ما هو سر يورغن كلوب في التحفيز؟
يعتبر يورغن كلوب من أبرز المدربين في عالم الكرة اليوم. وسر نجاحه يكمن في علاقته بلاعبيه وقدرته على إخراج أفضل ما عندهم. وحتى عندما يسقطون في أزمة كما حدث مع محمد صلاح، يعرف كيف يعيدهم إلى دروب التألق.
لم يخفِ يورغن كلوب خيبة أمله البالغة بالتعادل الأخير الذي سقط في فخه ليفربول أمام ليستر سيتي، ولكن وكعادته في رفع معنويات لاعبيه، قال كلوب: بالطبع خاب أملي. ولكن لا أرى أننا فقدنا نقاطا، وإنما صار لدينا نقطة إضافية، مقارنة بما قبل المباراة".
الفوز كان بالطبع سيجعل ليفربول يوسع الفارق مع مطارده مانشستر سيتي إلى سبع نقاط. والآن هي خمس فقط. ولكن كلوب يرى أن الوضع عموما إيجابي.
حالات التذبذب التي يمر بها ليفربول أحيانا، ثم عودته لسكة الانتصارات والأداء الجميل بسرعة، تجعل الجميع يبحث عن السر الذي يحفز من خلاله يورغن كلوب لاعبي "الريدز".
ربما يعود ذلك إلى طبيعة كلوب كإنسان. "لدي متلازمة المساعدة. أنا أهتم فعلا بأمر الآخرين وأشعر بأني مسؤول عن كل شيء تقريبا".
ولفهم عقلية كلوب، يجب أن نعرف بأنه يوصف بـ"مطور اللاعبين". كما أنه حاضر في المناسبات الكبرى، ويعرف كيف يحفز لاعبيه ليقدموا عطاء يتجاوز قدراتهم أحيانا.
ولكن تطوير اللاعبين لوحده لا يكفي، كما يرى كلوب، بل يجب أن يكون اللاعب نفسه مؤهلا. "مسألة الحافز تبدو وكأنها لغز كبير وكنها ليست كذلك... لو كان حافزك يمثل مشكلة بالنسبة لك، فلن تكون في نادي ليفربول".
ويضرب كلوب مثالا على ذلك، في مقابلة تلفزيونية سابقة: "لا أحد يستطيع أن يوقظك كل صباح، ليقول لك: تعال إلى التدريبات مجددا. أنت يجب أن تذهب خمس مرات (كل أسبوع)". فالحافز الذاتي هو أول شيء.
* تطور صلاح تحت إدارة كلوب
السنوات السبع التي قضاها كلوب على رأس الإدارة الفنية لدورتموند، يواصلها بذات الروح مع ليفربول. كلوب لا يدير العلاقة مع لاعبيه بمنطق الضغط حتى يتألقوا، وإنما بالصبر عليهم، وتحمل أخطائهم، ومنحهم الوقت للعودة لمستواهم.معاناة النجم المصري محمد صلاح مع تشيلسي ما زالت ماثلة في الأذهان، ولم يحظَ بالفرصة لإثبات نفسه. وعند انتقاله إلى روما قدم مستوى جيدا، ولكن التألق الأكبر عرفه صلاح تحت إدارة كلوب. وصعد بسرعة الصاروخ ليكون، ليس فقط هدافا للدوري الإنكليزي في أول موسم له مع الريدز، وإنما ينتزع جائزة أفضل لاعب في الموسم.
ليس هذا كل شيء. فصلاح، وبعد ذلك الموسم الرائع (2017-2018)، انخفض مستواه كثيرا في بداية الموسم الحالي. ومر بأزمة كبيرة. جماهير ليفربول، وبعد أن تغنت بتألق "مو" صلاح في الموسم الماضي، ونسجت حوله الكثير من الحكايات وهزجت بأناشيد خاصة له، نفد صبرها سريعا وصارت تطالب ببيع صلاح، ولكن كلوب آمن بقدرات لاعبه، وسانده طوال الأسابيع الصعبة في بداية الموسم الحالي، ودافع عنه أمام الجماهير ووسائل الإعلام، ليعود صلاح بعدها للتسجيل، وها هو يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنكليزي برصيد 16 هدفا، وليفربول يتربع على عرش الصدارة.
هذا الأسلوب الذي يعتمده كلوب مع لاعبيه، جعل حتى لويس سواريز، نجم برشلونة حاليا ولاعب ليفربول سابقا، يقول: حاليا نحن في ناديين مختلفين، ولكن أي لاعب في العالم يتمنى أن يلعب تحت الإدارة الفنية لكلوب كمدرب"، كما قال في تصريح لمجلة "11 فروينده" الرياضية الألمانية.