"العنابي" في كأس آسيا... تحدي المقاطعة لتحقيق إنجاز بالإمارات - Elbotola - البطولة

"العنابي" في كأس آسيا... تحدي المقاطعة لتحقيق إنجاز بالإمارات

DW
02 يناير 2019على الساعة09:10

على خلفية أزمتها مع جيرانها والتي دخلت عامها الثاني، تواجه تحديات عديدة وهي تتأهب للمشاركة في لكرة القدم بالإمارات. وعلى غرار كرة اليد قامت قطر بتجنيس لاعبين، فما حظوظ "العنابي" في البطولة المليئة بالتحديات؟


تعتبر "المقاطعة" أو "الحصار"، كما تسميها وسائل الإعلام القطرية، صداعاً في رأس منتخب قطر، الذي يخوض، ابتداء من الخامس من يناير 2019، نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم، التي تقام في الجارة "اللدود"، الإمارات العربية المتحدة. والسبب في ذلك هو اغلاق المنافذ البرية ووقف رحلات الطيران بين قطر وجيرانها الخليجيين المقاطعين لها: السعودية والإمارات والبحرين.


هنا اختلطت أوراق الرياضة بالسياسة، وانعكست "المقاطعة" على حرية تنقل الرياضيين القطريين للمشاركة في دورات وبطولات رياضية تقام في الدول الثلاث. ولأن قطر تشكل جزءا من منظومة مجلس التعاون الخليجي وتنضوي فرقها الرياضية تحت مظلة الاتحادات الآسيوية؛ فقدرها مواجهة جيرانها، الذين يقاطعونها.

لكن المواطن القطري، الذي كان ينتقل بكل حرية ودون الحاجة لتأشيرة دخول لهذه البلدان الخليجية الثلاث، بات الآن تحت المجهر، وأصبح يتحتم عليه مسبقاً الحصول على تأشيرة دخول، في سابقة تحدث لأول مرة خليجيا.


ولأن الطيران القطري ممنوع من الهبوط في مطارات دول "المقاطعة" فان البعثات والفرق الرياضية القطرية تسافر عبر سلطنة عمان والكويت وتستغرق الرحلة بضع ساعات بعد أن كانت لا تتعدى الساعة الواحدة.


البطولة، التي تنظمها الإمارات، تابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولذك أرسل هذا الأخير تعميماً للسلطات الإماراتية يطلب فيه تسهيل مهمة دخول الوفد القطري ومعاملته أسوةً بجميع المنتخبات الأخرى، من حيث اصدار التأشيرات وكذلك تهيئة ظروف الإقامة، وفق كراس الشروط الآسيوي. كما لفت الاتحاد الآسيوي نظر السلطات الإماراتية إلى ضرورة عدم مضايقة فريق شبكة تلفزيون "بي إن سبورت" القطرية، بوصفها صاحبة الحقوق الحصرية للنقل التلفزيوني في منطقة الشرق الأوسط.


* آل ثاني: لا نخلط الرياضة بالخلافات السياسية

الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم أوضح لـ DW عربية أن قطر "تحرص على عدم خلط أوراق الرياضة بالسياسة؛ لأن الخلافات السياسية تُحل في إطار آخر بعيداً عن الرياضة، ولا يجب أن يذهب الرياضيون ضحية لهذه الخلافات." وأضاف المسؤول القطري: "سنذهب إلى هناك (الإمارات) وهدفنا التركيز على المنافسة على اللقب الذي ينقص خزائننا".


ومن جهته يرى خالد جاسم، الصحفي الرياضي القطري، في تصريح لـ DW عربية أن "الرياضة يجب أن تبقى نقية بعيدة عن كل الشوائب السياسية لأنها جسر تحابب وتقارب بين الشعوب".


أمَّا المحلل والصحفي القطري المخضرم ماجد الخليفي فقال لـDW عربية إن "قطر كانت دائماً تلعب في صف الدول، التي لا تخلط الرياضة بالسياسة وبأنها منفتحة على الحوار وتحترم اللوائح الدولية انطلاقا من روح المبادئ الأولمبية، التي تحث على التنافس الشريف بين الرياضيين بعيدا عن الخلافات السياسية."


