أسبوعين بعد إصابة الأمس، وسيفتقده برشلونة في مباراة الليغا الإسبانية أمام إسبانيول، وربما في المباراة الأهم في لقاء دوري الأبطال أمام مانشيستر يونايتيد الإنكليزي. غيابه سيوضح أهميته للفريق وربما يفتح الباب أمام بديل محتمل له، خاصة وأن البرازيلي كوتينيو يجلس منذ مدة على مقاعد البدلاء.