أمير عبدو.. المدرب الذي وضع جزر القمر على الخريطة

(محمود علي_البطولة)

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يبقى مصير المنتخب المغربي مُعلقاً حتى آخر دقيقة من الوقت الضائع في مواجهته أمام جزر القمر، التي جرت يوم السبت الماضي، ضمن منافسات الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية بتصفيات كأس أمم افريقيا 2019.

وخطف "أسود الأطلس" فوزاً قاتلاً من جزر القمر في الأنفاس الآخيرة من المباراة، بعد أن سجل فيصل فجر هدفاً من ركلة جزاء احتسبت على إثر إعاقة لأشرف حكيمي داخل منطقة الجزاء.

لكن ما قدمه منتخب جزر القمر أمام المغرب يوم السبت، لم يكن مفاجأة بالنظر إلى ما قدمه منذ انطلاق منافسات المجموعة في مباراتيه الماضيتين أمام مالاوي والكاميرون، تحت قيادة المدرب أمير عبدو.

فقد نجح عبدو بـ 13 لاعباً محترفاً في دوريات متوسطة فيما أقل في أوروبا، وثلاثة عاطلين، مع خمسة لاعبين محليين، أن يخلق منتخباً متجانساً يُضاهي به كبار أفريقيا في مجموعته، في صورة الكاميرون والمغرب بل وحتى مالاوي، الاسم المعتاد تواجده في المحكات الافريقية.

وهو الأمر الذي ترجمه منتخب جزر القمر منذ انطلاق التصفيات، بدءاً من جولته الأولى أمام مالاوي خارج دياره والتي خسرها بهدف نظيف، سجله أصحاب الأرض من خلال ركلة ثابتة، كانت المخرج الوحيد لهم نحو تحقيق الانتصار على منتخب بدا متماسكاً طيلة أحداث اللقاء.

 ولم يختلف أداء أبناء المدرب أمير عبدو في مباراتهم الثانية أمام العملاق الكاميروني عن المباراة التي سبقتها، إذ أنهم نجحوا في الخروج بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وهي المباراة التي بقي منتخب جزر القمر متقدماً فيها على حامل لقب كأس افريقيا طيلة 80 دقيقة، قبل أن ينجح أبناء المدرب كلارنس سيدروف في الخروج من المأزق بإدراكهم لهدف التعادل.

ولم تكن مباراة المغرب يوم السبت الماضي إلا تكريساً لما يُقدمه منتخب جزر القمر من مستويات جيدة رغم ضعف الإمكانيات، ولعل قدرته على فرض التعادل السلبي على رفاق الغائب حكيم زياش حتى آخر دقيقة من الوقت الضائع، كانت خير دليل على ذلك، ولم يُغير هدف فيصل فجر، الذي أخرجهم خاسرين من المملكة المغربية، من هذه الحقيقة.

ولا ينتظر أن تكون مباراة الغد التي سيستضيف فيها منتخب جزر القمر المغرب ضمن منافسات الجولة الرابعة، لا ينتظر أن تكون نزهة بالنسبة للأسود، خاصةً بعد أن وقع اختيار جزر القمر على ملعب "السعيد محمد الشيخ" الملعب الذي سيُزيد من صعوبة المباراة على مجموعة هيرفي رينار، في وقت سيكون فيه سلاحاً هاماً لرفاق نجم فريق النجم الأحمر الصربي، بن نابوهان، قد يساعدهم في تحقيق نتيجة إيجابية تمنحهم آمالاً في الاستمرار بالمنافسة قبل جولتين من نهاية التصفيات.