* الاستعانة بلاعبين من أصول غير قطرية

ومن الناحية الكروية، يواصل المنتخب القطري استعداده للبطولة وسيستمر معسكره التحضيري في الدوحة حتى موعد السفر إلى مدينة العين الإماراتية في الخامس من يناير؛ أي قبل أربعة أيام من موعد المباراة الأولى في البطولة القارية أمام نظيره اللبناني على ملعب هزاع بن زايد، ضمن منافسات المجموعة الخامسة، التي تضم أيضا المنتخبين الكوري الشمالي والسعودي.


وخلال هذا المعسكر خاض "العنابي"، وهو لقب المنتخب القطري، مواجهات ودية في ديسمبر، ففاز على الأردن 2- صفر، ثم على قيرغيزستان 1-0، ثم خسر أمام الجزائر 0-1، قبل أن يخسر أيضا مواجهة مع المنتخب الإيراني 1- 2 في آخر مباراة ودية له مع الساعات الأخيرة من عام 2018.


وأعلن المدرب الإسباني لمنتخب قطر فيليكس سانشيز القائمة النهائية للَّاعبين الذين سيخوضون البطولة بالإمارات. وإضافة إلى اللاعبين ذوي الأصول القطرية، يستعين العنابي أيضا بخدمات لاعبين مقيمين، مولودين على أرض قطر أو حتى أجانب وافدين. فمثلا هناك في الدفاع بيدرو ميغيل لاعب السد، وهو برتغالي ويحمل أيضا الجنسية القطرية وزميله في خط الدفاع خوخي بوعلام، وهو جزائري تم تجنيسه أيضا. وفي الوسط يوجد أحمد فتحي وهو من أصل مصري، كما يوجد في الهجوم لاعب آخر من أصل مصري هو أحمد علاء الدين. ويعول القطريون بصفة خاصة على المدافع عبدالكريم حسن نجم السد، الذي فاز لتوه بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2018.


وكانت هناك تجربة ناجحة لتجنيس لاعبين أجانب عندما نظمت قطر كأس العالم لكرة اليد ونالت فيها مركز الوصيف في عام 2015 أمام فرنسا، حيث كونت آنذاك منتخبا قطرياً، معظم لاعبيه من جنسيات عربية وأوروبية. ويعتقد متابعون أن من الممكن أن تفعل قطر نفس الشئ عندما تستضيف مونديال كرة القدم عام 2022 بالدوحة.


* طموح واقعي والمفاجآت واردة

وفي تصريحات خاصة لـ DW عربية قال أحمد خليل، حارس منتخب قطر الفائز بكأس الخليج في 1992 بالدوحة "إن المجموعة التي وقعت فيها قطر ليست صعبة وليست سهلة. وباستثناء الصدام مع السعودية فإن بقية المنتخبات تعتبر في المتناول إلا أن المنافسة الحقيقية ستكون مع نمور آسيا، وهم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والصين".


ويرى أكرم عفيف مهاجم المنتخب القطري أن الصعود للدور الثاني "أضعف الإيمان"؛ لأن المجموعة تضم المنتخب السعودي وهو الرقم الصعب فيها، حسب تعبيره.


لكن التفاؤل لا يسود كثيراً الشارع الرياضي القطري، لتحقيق اللقب الآسيوي. ويعود غياب التفاؤل إلى وجود أربعة منتخبات آسيوية من العيار الثقيل وهي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا الضيف الثقيل على القارة الصفراء، وإيران وهي أعلى كعبا وتجربة من المنتخب القطري. ويضاف إلى هؤلاء الصين وربما السعودية، التي اعتادت المراهنة على اللقب وفازت به ثلاث مرات. ويرى كثيرون بأن الوصول إلى الدور الثاني قد يكون أقصى مرحلة يصل إليها المنتخب القطري غير أن باب المفاجآت وارد في كرة القدم.


ويقود كتيبة المنتخب القطري في البطولة المدرب الإسباني فيليكس سانشيز، الذي لا يمتلك خبرة كبيرة، لكنه يعمل بمقتضى استراتيجية واضحة، ويعتمد في قائمته النهائية على لاعبين من الدوري القطري فقط خصوصا من نادي السد. وقال سانشيز لـ DW عربية إن المنافسة ستكون "صعبة" في المجموعة مع السعودية وكوريا الشمالية التي لا تعتبر رقما هامشيا وأضاف "يجب أن نتعامل مع كل مباراة وفق إمكانياتنا لبلوغ الدور الثاني ثم لكل حادث حديث".

طاغات متعلقة