تورام: "فرنسا غيرت نظرتها للمهاجرين بعد التتويج بكأس العالم" - El botola - البطولة

.

تورام: "فرنسا غيرت نظرتها للمهاجرين بعد التتويج بكأس العالم"

رويترز
15 نونبر 2018على الساعة20:34

قال، مدافع السابق، إن التتويج لكرة القدم مرتين في 1998 و2018، والذي يرجع الفضل فيه لمجموعة من اللاعبين المنحدرين من أصول مختلفة، ساعد في تقليص حدة التوترات العرقية في البلاد وفي تغيير طريقة التعامل مع المهاجرين.


وأحرز تورام، أكثر لاعبي فرنسا مشاركة مع منتخب بلاده، هدفين قبل 20 عامًا في مرمى كرواتيا في الدور قبل النهائي للبطولة، ليقود منتخب بلاده لخوض أول نهائي في تاريخه قبل أن يستكمل مسيرته ويحرز لقب كأس العالم في البطولة التي استضافتها فرنسا على أرضها.


وعُرف تورام، الذي لعب في صفوف موناكو وبارما ويوفنتوس وبرشلونة، بآرائه السياسية وكان أشهرها ما قاله دفاعًا عن مواطني ضواحي باريس المهمشة خلال أحداث شغب في 2005، وانتقد بشدة الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي الذي وصف مرتكبي أحداث الشغب بأنهم “حثالة”.


وقال تورام إن الكفاح ضد التمييز لم ينتهِ بعد على الأقل في بلاده، لكنه يعتقد أن نجاح منتخب فرنسا في التتويج بأكبر ألقاب بطولات كرة القدم في العالم، وهي كأس العالم في نسختها الأخيرة في روسيا، في ظل وجود لاعبين مثل كيليان مبابي وبول بوجبا ساعد في خلق حوار أكثر سلاسة بشأن العلاقة بين الأعراق المختلفة.


وقال تورام، في مقابلة مع رويترز في ملعب نو كامب الخاص بفريق برشلونة الإسباني: “النجاح والتتويج كان مفيدًا جدًا، فعندما فازت فرنسا لمس الناس التنوع في الفريق، وهو ما كان يتعارض مع ما كان يقال للناس عن الهجرة.


“من خلال كرة القدم يمكن أن يرى الناس أن كثيرًا من أفضل لاعبي كرة القدم بدأوا حياتهم أطفالًا فقراء. وكان العديد منهم ينتمون لأسر مهاجرة. لهذا فإن فوز فرنسا بالبطولة مهم للغاية؛ من أجل تحسين صورة فرنسا وصورة المهاجرين في الوقت ذاته”.


ورغم هذا، فإن تتويج المنتخب الذي فاز معه تورام بكأس العالم في 1998 وكان يضم أيضًا زين الدين زيدان المنحدر من أصول جزائرية وباتريك فييرا المولود في السنغال، لم ينجح في معالجة التوترات العنصرية في فرنسا لفترة طويلة.


بل إن حزب الجبهة الوطنية الفرنسي صاحب التوجه اليميني المتطرف صعد نجمه بعد فوز فرنسا3/0 على البرازيل في نهائي كأس العالم 1998، وحصل زعيم الحزب جان ماري لوبان على المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2002.


ولا تزال هذه الانشقاقات موجودة بعد نحو عقدين من الزمان. فقبل عام واحد من فوز فرنسا بكأس العالم في 2018 كررت مارين لوبان النجاح الذي سبق أن حققه والدها وحصلت على 10 ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية في 2017، قبل أن تخسر جولة الإعادة أمام إيمانويل ماكرون.


وقال تورام: “بالطبع لا يمكن لانتصار واحد أن يغير كل شيء ويقضي على هذه الأمو.. لكن التتويج في 1998 كان لحظة مهمة للغاية وساعد على إضفاء شرعية على المهاجرين. أصبح من السهل حاليًا الحديث عن هذه القضايا عما كان عليه الحال في السابق".


“كرة القدم تمنح الناس فرصة للتطور واكتساب المزيد من القوة، لكن العنصرية لا تزال موجودة في المجتمع. الفوز بكأس العالم كان تطورًا مهمًا لمحاربة العنصرية، لكن القضاء عليها لا يكون بكرة القدم وحدها. فكرة القدم لا تستطيع تغيير كل شيء رغم تأثيرها”.


وشارك تورام (46 عامًا) بعد اعتزال كرة القدم في حملة لمكافحة العنصرية من خلال مؤسسة تحمل اسمه، كما يعمل تورام مع مؤسسة برشلونة لتقديم الدعم والمساندة للاجئين الذين فروا من سوريا التي مزقتها الحرب، ويقيمون في مخيمات في اليونان وإيطاليا ولبنان.


وواصل تورام حديثه قائلاً: “يظن الناس أن اللاجئين ليسوا على نفس المستوى مثلنا وأنهم غير شرعيين. أعمل مع اللاجئين للتخلص من هذه الفكرة ولجعل الناس يدركون أن أحدًا لا يتمتع بشرعية أكثر من الآخر.


“حققنا تقدمًا على صعيد العلاقات بين الأعراق والتمييز على أساس الجنس، ولكن علينا مواصلة العمل لتغيير ما رسخ في أذهان الناس من اعتقاد”.


وأتم بالقول: “أنا واثق أن الناس بعد 50 عامًا سيتعجبون من إمكانية ترك أناس يغرقون في البحر المتوسط ​​لمجرد أنهم كانوا لاجئين”.

أخبار ذات صلة