رأي خاص/ تَعادلَتِ الوِداد.. فماذا بعد..؟! - El botola - البطولة

رأي خاص/ تَعادلَتِ الوِداد.. فماذا بعد..؟!

محمد زايد ( البطولة )
13 فبراير 2019على الساعة16:47

محمد زايد (البطولة)

نتيجة مباراة ولوبي ستارز بالأمس لا تعكس نتيحة لقاء من تسعين دقيقة فقط، بل مجموعة من المباريات المتوالية التي كانت تمشي تقريبا بذات النّهج، مع اختلاف بعض الأسماء المتداخلة في التأثير عليها، وإن اعتبرت فئة من جماهير الفريق الأحمر النتيجة سلبية والأداء أكثر سلبية منه، فإني شخصيا أرى متواضعا العكس.


أولا يجب أن نفرّق بين أداء سلبي ونتيجة سلبية، إذ لا يمكن أن نحكم على إيجابية أداء ما أو عكسه من خلال نتيجة مباراته، والتي توهم المتلقي بالاحتفاء بمتعة هدف، أو تألق لاعب، أو الانتشاء بحصة عريضة، على تحليل الأداء من زاوية كل مشاهد على حدة، فينسى الأداء وتقييمه بسبب أن النتيجة صبّت لصالحه، و ما إن تصادفه مباراة بذات الأداء لكن بنتيجة غير مرضية، حتى يختال أنه اكتشف تخاذل هذا وضعف مردودية الآخر وعدم استحقاق ذاك حمل قميص الفريق من أصله، ولكم في الحسّوني معشَر أصدقائي من الوداديين لعِبرة، إذ تحوّل من نجم فوق العادة ومنقذٍ في آخر مباراة في الدوري، إلى عالة في لقاء الأمس، وهذا يعود لعدة عوامل نفسية وذهنية وتكتيكية وبدنية وحتى شخصية.


ثانيا، إن أردنا تقييم أداء فريق ما، وُجب علينا مقارنة أدائه السابق، هل تحسن، أم استقر، أم تراجع، وفي رأيي المتواضع، لا يمكن أن يطلب مناصرو الوداد أكثر من هكذا "نسق" وأضع خطّا عريضا بالأحمر على كلمة "نسق"، إذ نجد الفريق تحسّن نسقه في اللّعب عن بداية الموسم، وإن لم يتطوّر في بعض المراحل، فهو على الأقل لا يتراجع، وهذا النّسق أو "الرّيتم" بمفهوم آخر لا يرتبط بالأداء، قد يساهم في التأثير فيه نعم، لكن لا يُعد مسؤولا أولا عنه، وهنا نطرح السؤال المهم، ما سبب تغيّر الأداء من مباراة لأخرى، وهل دخل الفريق مرحلة الشك؟

من زاوية نظري المتواضعة دائما، أعتبر مَن حَكَم على الفريق الآن بدخوله مرحلة الشك، إما أعماه التوجس والخوف من فرط محبته لناديه، أو أنه لا يستطيع التفريق بين المفاهيم، إذ لا يمكن أن تكون المرحلة مرحلةً عصيبة، إلا بتوالي النتائج السلبية، لا الأداء وغيره، هذا إن اعتبرنا فعلا الأداء سلبيا في الفترة الأخيرة، وهنا نجدنا أمام سؤال آخر هام: ما الذي يجعل مباريات الفريق مستعصية في الفترة الأخيرة، أو بشكل آخر، لماذا كل المباريات تبدو صعبة في مجرياتها، وهي التي قد تبدو أسهل مما يُرى، هل هو خلل ما في الفريق ومحيطه، أم هي قوة المنافسين؟


هنا يجب أن نقوم بجرد لآخر مباريات الفريق في المنافسات التي يشارك فيها، وهما الدوري المحلي والأبطال الأفريقي، فنجده في آخر عشر مباريات في البطولة حقق سبع انتصارات وتعادل مرتين وخسِر في واحدة، سجّل 13 هدفا، ودخلت مرماه 4 أهداف، فيما حقق في دور المجموعات انتصارين وتعادلا وهزيمة، سجل 7 أهداف واستقبل 4 و في المسابقتين معا يتصدر مؤقتا الترتيب، فأين الخلل إذن؟ لماذا يجد المشجع الأحمر نفسه يعاني مع كل مباراة لفريقه، ولا يحقق النتيجة المرجوة إلا بشق الأنفس؟


ببساطة لأن الفريق في كل مبارياته تقريبا، يسلك نهجا تاكتيكيا بات معروفا لدى جميع المنافسين، المعتمد على الهجوم بأكبر عدد من اللاعبين، والضغط عاليا واعتماد الأظهرة والمدافعين في البناء، وغير ذلك من تفاصيل تخص هذا النّهج الصعب، بدنيا وذهنيا وتكتيكيا، وهو مايفسّر صعوبة تأقلم اللاعب "المحلي بفِكره الارتجالي" معه والاستمرار في تطبيقه دون معيقات، وهو ما يظهر جليا من خلال أداء بعض اللاعبين الذين يظهر أداؤهم متباينا ومختلفا من مباراة لأخرى، والسبب يعود كما ذكرنا لمحدوديته الإبداعية الابتكارية والفنية زد عليهما الذهنية والبدنية ناهيك عن التاكتيكية كما سبق ذكره.


لم يكذب البنزرتي حين قال على أن بعض اللاعبين مراجعة أوراقهم، فالعديدون منهم في أدائهم أحيانا يظهرون محدوديتهم الفنية في وقت وجب عليهم الابتكار والعطاء، يظلون حبيسي معرفتهم أو أقل منها، مع تغليب جانب الأنانية وحب الذات على الجماعة في شتى محاولات، دون إنكار مسؤولية المدرب التونسي الذي يُعد المسؤول الأوّل عن اختياراته ونهجه، رغم محاولته أحيانا الاختباء وراء هفواتهم، دون الاعتراف بأخطائه خاصة المكرّرة منها، وإن بدت هيّنة سهلة التجاوز فيما بعد.

أعتقد أن مشكلة الوداد تكمن في إصلاح الهفوات التي تتم بوتيرة بطيئة، خاصة على مستوى التمركز وإنهاء العمليات والتركيز، عوامل أثبت لاعبو الوداد ضعفهم فيها نسبيا، إصلاحها كليا يعني أداء أرقى، هجوما أقوى وأهداف أكثر وطبعا أخطاء أقل، مع عدم استثناء عامل العياء الذي يساهم أيضا في الأداء الغير مُرضي أحيانا.


بالتوفيق للفريق الأحمر في ، وبالتوفيق للرجاء والحسنية وبركان في مسابقة الكونفدرالية، وسأعود متواضعا للحديث عن هذه الأندية الثلاث أيضا إن شاء الله، لأُدلي برأيٍ شخصيٍّ جديد، قد يصيب وقد يخطئ في جميع الأحوال.


للتواصل مع الكاتب عبر البريد الإلكتروني:

m.zaid@elbotola.com

أو عبر صفحته بالفايسبوك:


طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة